عن:نيويورك تايمز كان الاميركان المفقودون في العراق يسيرون في دروب يائسة إلى مصير مجهول.لقد جاءوا من انديانا، كارولينا الشمالية، ودنفر. خرجوا في مهمة يأملون منها أن يصلحوا وطنا كانوا قد هربوا منه منذ عقود.حياة هؤلاء الرجال الثمانية – وهم سبعة متعاقدين مدنيين وجندي واحد من الجيش الأميركي –
هي حكاية مؤلمة من حكايات الحرب، وهي مهمة لم يتم انجازها وستبقى مهملة بعد انسحاب القوات الأميركية نهاية هذا العام.يقول جيم ايك الذي اختفى ولده جيفري – رجل الأعمال من انديانا – عام 2005" اتصل بنا جيفري وقال سأستقل الطائرة غدا وأعود إلى البيت. إلا أن هذا لم يحصل، وكان ذلك آخر ما سمعناه منه". ومثل المهمات الأخرى – كواجبات الحماية وتعقّب نيران الهاونات - فسرعان ما سيهمل الجيش الأميركي تقرير مصير المدنيين المفقودين في العراق. يقوم الجيش اليوم بترتيب خططه النهائية الخاصة بالانسحاب، الا ان قضية المتعاقدين السبعة سيتم تسليمها للسفارة الأميركية في بغداد لغرض المتابعة، أما الجندي فسيتم تسليم قضيته الى القيادة المركزية للولايات المتحدة.يقول الكولونيل ميتشيل انفانتي المشرف على وحدة البحث عن المفقودين "لن ننسى قضية هؤلاء الرجال. ذلك لن يحدث أبدا". أهالي المفقودين قلقون من أن تصبح قضية أبنائهم في طي النسيان، لقد كانوا يستلمون يوميا معلومات عن أبنائهم من مكتب التحقيقات الفدرالية ومن الدبلوماسيين، لكنهم لم يسمعوا شيئا من المحققين منذ شهور.مرت سنوات دون ان يتلقوا خبرا، او شريط فيديو او اتصالا هاتفيا من خاطفيهم. يقول كزوان الياس، الذي اختطف شقيقه (آبان) المهندس العراقي الأصل – الأميركي الجنسية من مدينة دنفر، منذ سبع سنوات "لا ندري إن كان شقيقي حيا او ميتا. لا ندري إن كانوا قطعوا رأسه او انه مسجون في مكان ما. لا نعرف شيئا عنه".سبق للجيش الأميركي أن أعلن عن موت ضحايا آخرين دون إعادة جثثهم الى أهاليهم. بعض العوائل يعلقون آمالهم ما بين "مفقودين" او "أموات".السيدة صبرية مهدي نعمة، التي تسكن في شقة تطل على السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، تتمسك بالأمل من ان زوجها – عباس كريم نعمة – ما زال حيا بعد أكثر من خمس سنوات على فقدانه. تقول "انا متأكدة انه موجود في مكان ما". كان زوجها برتبة عقيد في الجيش العراقي السابق، هرب مع عائلته عام 1991 واستقر في سان دييغو، وأصبحوا مواطنين اميركان وكانوا يدعمون إسقاط نظام صدام. تقول عائلته انه التقى مع مسؤولين في البنتاغون قبل الحرب، وان ابنته الكبرى كانت تكتب مقالات تدعو الى تحرير الشعب العراقي.في عام 2003 عاد الى العراق مع الجيش الأميركي. وبعد مشاركته ببعض الأعمال مع قوات التحالف المؤقت عمل السيد عباس، الذي كان صيدلانيا، مع المكتب الصحي لوزارة الدفاع العراقية.في صباح احد الأيام من عام 2005 وبينما غادر البيت لشراء صحيفة، تم اختطافه.كان يبلغ 58 عاما. بعد ثلاثة أشهر تلقت العائلة اتصالا هاتفيا يطالب فيه الخاطفون بفدية بلغت 150,000 دولار. لم تكن العائلة تعلم من هؤلاء، هل هم القاعدة ام الميليشيات المسلحة، لكنها قررت الدفع ووضعت المبلغ قرب معمل قديم للصودا.لم يكن الاميركان المخطوفون – وهم جيفري ايك، ابان الياس، عباس كريم نعمة، نينوس خوشابا، دين صادق، حسين الزرفي، احمد الطائي - بتلك الأهمية الكبيرة في العراق، حيث أن عددهم قليل قياسا بآلاف العراقيين الذين اختفوا خلال أعمال العنف التي تلت عام 2003. حيث تعرض أكثر من 10,000 عراقي للخطف على أيدي العصابات الإجرامية والميليشيات المسلحة خلال أكثر السنوات دموية من الاقتتال الطائفي.وكان مسؤول في وزارة حقوق الإنسان، أعلن عن وجود أكثر من 14 ألف شخص مفقود في البلاد، جراء أعمال عنف وانفجارات وعمليات عسكرية، خلال الأعوام الثمانية الماضية التي أعقبت عام 2003.وقال أركان كامل، ممثل الوزارة في اللجنة العليا لتقصي مصير المفقودين، التي شكلت مؤخرا، أن وزارة حقوق الإنسان سجلت 14 ألفا و25 حالة فقدان، لأشخاص في العراق منذ عام 2003م، حتى الآن، وأوضح أنه لم يعثر إلا على سبعة أشخاص، من بين هؤلاء، وذلك في الطب العدلي، خلال الأعوام الماضية. ترجمة المدى
الانسحاب الأميركي: الجيش لن يترك المفقودين الثمانية
نشر في: 22 مايو, 2011: 08:39 م