الكتاب: سيرة حياة روبرت ريدفوردكتابة: مايكل فيني كالانترجمة: ابتسام عبد اللهيقدم مايكل فيني كالان في كتابه الجديد سيرة تبدو ناقصة لحياة الممثل، المخرج والناشط في مجال البيئة: روبرت ريدفورد، الذي لا يعرف عنه إلا النزر اليسير.والكاتب يبدأ منذ لحظة ولادة الفنان الكبير، طفلاً يعاني من الزرقة، في مستشفى سانتا مونيكا وحتى مغادرته إلى جامعة كلورادو، عبر منحة دراسية من نادي البيسبول.لقد عاش ريدفورد معظم أعوام حياته في جنوب كاليفورنيا، وكان والده يأخذ أسرته أسبوعياً إلى مكتبة سانتا مونيكا، حيث تركزت اهتمامات روبرت الصغير على المبتولوجيا الإغريقية، في حين إن والدته كانت تأخذه إلى أماكن العرض المفتوحة لمشاهدة الأفلام السينمائية وعلى الأخص، أفلام الكرتون.
وإن كان ريدفورد قد طاف في أرجاء البلاد، فإنه يقول لكالان:"لقد عشت تلك المرحلة الزمنية عندما قايضت حياتها الزراعية بالصناعية و المكائن التي تصدر الدخان والزعيق. تلك المرحلة جعلتني حزيناً جداً".وريدفورد بعد وصوله إلى نيويورك، يجد في نفسه ميلاً إلى التمثيل اشد من ميله إلى الرسم. وسرعان ما بدأت الأدوار تنهال عليه، سواء في المسرح أو السينما. وقد اشترك ريدفورد بعدد من أهم الأفلام الأمريكية السينمائية في خلال الـ40،سنة الأخيرة. ولكنه مع ذلك لم يتحدث مع كاتب سيرته عن تلك الأفلام وذكرياته عنها.وتكمن نقطة ضعف الكاتب الايرلندي في ضعف معلوماته عن أمريكا، وعدم تغلغله في ثقافتها الشعبية، لأنه لم ينشأ فيها. إنه كاتب لا يرقى إلى الدرجة الأولى، مع إنه قد نشر عدداً من الروايات في بلاده، كما قدم كتباً تتناول سيرة حياة كل من انطوني هوبكنز، ريتشارد هاريس، شون كونري وجولي كريستي. ولكن أولئك الفنانين ليسوا بأميركيين أيضاً، بل تعود أصولهم إلى ايرلندا أو ويلز أو سكوتلاندا. وهو (أي الكاتب)، وبعد حوارات تواصلت 14 سنة، لا يقدم الكثير عن الممثل الكبير ويبين أفكاره علماً انه معروف بثقافته ومواقفه الجادة.إن روبرت ريدفورد شخص جذاب في حياته الخاصة، ومحبوب جداً من قبل زوجته وأولاده وحتى زوجته السابقة. وهو لم يلفق أو يخترع حركة الفيلم المستقل لوحده ولكنه بتعبير آخر، كان الموّلد لها. ولكننا نجد ريدفورد يتحدث عن ذلك الموضوع وكأنه يدلي بالمعلومات لشخص لا يعرف عنه شيئاً.وهناك مشكلة أخرى في الكتاب. إذ إن الكاتب لم يلجأ إلى عدد من المثقفين المعروفين لتقديم الممثل الكبير وتقديم شهاداتهم عنه! ومن أولئك على سبيل المثال المخرجين مايكل ريثشي، جورج روي هيل وسيدني بولاك، والذين لا يرد ذكرهم إلا قليلاً. وكذلك لم نسمع شيئاً من ويليام غولدمان، الذي كتب اغلب أفلام ريدفورد. ويعترف الفنان الكبير أن إعادة كتابة نص،"كل رجال الرئيس"، تطلب منه التضحية بصداقة غولدمان. وكان من الأفضل إجراء حوار مع غولدمان والاستماع إلى وجهة نظره، خاصة وإنه قد حصل على جائزة الأوسكار عن سيناريو الفيلم المذكور. كما لا نجد إشارة الى أفلام ريدفورد الجيدة ومنها على سبيل المثال،"مخاطبة الخيول" و"القلعة الأخيرة" و" حياة غير منتهية" و"اسود وحملان" و"تصفية الحسابات" وأخيراً "أسطورة باغير فانس".ومع ذلك، يعترف الناقد (كاتب المقالة)، إن كالان كان محقاً في القول أن أفلام ريدفورد الجيدة الأولى، تصف خواء النجاح ومنها "سباق التزلج" و"المرشّح"،"الحالة التي كنا فيها".إن هذا الكتاب الذي يتناول سيرة حياة روبرت ريدفورد، كما يقول الناقد ديفيد كيبين، لا يقدم صورة متكاملة عن حياة الفنان او أفلامه ولم يجب عن أسئلة كثيرة تدور في أذهان القراء عنه.rn عن/ لوس أنجلس تايمز
روبرت ريدفورد وسيرة حياة ناقصة
نشر في: 30 مايو, 2011: 05:35 م