الكتاب: جورج، نيقولا وفيلهلمتأليف: ميراندا كارترترجمة: ابتسام عبد اللهكانت خطة الملكة فيكتوريا في المرتبة الأولى تزويج سلالتها، بأبناء ملوك أوروبا الذين يحكمون حوالي 20 دولة.وكانت حسب مقولتها،"الدم أكثر كثافة من الماء"، وهكذا تشكلت شبكة من الحكام من أقربائها، بحيث انها غدت "جدة أوروبا"، وأصبح السلام في أوروبا أمراً محتماً. ولكن حالة السلم وان دامت بضعة أعوام، عقب وفاة الملكة فيكتوريا عام 1901 ، فإنها تفتت بعد ذلك.
في كتاب،"جورج"، نيقولا وفيلهلم"الذي فاز بجائزة صحيفة لوس أنجلس تايمز لكتب السيرة"، نجد ان المؤلفة ميرندا كاتر ركزت على سلسلة العلاقات المترابطة بين الملوك الحاكمين لثلاث دول وهي: بريطانيا، روسيا وألمانيا. ولم يكن الحاكمان المتحالفان، الملك جورج والقصير نيقولا أبناء عم فقط(بل إن والدتيهما الهولنديتين كانتا شقيقتين أيضاً وكانتا متشابهتين الى حد كبير، بحيث يخطئ الناس بينهما. أما القيصر ويليام فكان أيضاً كانتا ابن عم لهما، إضافة إلى قرابة أخرى عن طريق الأم. وعلى الرغم من تلك العلاقات المتشابكة في شجرة العائلة، فإن الخلافات بدأت تنشب بين الواحد منهم والآخر. وبسبب تلك المشاكل، رفض الملك جورج بالسماح لقيصر روسيا وزوجته من اللجوء الى بريطانيا كمنفى للعائلة. وكانت النتيجة المذبحة التي حصلت وأدت إلى قتل القيصر والقيصرة وأبنائهما. وتبدو هذه القصة بشعة للغاية، بل ان الملك جورج نجح في تحميل رئيس وزرائه آنذاك (جورج لويد الذي كان مؤيداً لاستقبال العائلة الروسية)، وزر الأمر. بل ان الملك البريطاني لم يتوقف عند ذلك الحد، بل انه رفض منح القيصر الروسي وعائلته موافقة المرور من بريطانيا الى فرنسا (الجمهورية آنذاك) والتي كانت قد منحت موافقتها على استقبالهم. وتؤكد الكاتبة ميرندا كارتر، إن تلك القصة المخجلة كانت بمثابة الضربة القاضية على تقاليد العائلة وتفتتها. إن الدرس الذي يستقيه القارئ من هذا الكتاب هو إن علاقات القرابة أو الصداقة تتلاشى أمام المصالح المشتركة. عن/ لوس انجلس تايمز
الطريق إلى الحرب العالمية الأولـى
نشر في: 23 مايو, 2011: 05:56 م