بغداد/ علي عبدالسادةأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم استقالة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي من منصبه.ووجد سياسيون عراقيون أن الخطوة تؤشر بوضوح "مرض الشراكة" ونجاح الضغط الشعبي على الكتل السياسية.وكانت المدى قد أطلقت حملة ضد صفقة السلة الواحدة واعتبرتها خرقاً دستوريا، فيما احتكم رئيس المؤسسة فخري كريم إلى القضاء للفصل في تهمة انتحال طارق الهاشمي صفة غير رسمية قبل جلسة التصويت.
الحكيم قال أمس الاثنين أن استقالة عبد المهدي كانت من المقرر أن تقدم في وقت سابق، إلا أن سفر رئيس الجمهورية حال دون ذلك وما أن عاد الرئيس سلمت الاستقالة إليه".وجاءت الاستقالة في وقت ترددت أنباء عن أن المرجعية الدينية في النجف أعلنت موقفا شديد اللهجة من الكتل السياسية الممثلة في البرلمان، وأفادت مصادر "موثوقة" أنها "تعتبر أن نواب البرلمان الحالي لا يستحقون ما يتقاضون من رواتب". وبينما تقول مصادر خاصة أن عبدالمهدي قدم الاستقالة للرئيس طالباني دون أن يذكر، بالتحديد، سببها وما يقف وراءها، لكن مقربين من القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى يؤكدون للمدى أن عبدالمهدي "ممتعض" من "حالة الفوضى" التي عمت مجلس الرئاسة خصوصا بعد التصويت، بسلة واحدة، على نواب ثلاث لطالباني.وعلى ما تقول المصادر المقربة من المجلس الأعلى فإن عبد المهدي استقال اعتراضا على إدراج موضوع نواب رئيس الجمهورية ضمن الأزمة السياسية الحاصلة في البلاد إضافة إلى ما تسببت به من نقمة شعبية وعدم رضا لدى المرجعية الدينية مسألة تصويت البرلمان على ثلاثة نواب للرئيس. إعلان الاستقالة أثار جدلا واسعا بين الفرقاء السياسيين، ولم يظهر أن نوابا عراقيين يستوعبون خطوة عبدالمهدي خصوصا وأنها تعلقت بالاستغناء عن منصب رسمي في الدولة. يقول قيادي في المجلس الأعلى للمدى أمس الاثنين انه "لا يعرف شيئا عن الاستقالة". وتابع :"هل استقال عبد المهدي بالفعل؟!".لكن عبد الحسين عبطان، وهو قيادي آخر في تيار شهيد المحراب قال إن رئيس الجمهورية تحفظ على الاستقالة، وتوقع بان الرئيس لن يقبلها.لكن تباين مواقف أعضاء تيار شهيد المحراب حسمه بشكل نهائي تأكيد زعيمه عمار الحكيم ظهر أمس بأن عبدالمهدي قدم الاستقالة بالفعل.وحتى الساعة لم يعرف رسميا الموقف الرسمي للرئيس، رغم أنباء وتسريبات تتحدث عن محاولات سياسية يقوم بها سياسيون كبار لإقناع عبدالمهدي بالعدول عن قراره. لكن طالباني كان من المفترض أن يجتمع بعبدالمهدي لمعرفة أسباب استقالته.ائتلاف دولة القانون، والذي دافع كثيرا عن خيار النواب الثلاث، ووجد في تنصيب مرشحه الخزاعي نائبا استحقاقا وطنيا مهما، رحب بخطوة عبدالمهدي.يقول النائب عن دولة القانون عزت الشابندر للمدى إن قرار عبدالمهدي "خطوة في الاتجاه الصحيح".وبينما تتباين المواقف السياسية حول قرار عبدالمهدي يترك زعيم المجلس الإسلامي الأعلى، عمار الحكيم العاصمة بغداد متوجها إلى النجف للقاء المرجعية الدينية، وتقول مصادر مطلعة إن الحكيم يحاول مناقشة قرار الاستقالة، لكن الأجواء في النجف، وتحديدا لدى المرجعية العليا، ليست بمعرض التصدي لهذا الملف في الوقت الراهن.ويعود ذلك، إلى قناعة لدى المرجعية السياسية تكونت خلال الأزمة السياسية الأخيرة تفيد بعجز البرلمان الحالي عن تلبية حاجات الشارع العراقي، خصوصا مع ورود أنباء غير مؤكدة تفيد أن المرجعية تعتبر أن النواب لا يستحقون رواتبهم. التفاصيل ص3
كتل "السلة الواحدة" ترحب باستقالة عبد المهدي.. وقياديون: الشراكة تحتضر
نشر في: 30 مايو, 2011: 10:44 م