كتب/ إياد الصالحيلا نشك وهلة واحدة بدوافع المرشحين لرئاسة اتحاد الكرة وبقية المناصب المتنافس عليها لـ 46 مرشحاً من المؤمل ان تتضح ثقتهم الكاملة لدى الهيئة العامة للاتحاد في السابع من حزيران المقبل ، إلا اننا نقف ملياً ازاء التجمعات الاخيرة التي عُقدت في مدن النجف وبغداد وأربيل تحت يافطة ( التباحث التنسيقي) لاختيار المرشحين!
لمصلحة من اقيمت هذه التجمعات ، وتحت اي مسوّغ ، وهل روعي فيها مبدأ القائمة المفتوحة وحرية المقترع التي كثيراً ما صدّع البعض رؤوسنا بفلسفته وإصراره على رفض التخندق والاصطفاف وتأييده الانتخاب الحر للاكفأ ؟حقيقة اننا ازاء منعطف مفصلي في تأريخ اللعبة التي لم تقبض من المرشحين الجدد غير وعود الشفافية والنزاهة والعمل الجاد لتغيير الوجوه وانقاذ ما يمكن انقاذه ، ومع ذلك نرى ونسمع عن اجندات وبرامج مكثفة غير موجهة لمرحلة مابعد الانتخاب مثلما يفترض وما تمليه الظروف الراهنة التي تمر بها الكرة العراقية وموجبات الترشح للدورة المقبلة ، بل تقتصر على تثقيف وتحشيد الاصوات لهذا وذاك استناداً الى تأثير (الجغرافية والعرق وعشرة العمر) التي بالتأكيد ستحرم كفاءات مخلصة قادرة على العطاء من الاصوات التي تستحقها بسبب تلك التكتلات المريبة التي لا تنسجم مع سلوكيات الاشخاص المرشحين للرئاسة الذين لديهم تأريخ مشرّف يعولون عليه في الصراع الانتخابي!كلما ابتعد اصحاب المبادىء عن لعبة جرّ الحبل التي تهدف الى الاطاحة بمنافسين مقبولين لدى السواد الاعظم من الهيئة العامة ، كلما اصبحوا اكثر قناعة في سياستهم وطروحاتهم التي ينشدونها للاعلام الرياضي يومياً ، فالتاريخ سجل سابقاً ان توليفة الاتحاد الحالية دفعت الثمن غالياً بعد ان برزت الخصومات والمحاربة من داخل مجلس الادارة نفسه حتى آل الى تقديم اثنين من اعضائه الاستقالة وشنا حرباً مستعرة في الصحف ضد الرئيس حسين سعيد وعدد من اعضاء الاتحاد ، فما الذي يمنع من تكرار سيناريو (الاخوة الاعداء) في ظل تنامي حركة التكتلات الشخصية لتهيئة قادة جُدد مدعمين بأصوات مؤيديهم ؟ هؤلاء سيلاقون مصير سعيد عندما وجد نفسه محارباً من مجموعته التي اخذت بالانشقاق ، بل وحتى تهديد منصبه بالوقوف نداً له في يوم المصير .كنا نأمل ان تتوجه جهود الهيئة العامة الى رؤية وقناعة مشتركة بأنه لا يصحّ الا الصحيح في اختيار توليفة منسجمة وكفوءة لتسيير اعمال اتحاد الكرة في السنين الأربع المقبلة ونبذ الانشقاق والميول الجغرافية والضغوط العرقية التي لا تحترم مشروع الوحدة الوطنية في بناء اللعبة وانقاذها من ادران كثيرة عانت منها واطاحت بها في اكثر من ازمة عضّ اهل الكرة اصابع الندم لاختياراتهم الخاطئة ، فهل يتعظون هذه المرة ؟!
بالخط الأحمر: متى يتعظ أهل الكرة ؟!
نشر في: 30 مايو, 2011: 06:16 م