متابعة/ المدىذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أنه في الوقت الذي تنهض فيه الدول العربية ضد الطغاة، وتخلص فيه العراق من الديكتاتورية، حيث يعتبر صدام حسين الذي أطيح به قبل 8 أعوام ذاكرة بعيدة بالنسبة للشباب، إلا أن العراقيين ينزلون إلى الشوارع لمعرفة السبب في أن الملايين منهم يعيشون في فقر بأكثر دولة غنية بالنفط في العالم.
وقالت الصحيفة: "إن الملايين من الأشخاص مازالوا يعتمدون على الحصص الغذائية الحكومية وأن واحدا من كل 6 يعيش في فقر على دخل يبلغ نحو دولارين يوميا وأن 40% تقريبا من العراقيين البالغ عددهم 30 مليون نسمة تحت سن 15 عاما".ونقلت الصحيفة عن سيمونا مارينيسكو كبيرة الاقتصاديين في برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في العراق قولها "إن العراق يعتبر حالة صعبة، وهي ليست دولة بدون موارد، والعراق دولة تمر بوضع غريب للغاية تعتبر فيه وتيرة احتياجاتها مماثلة لوتيرة عوائدها، واحتياجات العراقيين للتنمية تتزايد بشكل مماثل لاحتياجاتهم الأساسية".وأشارت إلى أن العراق أعاد مؤخرا إحصاء احتياطيه من النفط ليعكس تكنولوجيا غير مؤرخة، وتقول حاليا "إن لديه ثاني أكبر احتياطي نفط وأنه مع بلوغ أسعار النفط 110 دولارات للبرميل فإن ذلك يعتبر موردا استثنائيا.ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالسفارة الأمريكية في العراق - طلب عدم ذكر اسمه - قوله "إن ثمة اعتقادا بضرورة أن يغيروا الأمور .. ولا اعتقد أن العراق - مع سكان شباب بذلك الحجم ونمو سريع - سوف يكون دولة بترولية على الإطلاق .. وأنه على مدى فترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أعوام قادمة سوف ينفقون تقريبا كل العوائد الإضافية التي يكسبونها فقط للدفع من أجل البنية التحتية لاستخراج النفط من الأرض وتصديره". وأضافت "أنه بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية التي تلت الإطاحة بصدام حسين، شرع العراق في ثورة خاصة باقتصاده الذي تديره الدولة والذي يرتكز على النفط حيث يعمل أكثر من 60 % من العراقيين في القطاع العام".وأشارت إلى أن إعادة هيكلة المؤسسات التجارية المملوكة للدولة أمر مطلوب لأن ذلك الاقتصاد يحتاج إلى الخروج من مصيدة النفط هذه في أسرع وقت ممكن، حسبما قالت مارينسكو التي تشرف على مشروع أممي لإعادة هيكلة 176 شركة عراقية مملوكة للدولة.وكان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هادي العربي قال إن نسبة الفقر في العراق وصلت الى 23%، مبينا أن البلد يواجه تحديات تنموية صعبة أبرزها الإفراط في الاعتماد على الموارد النفطية وغياب الاستثمار وصيانة البنى التحتية. وأوضح العربي أنه "لا يخفى على احد ان العراق يتمتع بموارد بشرية وطبيعية هائلة الا انه مازال يواجه تحديات كبيرة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة يستفيد منها جميع فئات الشعب".وأضاف انه يريد في هذه الندوة ان يحدد للحكومة العراقية بعض الأولويات لتحقيق التنمية الاقتصادية، ومنها "التقليل من الإفراط في الاعتماد على موارد النفط للتغيرات السريعة في عائداته"، منوها إلى ان العراق "تعرض لسلسلة من الحروب والعقوبات الدولية، ما ادى الى غياب مزمن للاستثمار وصيانة البنى التحتية والمؤسساتية والبشرية وخفض مستوى الخدمات، ما أدى بالتالي إلى خفض المستوى المعيشي للمواطنين". وفصل أن "نسبة الفقر في العراق وصلت إلى 23% وهي نسبة مرتفعة"، مستدركا أن "فجوة الفقر تشكل 4,5% فقط، مما يعني أن زيادة ضئيلة لموارد العوائل الفقيرة من شأنها أن ترفع معظم الفقراء فوق خط الفقر، ويصبح العراق من أحسن دول المنطقة".
الأمم المتحدة : العراق حالة صعبة.. واحتياجاته مماثلة لعوائد النفط
نشر في: 25 مايو, 2011: 08:47 م