عن:الاسيوشيتد بريسساحرات فيلم هاري بوتر بعباءاتهن اللماعة وقبعاتهن المدببة يتراكضن بينما يتفرج عليهن شباب يرتدون صداري باللون الأسود والأحمر. بالقرب منهم تعزف آلة طبلة هندية مدوية وكأنها نسخة بغدادية من احد أفلام بوليوود. المتعة والأفكار الجنونية هي ليست الأشياء الوحيدة التي تخطر على البال عند ذكر بغداد. لكن هذا هو موسم التخرج من الجامعة ووقت التقاليد التي نجت من الحرب والاختطاف والتفجيرات. انها الحفلات التنكرية.
ربما يقترن اسم العراق لدى الكثيرين بالاختطاف والتفجيرات وإطلاق النار والموت. لكن خلال وقت التخرج من الكلية فان الطلبة يرغبون بالاحتفال مثلهم مثل كل طلبة العالم بعد ان قضوا السنوات الأربعة او الخمسة الأخيرة وأنوفهم مدفونة بالكتاب. الطلبة في العراق يحبون الحفلات التنكرية. تقول إحدى الطالبات الخريجات في كلية الصيدلة – جامعة بغداد " نحب أن نلبس الملابس التي نراها في الأفلام. بدأنا نفكر بما سنلبسه منذ بداية السنة. لقد تعبنا من الدراسة خلال السنوات الخمسة الماضية ". إن التطرف الديني بعد 2003 قد ترك العراقيين حائرين حول ما هو السلوك المسموح و غير المسموح به، و خائفين من ارتداء ملابس الحفلات. بالإضافة، فان محال بيع الخمور و تقديم المشروبات الروحية قد تعرضت للتفجير. النساء تخشى الخروج إلى الشارع دون حجاب الرأس. المسارح و الحفلات الموسيقية و معارض الفنون كانت غير موجودة. إلا أن طلبة الجامعة يمارسون تقاليد غير مألوفة قبلا: تقليعة أزياء نهاية العام الدراسي. حيث أصبح ذلك من التقاليد البغدادية في السنوات العشر الماضية. في حفلة تخرج كلية الصيدلة بجامعة بغداد، كانت الطالبات يرتدين الساري الهندي بألوانه البراقة و الإكسسوارات الذهبية. و بالقرب منهن شباب يرتدون الجاكيتات المارونية والبناطيل الصفراء اللامعة و الطرابيش الحمراء على رؤوسهم التي تهتز على صوت الموسيقى الهندية مع ترنيمات باللغة العربية وهم يرقصون ويلتقطون الصور التذكارية. تقول ليلى طارق محمد إن الخريجين قد استأجروا خياطا قبل أسابيع لعمل هذه الأزياء. يقول احد الطلبة إنهم اقترحوا ارتداء ملابس رعاة البقر المكسيكيين مع القبعة العريضة، او ملابس البحارة الاميركان، إلا أن الطالبات لا يستطعن الخروج بالتنورات القصيرة. الحفلات تقام نهارا وعلى ارض الجامعة و يحضرها عدد كبير من عوائل الخريجين. تقول السيدة وفاق جواد، 56 عاما، التي جاءت تشارك ابنة أخيها في الاحتفال " انه شيء جميل وممتع. انهم يحاولون التعبير عن فرحهم". مع هذا فان هذه الاحتفالات فيها نوع من التحرر: فالكثير من النساء لا يرتدين ربطات الرأس التي غالبا ما ترتديها المرأة في شوارع بغداد، كما أن الكثير من الطلبة يشاركون في الرقص. مع هذا فان الإدارة لا تشارك في هذه الاحتفالات. يقول احد الطلبة إن العميد قد منع فرقتهم الموسيقية ( الباند ) من الدخول الى الحرم الجامعي و قد كلفهم ذلك سلسلة من المفاوضات حتى سمح لهم أخيرا بجلب آلة الطبلة. يقول الخريج حيدر عجيب " لا اعتقد أن جميع الكليات تحب ذلك، لكنهم لا يستطيعون فعل شيء ". يقول عميد الكلية الذي حضر الحفلة بان الفرقة الموسيقية لا تناسب الجامعة وقد حاول مساعدة الطلبة بالعثور على ناد لإقامة الحفلة إذا ما أصروا على الفرقة الموسيقية. كما أشار د. علاء عبدالرسول إلى التقاليد الاجتماعية والدينية التي يجب مراعاتها عند القرار على ما يناسب وما لا يناسب. يمكن للطلبة أن يحتفلوا ويرتدوا الملابس التي يرغبون بها لكن يجب أن يراعوا المجتمع الذي يعيشون فيه. وأضاف أن الكلية يدرس فيها طلبة من كل أنحاء العراق بضمنهم الكثير من المحافظين ومن المهم التأكد من أن الجميع يشارك في الاحتفال. في السنوات القليلة الماضية، كان الطلبة يعتقدون أن الحرية هي أن تفعل كل ما تريد. ترجمة عبدالخالق علي
هاري بوتر وبوليوود في الجامعة: الطلبة يتنكرون لنسيان الحروب
نشر في: 25 مايو, 2011: 09:45 م