TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :أين حقي؟؟

نــص ردن :أين حقي؟؟

نشر في: 1 يونيو, 2011: 06:22 م

علاء  حسن أين حقي؟ سؤال طرحه شاعر الشعب الراحل محمد صالح بحر العلوم قبل عشرات السنين، ومن حق العراقيين اليوم طرح السؤال ذاته على حكومتهم المنتخبة، وأطرافها المشاركة فيها، وهل ثمة حاجة لبيان الأسئلة؟ وهي في كل يوم ترد على لسان كبار المسؤولين، حينما يؤكدون المضي قدما لتنفيذ الوعود خلال مئة أو ألف يوم لتلبية مطالب العراقيين وبأسرع وقت ممكن، ولكن بعد حسم الخلاف السياسي، وانجاز برنامج الحكومة، وتحقيق مبدأ الشراكة لإدارة البلاد.
  مع حلول موعد انتهاء مهلة الـ 100 يوم لم تصدر من الحكومة تصريحات تبين وتوضح الخطوة اللاحقة، باستثناء إشارات لتقويم الأداء الحكومي، وإبعاد الوزراء المقصرين، وهذه قضية مستحيلة، وكل الأطراف انشغلت بتفعيل اتفاقية أربيل، وتجاوز الخلاف بين دولة القانون والقائمة العراقية، واللقاء المرتقب بين علاوي والمالكي، وتشكيل المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية، وفي خضم التصريحات المتفائلة والمتشائمة، يتساءل العراقي أين حقي؟ في مفاوضات القادة السياسيين المصرين على الخلاف، لحين تحقيق المكاسب، متجاهلين المصالح الوطنية وفي مقدمتها ضمان استقرار الاوضاع الامنية وتضافر الجهود لانقاذ البلاد من احتمالات التدهور الأمني، وتراجع مستوى الخدمات إلى وضع بائس، يثير القرف والاشمئزاز والغضب على سوء الأداء الحكومي في كل المجالات.مضى من عمر الحكومة الحالية قرابة عام، ولم تستطع الأطراف حسم خلافاتها والاتفاق على صيغ مشتركة، تسهم في تفعيل دور السلطتين التشريعية والتنفيذية في بناء الدولة، وترسيخ نظام سياسي يكسب ثقة أبناء الشعب واحترامهم. وبعد مضي عام مازال الحديث عن اللقاء بين علاوي والمالكي يشغل الساحة السياسية، وكأنه سيفتح أبواب جنة النعيم أمام العراقيين، وينقذهم من معاناتهم الأزلية، وينقل البلاد إلى مراتب الدول المتقدمة في العالم، واللقاء بين الزعيمين انجاز تاريخي ستقطف ثماره الأجيال المقبلة، وهذا التصور يروج له برلمانيون ومسؤولون، وقادة سياسيون، فعلقوا كل أسباب الفشل السياسي والحكومي على لقاء علاوي والمالكي، وبتحقيقه ستتلاشى الأزمات، ويخرج العراق من طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.بعض النخب السياسية المشاركة في الحكومة وربما من دون أن تدرك اتفقت على صياغة وتسويق أكاذيب من النوع الثقيل، واستعانت بوسائل إعلامها وكتابها ومن سخر قلمه لخدمة هذا الطرف أو المسؤول أو الزعيم للتنصل عن مسؤولية فشلها، في تنفيذ شعاراتها السابقة بتحقيق أهداف الشعب العراقي، عندما شاركت وأسهمت في تشكيل حكومة مترهلة عجزت حتى الآن عن رفع النفايات من شوارع العاصمة، وتلك النخب اعتادت أن تعتاش على الخلاف السياسي لتمنع تسليط الضوء على أداء وزرائها، ورفضت التخلي عن حكومة الشراكة الوطنية لاعتقادها بان مثل هذه الحكومة باستطاعتها استيعاب المفسدين والأميين والمستشارين من كتاب العرائض ومزوري الشهادات، وتلك النخب السياسية تتجاهل عن قصد الإجابة على سؤال العراقيين أين حقي؟قبل أيام نشر كاتب عراقي مقيم في العاصمة باريس مقالا في جريدة عربية، استبعد فيه إمكانية توطيد النظام الديمقراطي في العراق، وتوصل إلى نتيجة مفادها بان الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية كلها تسعى للوصول إلى السلطة، فخلقت زعماء حصلوا على هذا الوصف بالصدفة واللحظة العابرة بفعل الاصطفافات المذهبية أو بدوافع الثأر، وذكر أن التنافس السياسي بين تلك الأطراف يمكن أن يتحول إلى نزاع مسلح.وبغض النظر عن آراء الكاتب تتحمل النخب السياسية وخصوصا المشاركة في الحكومة مسؤولية الحفاظ الديمقراطية، وهي قادرة على ذلك حينما ما تتفق على اجابة واحدة لسؤال العراقيين اين حقي ؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram