TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تغير المناهج بين الدعوات والتطبيق

تغير المناهج بين الدعوات والتطبيق

نشر في: 24 مايو, 2011: 05:17 م

معياد الطائيمن خلال قراءة متأنية للعملية التربوية فـي العراق والمنطقة العربية نجد ان هناك حاجة كبيرة تدعونا لمراجعة المناهج التربوية التي تدرس لأبنائنا  الطلبة في المدارس .  ولكي تتمكن المؤسسة التربوية من القيام بواجبها في بناء جيل يحمل مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ويعي حقيقة التحول الديمقراطي والتطور العلمي والتكنولوجي فإنها بحاجة ماسّة وعاجلة إلى ثورة تربوية ديمقراطية ،في جميع المجالات المتعلقة بالعملية التربوية طلاباً ومعلمين ومناهج.
وأن معظم المناهج التربوية التي تدرس في المدارس العراقية بوجه خاص و العربية بوجه عام تتطلب إعادة النظر فيها،وتطويرها واستئصال الفكر الفاشي والظلامي التكفيري من هذه المناهج ،وإبدالها بالمفاهيم الديمقراطية الجديدة والتأكيد على الجانب الإنساني في العلاقات الاجتماعية ، وإحلال الفكر الديمقراطي وثقافة حقوق الإنسان والتعايش السلمي ، واحترام الرأي والرأي الآخر، والتأكيد على بث روح المحبة والتسامح داخل المجتمع ، وتقبل الرأي الآخر ورفض العدوانية والتعصب بكل أشكاله وصوره ، وبشكل خاص التعصب الديني والطائفي والقومي .ولابد من الاستجابة للدعوات المطالبة بتطوير المناهج الدراسية في العراق والعالم العربي وفق نظرة شاملة للمتغيرات الدولية ومن اجل تلبية الاحتياجات التنموية ومواكبة التقدم التكنولوجي والعلمي .ومن المنصف ان نذكر هنا بان هناك محاولات جادة لتغيير المناهج في العراق ولقد تم اتخاذ خطوات مهمة في هذا الإطار من خلال تغيير عدد من المناهج وخاصة تلك التي تتعلق بالدروس الإنسانية التي تتعلق بحياة الإنسان وتعامله مع مجتمعه ومحيطه الخارجي .ولقد جاءت المطالبات من أطراف عديدة لتغيير المناهج في المنطقة العربية ومنها مؤتمر ‏‏اليونسكو في باريس  بشأن التعليم العالي الداعي إلى إدخال مفاهيم جديدة ‏ ‏في التعليم، كحقوق الإنسان والمجتمع المدني وتمكين المرأة وحقوق الأقليات والحريات ‏ ‏العامة والديمقراطية . ونجد بالمقابل اهتماما عربيا بهذا الجانب, فالجهات المتخصصة في الأقطار العربية’ تعي أهمية تطوير المناهج التعليمية العربية، لتواكب التطورات التكنولوجية، والدليل على ذلك عقد الندوات وعمل دراسات كثيرة منها (الحلقة الدراسية العربية حول تطوير مناهج التربية التكنولوجية) التي اختتمت أعمالها في العاصمة الأردنية عمّان ، وقد استمرت هذه الحلقة أربعة أيام، ونظمها الاتحاد العربي للتعليم ، وبمشاركة باحثين ومتخصصين من عدة دول عربية.وقد أوصى المشاركون بهذه الحلقة الدراسية بـ"ضرورة إدخال مادة التربية التكنولوجية في مناهج التعليم العام، كما أوصوا بالاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال التربية التكنولوجية، وتبادل الخطط الدراسية والكُتب، والاستفادة من خبرات المنظمات العربية والدولية، وتوفير الكُتب والوسائل التعليمية المناسبة.ودعا المشاركون إلى إعداد المدرسين والمدربين بالشكل المناسب.. وتعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم والتدريب المهني وسوق العمل في مجال إعداد وتشجيع الأنشطة المرتبطة بالتربية التكنولوجية". هذه التوصيات من متخصصين عرب تدلل على اهتمام كبير من قبل المثقفين للاستجابة للدعوات الغربية لتطوير المناهج في العالم العربي.ومن الجدير بالذكر إننا حينما نطمح للاستفادة من التطور العالمي وإدخال المفاهيم الجديدة في الواقع العربي يجب أن يكون ذلك وفق رؤية ‏ ‏تجمع بين الخصوصية والمعاصرة العالمية، من اجل تحقيق تربية تتلاءم مع المتغيرات دون التضحية بالقيم الأساسية لثقافتنا العربية والإسلامية، ولكيلا نضطر إلى تطبيقها بنفس رؤية من أطلقها بكامل مضامينها ‏ ‏الثقافية والفكرية والاجتماعية، الأمر الذي قد يتسبب ببعض الاضطرابات في مجتمعاتنا العربية. ‏. كما إن تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التربوية تقتضي إعادة إعداد الكادر التربوي إعداداً ديمقراطياً يمكنهم من القيام بالمهمات الجديدة الملقاة على عاتقهم  لأن أية عملية تغيير أو تطوير للمناهج الدراسية يجب أن تأخذ بنظر الاعتبار تطوير قدرات أدواتها و القائمين بتنفيذها وهم الهيئات التعليمية  و التدريسية لكي نضمن توفر مقومات نجاحها بالشكل السليم والصحيح ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram