ترجمة:نجاح الجبيلي انسحبت الكاتبة والناشرة كارمن كاليلي من هيئة حكام جائزة المان بوكر العالمية بعد قرارها بمنح الجائزة هذا العام إلى الروائي الأميركي فيليب روث والتي تبلغ قيمتها 60 ألف جنيه أسترليني. وقالت كاليلي بعد أن صرفت النظر عن هذا الكاتب الفائز أيضاً بجائزة البوليتزر:" إنه يدور ويلف حول نفس الموضوع في كل رواية له وكأنه يجلس على وجهك ولا يسمح لك بالتنفس".
وتضم هيئة الحكام إضافة إلى كاليلي الكاتب وتاجر الكتب النادرة "ريك جيكوسكي" بمنصب الرئيس والروائية "جوستين كارترايت". كما تضم القائمة القصيرة للجائزة ، إضافة إلى روث، فيليب بولمان وآن تيلر ومارلين روبنسن. وأشارت كاليلي الى:" لم أعده كاتباً على الإطلاق. أني لا أود حتى أن أضعه في القائمة الطويلة لهذا اندهشت حين رشح للقائمة القصيرة. وهو الكاتب الوحيد الذي لا يروقني، أما الآخرون فهم جيدون".وتضيف:" روث ضروري لحكام الجائزة  لكن بالتأكيد ليس ضرورياً بالنسبة لي".وكاليلي هي مؤسسة "فيراغو" وهي دار نشر متخصصة في الدراسات النسوية ومؤلفة كتاب "عقيدة فاسدة" عن تاريخ فرنسا في عهد فيشي. تقول:" لقد كنت عضو تحكيم في الكثير من الجوائز ونادراً ما اختار كاتبي المفضل إنها مسألة " اعتقد أن س هو موهبة وأنت لا تعتقد فدعنا نذهب إلى ص". لم يحدث ذلك.يجب مناقشة كل شيء لكن فيليب روث ظهر مثل الصاعقة وكنت في غاية الدهشة. احتجنا إلى يومين للتفكير ثم تكلمت إلى جوستين وقلت لها اعتقد أنه يجب أن أنسحب إذ لم يكن لديّ أي أمر له علاقة بالفائز. لهذا قلت أني أرغب أن لا يرتبط اسمي بفوزه لهذا انسحبت. لا تستطيع أن تكون حكماً ثم لا تعطي حكمك". من جانبه قال رئيس هيئة الحكام "جيكوسكي" بأن قرار منح الجائزة إلى روث تم الوصول إليه "ببطء وبالكثير من المناقشة والتداول والحوار".وأضاف:" إن الرقم ثلاثة في غاية الخطورة وصعب اتخاذ القرار من خلاله. فالرقم اثنان يصلح بقوة لأن أحدهم يعطي صوته للكاتب والآخر لن يعطيه. إن الجوائز الأدبية بصورة عامة مشاكسة وعليك ان تحترس من ثقة الحكام بدلاَ من اختيار الفائز. القول دعنا نعمل على تسوية – لا أحد يريد هذا الكاتب أن يفوز لكننا نستطيع أن نتعايش معه. حسن. رأيي أنك تريد أن تتعاطف بشدة مع أحدهم.".  ويضيف جكوسكي أن الحكام الثلاثة كانوا بذلوا جهداً في القراءة والمعالجة  واختيار الفائز. لقد قرأنا الروايات لمدة 18 شهراً لهذا أن تفعل ذلك ولا تكتشف أحد الأشخاص الذي  تستطيع أن تهتم به هو شيء مؤلم وغير مرغوب. أنا أفهم تماماً ذلك.لكن في حقل يشمل روث قل لي أي شخص نستطيع أن نختار؟". وأضاف:" في عام 1959 كتب رواية "وداعا كولومبس" وهي رائعة. ثم بعد خمسين سنة كتب رواية "المنتقم" وعمره 78 سنة وهي أيضا رائعة. اخبرني عن كاتب كتب رائعتين خلال خمسين سنة. إذا ما نظرنا إلى مسار الكاتب الروائي فهناك فترة من التعلم ثم فترة من الإنجاز الراقي ثم تبدأ الموهبة تنحدر في منتصف العمر ببطء. يقول الناس لماذا لم يرشح مارتن آميس أو جوليان بارنز إلى القائمة القصيرة  لكن ذلك ما يحدث في منتصف العمر. في التسعينات كان غير قادر على ترك كتابة روائع أخرى مثل "اللطخة الإنسانية" و"المؤامرة على أميركا" و"تزوجت شيوعيا"ً. كان عمره 65-70. يا لكتاباته المدهشة!".وفي عمودها في صحيفة الغادريان كتبت كاليلي عن خيبة أملها من فشل الجائزة بالاحتفاء بالكتاب من لغات أجنبية إذ ضمت القائمة القصيرة الصيني "وانغ آني" و الاسباني "خوان غويتسيلو" و الإيطالي "داشيا مارياني" و اللبناني أمين معلوف وتقول أنه تم تكريم "كاتب آخر من أميركا الشمالية".يقول جيكوسكي:" من الواضح أن الكتاب من لغات أخرى لديهم سلبية ولا معنى للتظاهر بأنهم ليس لديهم تلك السلبية في أنهم يقرأون عن طريق الترجمة. إنهم محرومون من حقهم الشرعي بهذه الطريقة لكن اسألني من  الكتاب المفضلين لديّ وسأقول أنه فلوبير ودوستويفسكي إذا ما وجدت النوعية ثمة فسوف تشرق من خلالها".إن الجائزة، برأيه، " لا تدور حول من الأحسن. أعتقد أن ذلك حماقة. إنها تكريم "للانجاز في الرواية".ويختم " هل قلنا أن فيليب روث هو أفضل كاتب حي في العالم؟ لا أعرف أني أريد أن أقول ذلك. لكننا اخترناه لتكريمه وثمة أسباب جيدة لذلك".