بغداد/ سها الشيخليعدسة/ ادهم يوسف ما حقيقة الفساد في طباعة المناهج الدراسية؟ فضيحة تعاطي العمولات من المطابع خارج العراق التي طبعت اغلب الكتب المدرسية، فضيحة يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى مسؤولون كبار تتوجه أصابع الفساد إليهم في وزارة على رأس مهماتها إعداد أجيال لقيادة هذا البلد الى بر الأمان، ملفات وفضائح يندى لها الجبين، فأي جيل يمكن ان يتدرب على يد مسؤولين من هذا النوع!؟
بل تتم مكافأتهم بسبب انشغالهم بمهمة طبع الكتب والمناهج الدراسية في إيران مفضلين  تشغيل عمال المطابع الإيرانية على مثيلهم من العراقيين، وآخرون اتهمهم  بعض النواب، بمنحهم عقودا لطباعة المناهج الدراسية لشركات لها صلة بأقاربهم، ويبدو ان بعض المسؤولين في وزارة التربية يضعون  نصب عينيهم على  كيفية استثمار عقود طبع الكتب والمناهج الدراسية بما يحقق منافعهم الخاصة، ضاربين عرض الحائط معاناة العاطلين في المطابع الأهلية التي لا تقل كفاءتها عما هو في دول الجوار . في هذا الملف سنعرض وثائق تؤكد ان المستثمر الذي استولى على 84% من عقود الطبع لهذا العام قد ذهب بها الى مطابع خارجية (الأردن ولبنان) ليشغل 50 مطبعة بكل كوادرها مع العلم ان مطابعنا وعمالها يعانيان الركود والبطالة.أصحاب المطابع وأحاديث عما يجري من صفقاتقررت ان تكون جولتي الأولى مع أصحاب المطابع المحلية والذين يشكون من سوء معاملة الوزراء والتمييز المجحف بحقهم حيث تفضل الوزارة عليهم مطابع دول الجوار وهذا كما تسبب في خسارة مالية لهم وأيضاً في انتشار البطالة بين أصحاب هذه المهنة، في منطقة البتاوين، حيث تنتشر المطابع سمعنا قصصا غريبة وعجيبة عن عالم طباعة المناهج الدراسية، حيث اجمع أصحاب  هذه المطابع على ان وزارة التربية غارقة في الفساد الإداري والمالي، وإنها تعمل على خرق القوانين وتحمل الدولة مبالغ طائلة دون وازع من ضمير او ذمة، كما حصلنا على وثائق عديدة تؤكد ان وزارة التربية تتعامل مع مستثمر من أرباب السوابق وحصلنا على مذكرة لإلقاء القبض عليه من مركز شرطة كرادة مريم تحمل رقم 1378 ومؤرخة في 8/5/2011.صاحب مطبعة أكد ان لديه وثائق تؤكد ان المستثمر مثنى عبد الصمد الذي هو صديق مسؤول كبير وهو أيضاً صاحب شركة الوفاق للطباعة ومن خلال الوثائق التي حصلنا عليها وجدنا انه  شخص غير نزيه فلديه ديون تتجاوز الـ 12 مليون دينار لم تسدد من مصرف الوركاء للاستثمار والتمويل وقد فاتح المصرف المذكور وزير التربية لوضع إشارة الحجز على المبلغ قانونا لتسديد ديون المصرف، كما قام البنك المركزي العراقي بتعميم اسم مثنى عبد الصمد على المصارف كافة بعدم التعامل معه كونه متوقفا عن الدفع.ويرى صاحب المطبعة ان شخصاً مثل مثنى لا يمكن ان تتعامل معه وزارة التربية.الوثائق تكشف لنا أيضاً ان المستثمر هذا ضليع بالفساد الإداري والمالي، ومن اعماله الأخرى   انه استطاع إقناع صديقه المسؤول بتبديل مدير عام شركة المستلزمات التربوية وتعيين مدير عام آخر للشركة المذكورة لتأليف ثالوث فساد كبير، للتلاعب بأمور طبع الكتب المنهجية للمراحل الدراسية الثلاث وقررت مافيا الفساد هذه  ان تجري عملية الطبع في كل من عمان وبيروت، حيث تم تبديل النظام الداخلي للشركة وإضافة فقرة (الطباعة خارج العراق)  ففي كل من عمان  هناك مطابع تم الاتفاق معها مثل مطبعة الصفدي الى جانب مطبعة الدستور  لقاء عمولات كبيرة، كما  تم الاتفاق مع مكتب  (كرين كلوريا) الذي قام بتوزيع الكتب المدرسية التي حصل عليها عن طريق مثنى الى 50 مطبعة  بحسب ما يقوله أصحاب المطابع، الذين يزيدون القول ويرون   ان وزارة التربية قد حرمت بعملها هذا جميع مطابع القطاع الخاص من العمل وجعلت الفائدة تعم  المطابع العربية في كل من بيروت وعمان.ويؤكد أصحاب المطابع ان التلاعب يجري دوما في بنود المناقصة الخاصة بطبع الكتب المدرسية وحسب التعليمات والخطط فان المناقصة تغلق خلال فترة محددة وتتلاعب الوزارة في هذا التاريخ على هواها،  ويخلصون الى القول ان المهنة تعاني من مشاكل عديدة أهمها الكهرباء وان عمليات بغداد تمنع دخول شاحنات الورق الى بغداد لأسباب أمنية، وان عمال المطابع تم تقليصهم لعدم وجود عمل لهم واذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فسوف يتم تسريح بقية العمال.ويشير صاحب مطبعة دار السلام الحاج عبد السلام محمد حسين الى ان المطبعة في السابق كانت تقوم بطبع الكتب المدرسية على اتم وجه لكن هذا العام كانت المناقصة ( فقيرة ) حيث تمت إحالة اغلب الكتب  الى مطابع القطاع العام وهي مطبعة افاق عربية التي تسمى الآن مطبعة الشؤون الثقافية، ومطبعة (الوقف السني) والشركة العامة للمستلزمات المدرسية التابعة لوزارة التربية فالمسؤول لا يبالي بالقطاع الخاص ولا بالعامل العراقي، وهذا الخلل تتحمله وزارة التربية فقد قدمنا هذا العام عطاءنا ولكن تم استبعادنا لأسباب إدارية كان من الممكن تلافيها كما انها لا تؤثر على جوهر العمل في المناقصة، انها كلمة حق اريد بها باطل،و نحن نعمل منذ عام 2001  ولنا خبرة وتجربة، وقد طبعنا كتاب اللغة العربية والمطالعة للصف الرابع الإعدادي ف