شعر: دلشاد عبد اللهترجمة: بكر درويش(1)الجمالُ مُلتَصقٌ بالموتِأصعدُ الى أعلى قمّةٍ فيهِلكي أرى الجمالَ كلّهُ
(2)للنّبعِ رائحةً عندما يكون قريباً من القِمّةِو كلّما نزلَ الى الأسفلِفقدها في البساتينِ(3)يركعُ الرجلُ أمامَ الشمسِأماّ المرأةُ، فتضعها في أحشائها(4)منقار الخريف غارقٌ في جسدِ امرأةٍتأتي منه رائحةٌتتعطّرُ بها أغصانُ الأشجارِوتتعرّى شجرةُ القامةِمن نشوتها(5)الليلُ شائكٌلا يسعُنا ونحن عاريانِ(6)عِطرُ أَوّلِ قنديلٍ يوقدُ في تخومِ جبلٍأم هيَ أوّلُ رسالةٍ تصلُمشدوهٌمثلُ أوّلِ احتضانٍأو أوّلِ قُبلة(7)عبقُ الخَوْخِ هل آتٍ من البُستانِأم من نَهْدَيْها؟نَفحُ الامواجِ آتٍ من شَعْرِ النّهرِأم من خصلتيها؟(8)عطرُ الكَرَزِ الثلاثاءالأربعاءُ للسدرةِ العذراءِالخميس للإجّاصِأوّلُ الغيثِ للجمعةِالسبتُ لعطر الأكاسياالأحدُ للنّعناعِوفي الإثنينِ، يأتي عبقُ النّارِ من العُرموطِحبيباتي، كلُّ واحدةٍ منهُنَّ فاكهةٌكلٌّ من هُنَّ بُستانُ.(9)إذا اختلطَ عطرُ النساءِ بأيّةِ رائحةٍ أُخرى، يُعرفُطُرِدْتُ من الجَنّة لأجلِ تلك الرائحةِوالآن ... اختلط بكلِّ الأشياءِفمن أَيْنَ أُطرَدُ؟(10)ما سيحدُثُ ليس طوفانَ و لا تسوناميَّو لا معركةَ واترلو،حرْبٌ داخليّةٌ تشنُّها على نفسكأم أنّكَ وحْدكَ ضدَّ الجميعِأنا إن خسرتُها مع نفسيَفلن انتصرَ فيها في أيِّ مكان.(11)قرّرْتُ في ما بقيَ لي من العُمُرِأن أصادقَ الجميع؛ البسلاءَ فيهمُ والجُبَناءْالخَيِّرينَ والأشرارَالمجانينَ والحكماءَلم يَعُد في قلبيَ مكان للحقدِيستطيع غصنٌ أن يكسبَ صداقتهُو تستطيعُ نملَةٌ أن تَجعَلَهُ مُلتَقاها.(12)أكادُ أعْمى بكلِّ هذه الألوانِ...أُصمُّ...أُبْكَمُأطْلِقْ روحيَ، دعْها تطيرُتتَجَمّلُ المدينة حينما تتجَرَّأُ و تفارقَهارَفرِفْ جناحيكَ دوْماًمُهدّداً بالاستمرار وإلاّ فهيَ مُعْتَقَلٌ(13)ماالذي جرى لكَ يا قلبُ؟ماذا حدثَ لكَ، كيْ لا تتمَكّنَ أن تنظُرَ في وجهي؟تَتَنَصّلُ مني كلّ مرّةٍ بحجّةٍتَجرّأْ، وانظُر إليَّاكشفْ لي مكامنَ السرِّهدِّئ صديقكَ المرعوبَ، وامسَحْ رأسَهُ بكفِّكَلِج الآن الى مواكبِ الأعراسِ بخِمارِ القوافي الفضيّةِوألحانِ الأوزانِ الطِّوالِتبَلّلَتْ أقدامُ العَروسِ بدِماءِ كلماتهِإنّهُ وَجلٌ من قرقعةِ أقدامِ ذلك المجهولِالذي يبحثُ عن فرصةٍ ليدخلَ بيتَهُهدِّئهُيا قلبيَ!ما الذي حدث لكَ؟(14)ليس للحِذاءِ قَلْبٌيَنفَطِرُ قَلبيَ لأحذِيةِ الفُقراءِحينَ ترتَعشُتحتَ رؤوسِ المطارِقِ
وريقاتٌ على الرّصيف
نشر في: 25 مايو, 2011: 05:37 م