اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الـغـــلاء .. ثم الغلاء بعيداً عن الرحمة والشفاء!!

الـغـــلاء .. ثم الغلاء بعيداً عن الرحمة والشفاء!!

نشر في: 25 مايو, 2011: 05:52 م

 رشيد العزاويعدسة: أدهم يوسفالطب مهنةُ إنسانية سامية ونبيلة .. قد تكون هدفاً لكل ما يفكر به شبابنا من اجل تحقيق طموحاتهم ورسم خارطة المستقبل.. الا انها وفي ايامنا هذه اصبحت مهنة تجارية هدفها الربح المادي ولا شيء سواه ..
 فهذه التجارة اصبحت تدر على الكثير من الاطباء اموالاً كثيرة ..  هي من جهد وكد وعرق وتعب وعناء المواطن البسيط الذي يكافح من اجل الحصول على لقمة العيش ! هذا مايحصل هنا في العراق ، فبدلاً من ان يقوم الطبيب بمساعدة المريض والعمل على شفائه ، فأن هم بعضهم اصبح ينصب الان على رفع اجور الكشفية والربح المادي السريع ، ولا شيء آخر غير ذلك! (المدى) سلطت الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة مع الاعتذار للقسم من الاطباء الذين مازالو يحترمون قدسيتها.. وكانت لها جولة بدأت في شارع السعدون .. وهو الشارع المعروف عند البغدادين بكثـرة اطبائه.. وعند باب احدهم تجمع عدد كبير من المراجعين بانتظار دورهم للدخول الى الطبيب الذي قد يأتي بعد ساعتين..الحاج عطا، كان اول المتحدثين ويبدو انه سئم من كثرة مراجعاته للاطباء، قال وهو يئن من شدة الالم: انه لايملك المال الكافي للاستمرار في مراجعة الأطباء، حيث ان اجرة كشفية الطبيب وصلت الى (50) ألف دينار.. وانا رجل متقاعد ولا يكاد راتبي التقاعدي يسد رمق عيشي وعائلتي وقد تجاوزت الستين من عمري.. اما ام محمد  وهب امرأة يقارب عمرها الخمسين عاماً تعمل موظفة جاءت للمعالجة  فتقول.. ان اجرة الطبيب الذي يقوم بمعالجتها تصل الى (60) ألف دينار.. وقد تتكرر مراجعاتها ما يؤثر على ميزانية العائلة..  فهي أم لثلاثة اولاد وبنت، تعيلهم بعد وفاة والدهم بحادث تفجير سيارة مفخخة !!كهلٌ تجاوز الثمانين من عمره يتوكأ على ولديه قال: انه مصاب بالعديد من الامراض التي منعته من الاعتماد على نفسه في السير او الحركة، وهذه الحالة تستوجب المراجعات المتكررة للأطباء، وزياراتي لهم تكاد تكون اسبوعية رغم المبالغ الكبيرة التي أصرفها للأطباء والتي تأكل أكثر من راتبي التقاعدي الشهري، الا أنها والحمد لله مستورة كما يقول المثل.وقبل ان اغادر منطقة السعدون، ضربت معدل الارقام التي بقيت في ذاكرتي في ثلاثين مريضاً يومياً على الأقل.. فظهر المبلغ ما يقارب المليون ونصف المليون دينار يومياً.... قلت مع نفسي ما شاء الله وبدون حسد (الله يزيد ويبارك)!!rnكشوفات وأدوية وتحاليل وسونار بآلاف الدنانير!في مكان اخر بمنطقة بغداد الجديدة , جلست ام وليد وحيدة بلا بنت او حفيد تتلوى من اثار ارتفاع ضغطها في باب احدى صالات الدكتورة (م.م) المزدحمة جداً بانتظار دورها في الحصول على الفرج المتمثل بالدخول الى غرفة الدكتورة حيث قالت: ان سبب ترددها على الاطباء هو حالة الارتفاع والانخفاض للضغط الذي لم يتوصل احد الى علاجه وهذه المراجعة الخامسة او السادسة خلال هذا الشهر ولكن دون جدوى  فطبيب يقرر مجموعة من الادوية، والآخر يقول ارميها في سلة المهملات.. وبقيت على هذا الحال بانتظار رحمة الرب العظيم ..وقرب احد المستشفيات الأهلية في شارع المغرب بمنطقة الاعظمية في بغداد وقف أبو حميد بانتظار احد الأطباء.. وعند محاورته قال: ليس بطراً مراجعته الاطباء بل سببها معاناته المزمنة من مرض في كليته وهي المراجعة الرابعة دون نتيجة مطمئنة.. ففي كل مرة كشوفات وتحاليل وسونار، وكميات كبيرة من الادوية ومصاريف كثيرة في كل مراجعة.. وانه رجل متقاعد حيث ان راتبه التقاعدي لا يسد أجور علاجه، فأكون مضطراً للاستعانة بالأولاد  .مضيفاً: ان الطبيب بات اليوم كالتاجر هدفه الوحيد هو جمع المال وليس صحة المريض.. فأنا اعاني من وجود حصى في كليتي الأمر الذي يوجب اجراء عملية جراحية في مستشفى اهلي مناسب، لان المستشفيات الحكومية في الوقت الحاضر غير مؤهلة لاجراء مثل هذه العمليات الجراحية بسبب النقص في المواد الطبية والعديد من المستلزمات الأخرى.. وهنا في المستشفى الأهلية، والحديث مازال لـ (ابو حميد) يريد الطبيب أكثر من مليون دينار.. اجرة يده فضلا عن تكاليف المستشفى الاخرى..!في الجهة المقابلة تتواجد الكثير من العيادات الخاصة.. فكانت محطتنا التالية  حيث: حدثنا ابو أمجد البالغ من العمر (58) عاماً منزعجاً قائلا: يجب على الطبيب ان يحلل خبزته ويقلل الكشفية العالية حيث منهم من لايعمل عملا يرضي الله فالذي يأتي إلى الطبيب يجب ان يحمل كنزاً من المال.. داعيا الله أن لا يقع أي شخص بأيدي أولئك الجشعين الذين اصبحوا اشبه بالماكنة التي لاتعرف سوى المال.. أما الانسانية فقد الغيت من قاموس اغلبهم.. حتى تحولت هذه المهنة الى إدارة للجشع وللكسب المادي, واضاف وهو يبتسم قائلا: بالله عليكم هل سعتمم يوماً ان الطبيب قد تبرع يوماً باجراء عملية لوجه الله تعالى او مجاناً لعاجز اوفقير ..اما ابو علي الذي عاني من وجود رمل او حصى في كليتيه فيقول: ان العلاج لم يحل مشكلتي لحد الان، فقد أصبحت زبوناً دائماً للأطباء والصيدليات وانا اصرف كل ما لدي من مال، علماً اني من خارج بغداد، والمجيء إلى العاصمة يكلفني الكثير من اجور

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram