بغداد/ داود العليشنت القوات الأمنية العراقية حملة مداهمات غير مسبوقة على مقار منظمات وتجمعات مدنية لها صلة بالاحتجاجات، واعتقلت عشرات الناشطين جلهم من الشباب. وقالت مصادر خاصة بالمدى إن نحو 30 ناشطا مدنيا اعتقلوا في حملة مداهمات نفذتها قوات عسكرية على مقرات تجمعات مدنية.
وكانت مصادر خاصة بالمدى قد كشفت الأسبوع الماضي أن إجراءات أمنية صارمة ستنفذ اعتبارا من الأيام القليلة التي تسبق نهاية مهلة الـ 100 يوم، وتتضمن حملات تفتيش ومراقبة لناشطين وفاعلين في حركات الاحتجاج.وتفيد المصادر بان الأجهزة الأمنية ستروج لفكرة اختراق المتظاهرين من قبل عناصر مشبوهة تنتمي إلى تنظيم القاعدة أو أطراف معادية للعملية السياسية، أو من قبل أعضاء في عصابات إجرامية قامت، خلال الأسابيع الماضية، بسحب كميات كبيرة من مقصات الحديد في إشارة إلى احتمال وقوع عمليات سرقة كبيرة.وقالت المصادر للمدى أمس السبت أن 11 ناشطا اعتقلوا أثناء اقتحام اجتماع تنسيقي لتجمع "أين حقي"، وكان النشطاء يبحثون فيه الاستعداد لتظاهرات ما بعد مهلة الـ 100 يوم، والتضامن مع المعتقلين الأربعة الذين لا يزالون حتى ساعة إعداد هذا التقرير في مكان مجهول.وقال شهود عيان إن عددا من عجلات الهمر طوقت مقر التجمع في ساحة الميدان واقتحموا المكان حيث كان عدد من النشطاء يعقدون اجتماعا صباح اليوم حول الاحتجاجات الشعبية.وتابع الشهود:"لم يمض وقت طويل حتى خرجت تلك القوات من إحدى البنايات في ساحة الميدان وهي تقتاد عددا من الشباب وهم معصوبو الأعين إلى العجلات العسكرية".ويرى ناشطون مدنيون أن إجراءات من هذا النوع ستعمق الفجوة بين السلطة والشارع، وهي تثبت أن أجهزة الدولة لا تزال تفكر بالعقلية ذاتها التي خونت بها المتظاهرين عشية أحداث 25 شباط حين جيرت التظاهرات لحزب البعث المنحل.وقال احد أعضاء تجمعات الاحتجاج، رفض الكشف عن أسمه، إنها تستعد لنهاية المهلة، وستواصل الاحتجاج بطريقة سلمية، لكنه لا يعرف إن كانت ستكون بحجم كبير هذه المرة.إلى ذلك قال بيان أصدره اتحاد الطلبة في جمهورية العراق واتحاد الشبيبة الديمقراطي: "إلى مساء أمس السبت لم يتبين مصير الشباب المتظاهرين الأربعة المعتقلين، وهم :مؤيد فيصل الطيب، علي عبد الخالق الجاف، احمد علاء البغدادي، جهاد جليل، الذين أعتدت عليهم أجهزة أمنية صباح أمس الأول، قرب ساحة التحرير وسط بغداد قبل اقتيادهم إلى سيارات إسعاف، التي توجهت بهم إلى جهة مجهولة، حسب رواية المتواجدين في المكان المذكور.يشار إلى أن حملة واسعة أطلقها نشطاء موقع التواصل الشهير "فيس بوك" للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأربعة.وقال الاتحادان في بيانهما الذي تلقت المدى نسخة منه أمس السبت أن اعتقال النشطاء الأربعة يؤشر تراجعاً من قبل الحكومة في تطبيق القانون ومواد الدستور واتفاقيات حقوق الإنسان حسب المواثيق الدولية، وخرقاً لاتفاقية جنيف لعام 1949، التي وقع العراق عليها بعدم استخدام سيارات الإسعاف لأغراض حربية. وتراجعاً عن احترام حرية التعبير والتظاهر السلمي في البلاد.من جهته، استنكر المجلس العراقي للسلم والتضامن اعتقال الناشطين الأربعة، وهاجم في بيان تلقت المدى نسخة منه أمس الطريقة التي تم فيها اعتقالهم والتي تتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام سيارات الإسعاف بشكل مغاير لمهامها في ظروف النزاعات.وطالب المجلس السلطتين التشريعية والقضائية بالتدخل السريع وكشف ملابسات عملية الاعتقال أمام الرأي العام ومحاسبة منفذي عملية الاعتقال.وطالب المجلس بإطلاق سراح الشبان الأربعة وتعويضهم عمّا لحق بهم من أضرار مادية ونفسية.
مصادر: الأمن يداهم تجمعات المتظاهرين ويعتقل عشرات النشطاء
نشر في: 28 مايو, 2011: 10:43 م