اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فيلم"خطاب الملك " التاريخ وجماليات الشكل المسرحي

فيلم"خطاب الملك " التاريخ وجماليات الشكل المسرحي

نشر في: 1 يونيو, 2011: 05:12 م

طاهر علوان ترى من أين تبدأ المسافة مابين الشكل المسرحي و الشكل السينمائي وأين تنتهي ؟ سؤال يمكن أن نطرحه لنجد أنفسنا وجها لوجه أمام الحضور الفعال للمسرح في السينما لاسيما جهة إعداد واقتباس الأعمال المسرحية إلى الشاشة ، وحيث أخذت السينما الكثير الكثير من الأعمال المسرحية لتعرضها على الشاشات ،
ولعل أعمال الكاتب المسرحي الكبير وليم شكسبير كانت وستبقى دوما درسا بليغا في الصورة التي ظهرت عليها تلكم الأعمال على الشاشات ، ومازال المخرجون شرقا وغربا ينهلون من ذلك الخزين المسرحي الهائل الذي تمثله بتلك الأعمال ، لكن ما يجعل ذلك التواصل الدائمي قائما لجهة النظر في المسافة مابين الشكلين المسرحي والسينمائي هو عنصر التمثيل اولا والمكان المسرحي ثانيا فأذا ما خرجنا من كون التمثيل ركنا اساسيا في الدراما السينمائية فأن تحدي العنصر المكاني كان ومايزال وسيبقى احد اكبر تحديات اولئك المخرجين وكتاب السيناريو الذين يضطلعون بعملية اعداد النصوص المسرحية الى الشاشة ، فخشبة المسرح ستبقى تحكم تلك العلاقة بين الوسطين التعبيريين ولعلك سرعان ما ستلحظ تلك العلاقة الإشكالية وأنت تشاهد أي عمل مسرحي تم إعداده للشاشة .هذا الفيلم يقدم درسا في التمثيل والعلاقة بين المسرح والسينما ، فهو في الأصل مأخوذ عن نص مسرحي والحقيقة إن هذا الأمر سرعان ما تلحظه قبل ان تقرأ اي شيء عن الفيلم ، اذ حالما خرجنا من مشاهدته كنت انا والمخرج العراقي قاسم حول والزميل الصافي والمسرحي ظافر جلود نتحدث عن الفيلم ووجدنا أنفسنا ونحن نذهب مباشرة للحديث عن الشكل المسرحي الذي طبع الفيلم رغم الجهود المميزة التي بذلها كاتب السيناريو (ديفيد سيدلير )والمخرج هوبر .تقع أحداث الفيلم في بريطانيا في عصرها الإمبراطوري وقبيل أن تنطفئ شمسها التي لم تكن تغيب بسيطرتها على ثماني وخمسين مابين مقاطعة ودولة وأمة ، الملك جورج الخامس يكلف ابنه (بيرتي ) لإلقاء كلمة لمناسبة المعرض الإمبراطوري ، نحن في "ويمبيلدن" والناس تترقب عبر بث حي خطاب نجل الملك ، ويتقدم الابن الشاب والناس تترقب ما سيلقيه على مسامعهم  ولكنه لا يتمكن من النطق ، ويتلعثم وتتجمد وتموت الحروف على لسانه ، لنكتشف انه مصاب بعارض منذ الطفولة تسبب له في عاهة التأتأة والتلعثم في النطق وصعوبات في التواصل .وبسبب تعلق زوجته إليزابيث بذلك الزوج وحلمها ان يتوج ملكا فأنها لا تدخر حيلة للخروج من هذا المشكل وتعثر أخيرا على عنون متخصص في التدريب على النطق والتخلص من التأتأة وليس ذلك المتخصص غير ليونيل الأسترالي ( الممثل جيفري راش ، وهو ممثل ترك مهنة التمثيل حيث لم يوفق فيها ، وتبدأ الرحلة سجالا بين بيرتي سليل العرش وبين ذلك المدرب ، الذي لا يلقن بيرتي دروسا في كيفية النطق فحسب بل يعطيه دروسا في كيفية التعامل الإنساني وقراءة الحياة قراءة صحيحة والخروج من مأزق الأنا والغطرسة والنرجسية التي هي جزء من الذات الانجليزية والتي تعود لعقدة التفوق والسيطرة على  الآخرين بغزو الشعوب واستعبادها في الأزمنة الكولونيالية الغابرة .ويتم تنصيب شقيق بيرتي ملكا ولكن سرعان ما يعتزل بسبب علاقته بفتاة مطلقة من أصل أمريكي وهو ما يخالف القوانين الإمبراطورية ، ويجد بيرتي نفسه وجها لوجه أمام قدره في ان يصبح هو الملك . ويقع ذلك فعلا ويكون ذلك بداية لفصل جديد من الدراما لجهة الصراع المرير الذي يعيشه بيرتي مع ذاته  للصعوبات التي يواجهها في إلقاء الخطابات الملكية وبينما هي ركن أساس في العلاقة مع الرأي العام ولهذا يعود إلى مدربه الأسترالي بعد خلاف بينهما لتبدأ فصول جديدة يتحول فيها بيرتي الى التسليم بنبوءة مدربه انه هو الملك الجدير بالملك ليتوج صعوده ، نفسيا في تجاوز عقدة النطق مع تصاعد الصراع مع ألمانيا الهتلرية وحيث يكون اهم خطاباته واولها التي يتمكن من إلقائها هو اعلان الحرب على ألمانيا بسبب امتناعها  الانسحاب من بولونيا .لابد لي من أن أعود الى النقطة التي انطلقت منها وهي العلاقة بين الوسطين التعبيريين ، من جهة جماليات الأداء المسرحي / السينمائي ، اذ قدم الفيلم تحفة في الأداء المسرحي المقولب بقالب السينما ، ولا اشك في ان الجمهور الانجليزي الذي ملأ صالة العرض الكبيرة كان مستمتعا اشد الاستمتاع بتلك الطريقة الشكسبيرية التقليدية في التمثيل ولهذا لم يتوقف ذلك الجمهور في التعبير عن الإعجاب بالتمثيل عن التصفيق بين حين وآخر .في الجانب الآخر كانت تلك المشاهد التي جمعت بين الملك جورج السادس ومدربه الأسترالي هي الأخرى فصلا من فصول الإتقان في التعبير ، أولا لجهة تعامل المدرب مع الملك او سليل الملكية ومناداتها ليس بكلمة التبجيل يا صاحب الجلالة بل باسمه بيرتي فحسب وهو ما كان يثير غضب بيرتي إلا انه ومع إصرار المدرب صار يتفاعل مع الفكرة .وهنا كانت التدريبات التي كان يجريها بيرتي تقدم شكلا تعبيريا مضافا سواء في الصوت او حركة الجسد يضاف لذلك كون ذلك المدرب نفسه ممثلا سابقا لا يتوانى عن اللعب مع أولاده بطريقة مسرحية .rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram