متابعة/ المدىيتخوف العراقيون مع بدء فصل الصيف من نقص خدمات الكهرباء، وندرة الوقود الضروري لتشغيل مولدات الكهرباء، في وقت بدا التململ يأخذ مديات أوسع ودعوات للتظاهر ضد عدم قدرة الحكومة على تلبية احتياجات الطاقة كما حدث العام الماضي حين عمت التظاهرات اغلب مدن العراق بسبب نقص الكهرباء.
ويدور بين العراقيين دعوات الى ما يسميه بعضهم انتفاضة الكهرباء.ونقل تقرير نشرته وكالة بابنيوز أمس الثلاثاء عن مواطنين عراقيين قولهم إنهم هيأوا لافتات كتب عليها "الكهرباء.. أو عدم البقاء" في إشارة إلى ضرورة رحيل المسؤولين الذين لم يستطيعوا الوفاء بوعودهم في توفير خدمات الطاقة.ويتململ اغلب العراقيين من فصل الصيف القاسي وأعبائه المتمثلة في اللهاث المستمر وراء توفير الثلج والبنزين. وتستمر أجواء من الصيف اللاهب على مدى أشهر تستمر من شهر نيسان إلى أيلول.وتصل درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية خلال النهار ولا تنخفض إلا لبضع درجات في الليل.ويتوقع المسؤول البلدي جاسم الراضي أن يؤدي نقص الطاقة الكهربائية إلى احتجاجات وتظاهرات ستطيح بكراسي المسؤولين المحليين. وتشير مواطنة عراقية تسكن الكاظمية إلى علامات صيف سيئ بوضع أصابعها على صنبور ماء حيث تقطر المياه القادمة من خزانات الطوارئ لمدة ساعة أو اثنتين.وتقول:علينا أن نظل مستيقظين طوال الليل لتشغيل "ماطورات الماء".وعلى رغم من وعود السلطات المحلية بتوفير الكهرباء إلا أن أي تقدم ملموس لم يحصل في هذا الاتجاه.ويقول كريم حسين عضو مجلس بلدي إن انقطاع الكهرباء يزيد من معاناة العراقيين. ويستغرق الصيف في العراق فترة طويلة، ويصبح الخروج من البيت إلى الساحات والمتنزهات العامة أمرا لا مفر منه للهروب من الأجواء الحارة.وبينما ينوي بعض أصحاب الدخل الجيد السفر إلى الدول المجاورة او إقليم كردستان لقضاء فترة استجمام هروبا من الحر، فان أصحاب المدخولات الضعيفة ليس لديهم منفذ من قضاء الصيف في البيوت، واغلب الرجال يلجأون إلى الكازينوهات والمقاهي، بينما تفضل النساء المتنزهات القريبة، او مراكز التبضع.ويحرص كل بيت عراقي منذ الآن على اقتناء مولدة كهرباء وتوفير الوقود لها. بينما يعكف أصحاب مولدات الأحياء السكنية على إدامة مولداتهم وسد الثغرات التقنية فيها استعدادا لصيف قاس في حرارته.وبينما يمثل الصيف للبعض مثل الطلاب فرصة لإجازة تمتد لثلاثة شهور، فان عدم توفر الكهرباء يعكر صفو الأجواء.ويقول عادل احمد وهو طالب جامعي: لا مفر من الحر، حيث تتحول بشرتنا إلى داكنة بسبب أشعة الشمس القوية. ويلجأ بعض الشباب إلى الأنهر للهروب من القيظ مع ندرة المسابح في المدن العراقية.وعلى رغم من كل ذلك فان الصيف يوفر الفرص المناسبة لتبادل الزيارات العائلية وزيارة الحدائق العامة، حيث تفترش الأسر البساط الأخضر والحشائش.وعلى رغم من ان اغلب السكان يتحدون الصيف الحار بالتأقلم، إلا أنهم يصرون على عدم السكوت عن عدم تنفيذ الوعود، وصرف ملايين الدولارات على مشاريع لم ينتج عنها تحسن في الخدمات، ويعزم البعض الخروج بمسيرات لفضح العجز عن حل مشكلة نقص الطاقة التي مضى عليها ما يقارب عقد من الزمن.
صيف 2011: 50 درجة مئوية تكفي لتظاهرات حاشدة
نشر في: 24 مايو, 2011: 06:41 م