TOP

جريدة المدى > سياسية > صلاة سلام لمسيحيين ومسلمين في كنيسة بكركوك

صلاة سلام لمسيحيين ومسلمين في كنيسة بكركوك

نشر في: 1 يونيو, 2011: 07:41 م

  بغداد/ المدى مسيحيون ومسلمون، عسكريون وشيوخ عشائر من العرب والكرد والتركمان، أقاموا معا مساء أمس الأول الثلاثاء داخل كنيسة في كركوك صلاة مشتركة طلبا للسلام، في خطوة هي الأولى من نوعها في المدينة التي تمزقها خلافات طائفية.
وردد الحاضرون في كاتدرائية كركوك للمسيحيين الكلدان وعددهم حوالي 1500 شخص، تراتيل مريم العذراء ومزامير وصلوات وقراءة من الإنجيل وسورة مريم من القرآن.وقدمت سيدات مسيحيات ومسلمات بالكلدانية والعربية والكردية والتركمانية دعوات من اجل السلام والاستقرار ووحدة البلاد والعباد، فيما كان يجري عرض تمثال للسيدة مريم العذراء مزين بالورود والشموع.وختمت الصلاة التي أقيمت لمناسبة ذكرى ولادة السيدة مريم العذراء بإطلاق زوجي حمام من قبل علماء دين شيعة وسنة ومشاركين من الكرد والتركمان ورئيس أساقفة كركوك للمسيحيين الكلدان لويس ساكو.وطغت على المناسبة التي شارك فيها عدد كبير من الأطفال والنساء الأجواء العاطفية حيث بدا التأثر واضحا على وجوه الجميع وخصوصا أقرباء أشخاص قتلوا خلال أعمال عنف في كركوك. وقد تخللتها مصافحات باتت نادرة بين شخصيات كردية وتركمانية وعربية.وتواجه كركوك التي يعيش فيها حوالي 900 ألف نسمة يمثلون معظم أطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة أبرزها التنازع على السلطة.وقال ساكو لوكالة فرانس برس إن "الصلاة مناسبة كي يصلي فيها المسيحيون والمسلمين معا من اجل السلام والاستقرار في بلدنا وفي مدينتنا كركوك التي صدمتنا أحداثها الأخيرة".وأضاف أن "مسيحيي ومسلمي كركوك اجتمعوا معا في المدينة العزيزة التي عانت في الأسابيع الأخيرة من العنف الأعمى والفتاك وقد أرعبنا جميعا".وأستشهد 29 عراقيا وأصيب تسعون آخرون بجروح اغلبهم عناصر في الشرطة في ثلاثة تفجيرات وقعت في 19 أيار.وقبل ذلك بأربعة أيام عثرت الشرطة العراقية على جثة عامل بناء مسيحي كلداني اختطف قبل أيام من موقع عمله في احد جوانب مدينة كركوك. وشاركت، عائلة عامل البناء المسيحي آشور عيسى يعقوب والرائد المسلم إبراهيم حازم رؤوف الذي قتل في التفجيرات الأخيرة، في الصلاة.وقال ساكو متوجها إلى أهالي كركوك "علينا أن نجتمع أيضاً في مسجد أو حسينية التي هي بيوت الرحمن، لنقف وقفة أخوية صادقة وحازمة من اجل تفعيل السلام والاستقرار والأمان في مدينتنا بحيث تغدو مثالا تحتذي به المدن الأخرى". وشدد على أن "المسيحيين عراقيون اصلاء، حالنا حال إخوتنا المسلمين. نحن مسالمون ومرتبطون بجذورنا العراقية، ولا نسعى للعيش منعزلين في كانتون مغلق ولا في مخيمات مهاجرين في بلاد الشتات".ويتعرض المسيحيون العراقيون لاعتداءات متكررة دفعت بالعديد منهم إلى الفرار من بلادهم التي يعيشون فيها منذ أكثر من ألفي عام.وكانت أعداد المسيحيين في العراق تراوح بين 800 ألف ومليون ومئتي ألف نسمة قبل 2003، وفقا لمصادر كنسية ومراكز أبحاث متعددة.ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة اثر مغادرة مئات الآلاف، كما انتقل بضعة آلاف إلى مناطق آمنة في كردستان العراق.وقال مدير مكتب الشهيد الصدر في كركوك الشيخ رعد الصرخي لفرانس برس لدى وجوده في باحة الكاتدرائية إن يوم الصلاة كان "مباركا وهو دعوة للسلام تحت خيمة مريم العذراء".من جهته اعتبر رجل الدين احمد محمد أمين إن "العالم بأسره مهدد من الإرهاب ومبادرة المسيحيين اليوم دليل على أصالتهم ووطنيتهم والتصاقهم بأرضهم مع إخوانهم العراقيين فلا جدوى من العراق دون وجود إخواننا المسيحيين".وكان العراق قد شهد خلال الأعوام التي أعقبت الاجتياح خصوصا بين 2006 و2008 مواجهات طائفية قاسية استهدفت جميع أطياف المجتمع والأماكن الدينية والحكومية وقتل خلالها عشرات الآلاف في عموم البلاد من 2003.واقترح ساكو الحائز على جوائز دولية عدة في مجال الحوار "إقامة يوم لشهداء كركوك بجميع مكوناتهم لاستذكارهم وتبيان أن الدم الذي سال هو من جميع أهالي كركوك وعلينا التقدم بالتسامح والحوار".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مراقبون: العراق يدخل مرحلة جديدة بانسحاب يونامي وتواجد أميركي أقل

فخري كريم يستقبل السفير الروسي ببغداد

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد "خطأ الوقائع"

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

ملاحقات وفق «المادة 197» تطال 300 متظاهر وناشط مدني في ذي قار

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram