نيويورك/ ا.ف.ب وجد الباحثون أن متناولي المأكولات الذين يتشتت ذهنهم في حين يتناولون الوجبات يستهلكون الوجبات السريعة غير الصحية أكثر من أولئك الذين يعطون أهمية إلى نوعية طعامهم. يشار إلى أن قراءة كتاب أو حتى القيام بمناقشة في وقت الأكل أو مشاهدة التلفاز يؤدي إلى تشتيت الذهن.
أما متناولو الطعام الذين شعروا بقلة الجوع بعد تناول الغذاء هم الذين ركزوا عن كثب على نكهة الطعام وتركيبته ومظهره في وقت الأكل. ويظن الباحثون أن هذا الأمر عزز تذكر متناولي الوجبات طعامهم. وحتى الذين لم يتم إعطاؤهم أية مهمة في خلال تناول الوجبة وأتيح لهم الأكل بشكل طبيعي استهلكوا أغذية أكثر من هؤلاء الذين ركزوا على طعامهم.وتشير الاستنتاجات إلى أنّ تخصيص وقت للوجبات الرسمية على طاولة بدلا من التقاط الطعام بشكل سريع أو أمام شاشة التلفاز قد يساعد متناولي الوجبات في الحد من تناول الوجبات السريعة غير الصحية.من جهتها، تقول عالمة النفس ومديرة البحث في جامعة برمينغهام الدكتورة سوزان هيغز إنّ التركيز على نكهة الطعام وتركيبته لدى تناول الطعام يمثل الطريقة الفضلى في التخفيف من الوجبات السريعة. وتضيف أنّ تجنب السهو متصل بالذاكرة وطريقة تناولنا الأطعمة. وعندما نتخذ القرارات حول ماهية أكلنا، نأخذ بعين الاعتبار بشكل غير واعٍ ذكريات وجبتنا الأخيرة. ولئن قاطعنا هذه العملية إثر السهو، ستظهر النتائج على كمية استهلاكنا الأطعمة.ويعود سبب تناول المزيد من الطعام لاحقاً بعد مشاهدة التلفاز إلى أنّ السهو عطل تشفير الطعام في الذاكرة علمًا أن الباحثين درسوا مرضى فاقدي الذاكرة الذين لم يسعهم تذكر ماذا أكلوا للتو والذين يظلون يأكلون إن استمرينا في جلب الطعام لهم.وطلب من متطوعين في دراسة نشرت في صحيفة "الشهية" أن يأكلوا شطيرة وبعض المأكولات المقرمشة في وقت الغداء ومن ثم تم إعطاؤهم البسكويت في جلسة تذوّق لاحقاً في الظهيرة. وقد طُلب من فريق التفكير في نكهة الطعام وتركيبته ورائحته لدى تناولهم المأكولات، في حين تمّ إعطاء فريق آخر مقالة للقراءة، أما الفريق الثالث فقد تناولوا طعامهم من دون القيام بأية مهمة. وأظهرت الدراسة أنّ تناول الطعام في حين مشاهدة التلفاز تزيد من تناول البسكويت خلال جلسات التذوق لاحقًا.ومضى الدكتور هيغز موضحًا أنهم اعتقدوا ان أولئك الذين تم إعطاؤهم مقالة للقراءة سيتناولون أقل نسبة من المأكولات، إلا أنهم أكلوا بنفس القدر من الذين لم يتم إعطاؤهم أية مهمة ذلك أنه تشتت ذهنهم بالقراءة ولم يكوّنوا أية ذكريات، فأحسوا بجوع أكبر بعدئذٍ.