اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > البيت الأبيض و الشرق الأوسـط مـن الحـرب الـباردة حتى الحرب على الإرهاب

البيت الأبيض و الشرق الأوسـط مـن الحـرب الـباردة حتى الحرب على الإرهاب

نشر في: 23 مايو, 2011: 05:59 م

الكتاب:عالم من المتاعبالمؤلف:باتريك تايلرفارارترجمة:عبد الخالق علي يقول تايلر  "بعد ستة عقود من  التدخل الأميركي في الشرق الأوسط،مازال الاميركان بعيدين عن هذه المنطقة من العالم  . إن الذي يبدو واضحاً  هو عدم التواصل بين رئيس أميركي و آخر".
اعتمادا على معلومات توفرت حديثا من الأرشيف الرئاسي، يأخذ تايلر القراء في جولة  إلى العلاقات الأميركية مع الشرق الأوسط منذ رئاسة دوايت ايزنهاور إلى رئاسة جورج دبليو بوش. ما يبرع فيه تايلر هو التركيز على  الصراع العربي – الإسرائيلي المستمر، و هو موضوع شائك يستحوذ على عدة فصول من الكتاب  . رغم انه كانت هناك أحيانا  محاولات للتوفيق – خاصة توافقات كامب ديفيد التي رعاها الرئيس كارتر – فان تايلر يرى تخوف بعض رؤساء الولايات المتحدة من مواجهة التبجح الإسرائيلي كعائق كبير أمام السلام الدائم . فمثلا يذكر تايلر بان الرئيس جونسون لم يطالب إسرائيل بالتخلي عن المناطق التي احتلتها عام 1967 . بعد عقود من ذلك، و خلال عهد كلينتون، يقول تايلر " اهتزت  الثوابت  الأميركية عندما سمح كلينتون لأدارته ان تخضع لمطالب نتينياهو في تمهيد الأرضية التي رسم عليها رابين مسلك السلام الشامل و المصالحة " . اقتراب الولايات المتحدة من العراق و الذي يفصّله تايلر بأسلوب أنيق في كتابه، يقدم مثالا آخر على عدم التواصل المستعصي بين الرؤساء، فقد انتهى رونالد ريغان بدعم الطرفين في الحرب العراقية – الإيرانية; و شجع جورج بوش الأب الشيعة على الثورة ضد صدام حسين بعد حرب الخليج 1991، ثم فشل  في مساعدتهم; كما تردد بيل كلينتون في دعم المتآمرين المدعومين من السي آي أي، مما أدى إلى تسوية العملية و موت المتآمرين ; و غزا جورج دبليو بوش العراق دون تخطيط لفترة ما بعد الحرب .  تايلر لا يقيد نفسه بالأخطاء الرئاسية فقط، و إنما  ينهال على التدابير التي اتخذها العديد من أعضاء الحكومة أيضاً. يظهر هنري كيسنجر، وزير خارجية ريتشارد نيكسون، كأستاذ في الغش و التلاعب، حيث شجّع الإسرائيليين سرّا  على انتهاك وقف إطلاق النار مع المصريين المدعومين من السوفييت خلال حرب أكتوبر عام 1973 . و كذلك أخفى عرضا ائتمنه عليه نيكسون كي يسلمه للزعيم الروسي ليونيد بريجينيف، و الذي اقترح فيه الرئيس الأميركي مبادرة مشتركة للدول العظمى من اجل إيجاد  حل للصراع العربي – الإسرائيلي . حسب تايلر فان " قناعة  كيسنجر كانت فوز إسرائيل لكي يخسر السوفييت "، و سمح لهذه القناعة أن تسيطر على توجيهات نيكسون و على مجمل  مبدأ  المهاودة الخاص بالدول العظمى. يقول تايلر ان  كيسنجر لم يكن  الوحيد الذي أساء استخدام صلاحياته . فوزير الخارجية الكسندر هيغ قد احتال على الرئيس ريغان في تمديد الدعم الأميركي للغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 .و مثل كيسنجر، فقد أراد هيغ أن يسحق كل من يشارك السوفييت ; بالنسبة إلى هيغ، كان ذلك يعني السماح لإسرائيل ان تستهين بلبنان في ملاحقتها لمنظمة التحرير الفلسطينية . بالتالي استعاد ريغان السيطرة و أرسل قوات المارينز الأميركية الى لبنان لحفظ السلام، إلا انهم تعرضوا لهجوم إرهابي في 1983 . و عندما أمر ريغان بالاقتصاص من حزب الله المدعوم من إيران، لم ينفذ وزير الدفاع كاسبر واينبرغر الأمر لكونه غير متأكد من هوية المتهمين . في كتاب " عالم من المتاعب " هناك القليل من النواقص . يناقش تايلر تلك الإدارات الرئاسية فقط – بدءا بإدارة ايزنهاور – و التي تزامنت  مع حرب و اضطرابات  الشرق الأوسط . حول المعلومات عن العلاقات الأميركية – السعودية، يعتمد تايلر كثيرا على الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة، و ينتقد تردد الرئيس كارتر في التدخل في الشؤون الداخلية لإيران من خلال الزعم بان الولايات المتحدة و بريطانيا كانت تتدخل دائما في إيران، رغم إن تلك التدخلات كانت بسيطة . للأسف ليس هناك فصل ختامي في الكتاب . إلا إن توصيات تايلر – استمرارية النهج الخارجي الأميركي، و التدخل  المستمر في الشرق الأوسط ، و الاقتراب الأكثر توازنا من الصراع العربي – الإسرائيلي، و التوافق مع العالم الإسلامي مع الالتزام الثابت بمعاقبة الإرهابيين الذين يهاجمون المصالح الأميركية – يتم التعبير عنها بجزالة في الكتاب . بالصدفة، يتزامن نشر كتاب " عالم من المتاعب "مع بداية رئاسة جديدة. الرئيس المنتخب باراك اوباما و إدارته لديهم فرصة رائعة للأخذ بنصيحة و مشورة تايلر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram