السليمانية / PUKmediaكانت ولادة الاتحاد الوطني الكردستاني صرخة بوجه اعداء الكرد الذين اعتقدوا بأن الثورة في كردستان باتت مستحيلة، لكن الاتحاد جاء ليقول لهم (لا) لكل هذه المعتقدات، فالثورة الكردية لم ولن تموت، ما دامت هناك ارادة للنضال من اجل الحرية.
وبمناسبة الذكرى 36 لتأسيس الاتحاد تحدث عدنان المفتي عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني لمكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني قائلاً "إن الاتحاد الوطني الكردستاني تأسس في ظروف صعبة مر بها الشعب الكردستاني بعد نكسة ثورة ايلول 1975 وانهيار الثورة اثر اتفاقية 6 آذار المعروفة باتفاقية الجزائر، حيث تعرض شعبنا الى التشتت وخيبة الأمل، وتشرد الكثير من مناضليه ولجؤوا إلى الدول المجاورة والدول الأوروبية والعربية الأخرى، فاستغل النظام البعثي هذه النكسة لفرض ارادته وتعريب كردستان ونفي مناضليها الذين شاركوا في الثورة، فظل جميع الكوادر الموجودين في الداخل والخارج على اتصال دائم من أجل مناقشة العمل وضرورة الرد السريع وتشكيل تنظيم يجمع الارادة الرافضة لتلك الاتفاقية، والعمل من اجل قيام تنظيم رادع يواجه النظام الدكتاتوري، وهكذا تولدت أفكار عدة، أبرزها كانت لدى جلال طالباني حيث كان موجوداً في سوريا وكان على اتصال دائم مع هذه الكوادر والقياديين، ومن ثم توجه العديد من الكوادر الى دمشق، منهم عادل مراد وعبدالرزاق الفيلي، والتقيا بمام جلال، ونقلا أفكار عدد كبير من قياديي حركة أيلول اليه، وكان هناك الدكتور فؤاد معصوم، الذي كان في القاهرة، فأنى لينضم هو الآخر اليهم في دمشق فتم تشكيل اللبنة الأولى للاتحاد الوطني الكردستاني".وأشار المفتي الى أن المتابع للبيان التأسيسي للاتحاد الوطني الكردستاني يجد تحدياً واضحاً للواقع الذي كان يمر به الشعب الكردستاني آنذاك، وقيم مؤسسو الاتحاد ان ما يريده الشعب هو تنظيم شامل وموسع يضم تيارات مختلفة، وكانوا على دراية أن هناك نقاشات كثيرة بهذا الخصوص داخل كردستان وبقية المناطق، لذا نادى الاتحاد بانه تنظيم شبه جبهوي وانه يضم تيارات متعددة وشرائح من المجتمع الكردستاني، كان هذا التشخيص ناجحاً وصحياً، فسرعان ما تشكلت في بغداد الحركة الاشتراكية الديمقراطية بقيادة الشهيد المناضل صالح اليوسفي وعلي العسكري والدكتور خالد وعمر دبابة ورسول مامند وسعدي كجكه وطاهر علي والي وعلي هزار وكاردو وقادة آخرين، حيث استشهد كثير منهم ، وكان هناك تنظيم آخر قد تشكل سنة 1971 باسم العصبة الماركيسية اللينينية نشطت بعد النكسة، وكان اتصال طالباني معهم متوازياً مع اتصاله بالحركة الاشتراكية في بغداد، وانضم الى الخط العريض من تنظيمات الحركتين الأخريين "العصبة والاشتراكية" الى الاتحاد الوطني الكردستاني، وبعد اندلاع الثورة الجديدة بعد عام 1976 التحق الكثير من البيشمركة القدامى من التنظيمين، بعد ذلك انضمت الحركتان كلياً باصدار بيان حول ذلك، وهكذا تأسس الاتحاد الوطني وشكلت الهيئة المؤسسة من قيادات تلك الحركات وشكلوا أعضاء المكتب السياسي ورشحوا جلال طالباني سكرتيَراً للاتحاد الوطني الكردستاني".واستعرض المفتي المراحل التي مر بها الاتحاد الوطني واتصاله بالقوى العراقية الاخرى، فقال :"الاتحاد الوطني الكردستاني وبقية الأطراف داخل الجبهة الكردستانية مجمعين على أن الطريق الأسهل لتحقيق الانتصار ودحر الدكتاتورية ينبع من خلال التعاون مع الاحزاب والقوى السياسية العراقية والتي نشطت كثيراً بشكل فعال بعد احتلال العراق لدولة الكويت، وخلال الانتفاضة عقد مؤتمر لقوى المعارضة في بيروت ضم الاطراف السياسية العراقية الديمقراطية والاسلامية، واتفق الجميع على العمل معاً من أجل اسقاط النظام، لكن سرعة الأحداث والأخطاء التي وقع بها بعض القوى السياسية وقمع النظام لانتفاضة الجنوب بطريقة وحشية، أدت الى تأخير عملية إسقاط النظام البعثي، لا شك في ان الهدنة بين التحالف الدولي ونظام صدام كان سبباً مباشراً في هذا التأخير، حيث أعطت تلك الهدنة فرصة أخرى كي ينظم النظام صفوفه ويوجه ضرباته الى الانتفاضة، وهكذا بقي النظام يحاول اعادة قبضته، لكن واجهه في ذلك واقع مختلف عما كان عليه، فالنظام كان قد أصبح ضعيفاً وفاشلا في سياساته ومعزولا مع محيطه العربي والإقليمي،، على عكس ما عليه في السبعينيات. بعد ذلك اصبحت كردستان منطلقاً لتحركات القوى السياسية العراقية، فنظمت مؤتمرين، أولهما في فيينا بالنمسا، بهدف توحيد الخطاب العراقي، والثاني في مصيف صلاح الدين بمدينة أربيل بكردستان وانبثق عنه تشكيل المؤتمر العراقي الموحد الذي ضم كل القوى السياسية العراقية الفاعلة العاملة من أجل اسقاط النظام، وأصبح له كيان سياسي مدعوم دولياً واقليميا ولديه مكاتب في كثير من دول العالم وخاصة في بريطانيا وبعض الدول العربية، وكانت قاعدته في كردستان واستمر التعاون والتنسيق بين هذه القوى رغم المشاكل والمطبات والمد والجزر، لكن بعد أن تعرضت "نيويورك" للهجمات الارهابية في عام 2001 وقررت الولايات المتحدة الأمريك
بمناسبة الذكرى 36 لتأسيسه..المفتي: الاتحاد الوطني له قدرة صلبة لتجاوز كل الأزمات
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 مايو, 2011: 06:10 م