من الواجبات الأساسية للدولة أن تحافظ وتسهر على صحة المواطن العراقي وتقديم كل الدعم والرعاية له من خلال توفير المستشفيات المتعددة الاختصاصات والدواء والكوادر الطبية وغيرها من المستلزمات التي تدخل في خدمة الصحة العامة لأبناء الوطن ..  لقد بقي عدد المستشفيات في بغداد مثلا هو ذاته قبل ثلاثين عاما عندما كانت نفوس مدينة بغداد لا يتجاوز عددها المليوني نسمة وعددهم حاليا تجاوز العشرة ملايين نسمة وهل يعقل هذا ؟
وأين الدراسات والتخطيط لهذا الخلل الكبير وغير المقبول إطلاقا والذي سبب الزحام الشديد الذي لا تستوعبه إمكانات المستشفيات الحالية ؟!إن صحة المواطن والمحافظة عليها واجب يلزم الدولة بذلك وتتكفل به قانونا ودستورا وشرعا أمام الله والإخفاق به يعني خرقا لحقوق الإنسان واستهانة بكل القيم والأعراف ومن المؤسف جدا أن نلاحظ اليوم أن الآلاف من المواطنين العراقيين يسافرون للخارج إلى دول أوروبية ودول الجوار وغيرها للمعالجة أو إجراء عمليات جراحية مختلفة والكثير منهم يذهبون للعلاج وهم مثقلون بالدين مجبرون على ذلك لأنهم لا يلقون العلاج المطلوب في بلدهم الغني الذي يصدر فقط من النفط للخارج في هذه الظروف يوميا ما قيمته أكثر من 200 مليون دولار أمريكي. إن المواطن العراقي المسكين الذي ليست له إمكانية مادية يبقى تحت رحمة إمكانات وزارة الصحة المتواضعة جدا قياسا بإمكانات وثروات بلدنا الكبيرة و الكثيرة التي انعم بها الله سبحانه وتعالى علينا. فالمريض العراقي اليوم الذي يحتاج مثلا إلى الفحص والتشخيص بالمفراس يتطلب منه أن ينتظر أشهرا لكي يأتي دوره في مستشفى مدينة الطب الذي يملك هذا الجهاز، ناهيك عن المعاناة التي يصطدم بها المريض أثناء مراجعته لأي مستشفى حكومي. والغريب أن أجهزة المفراس متوفرة في العيادات الخاصة فهل يعقل ذلك؟ انه أمر غريب يحتاج إلى وقفة جدية لمعالجة هذا الخلل الكبير الذي تتحمله وزارة الصحة في حق المواطن المريض. إن على الدولة أن تقدم مشروعا وطنيا من اجل تأمين معالجة أي مريض عراقي فمن غير المعقول أن يعالج العراقي الذي يعيش بالخارج في دول أجنبية لا تربطه أي قواسم مشتركة في الدين أو القومية أو التأريخ وغيرها بهذه الدول وهي تتكفل بعلاجه. دعوة جادة للحكومة أن تعمل المستحيل من اجل صحة الجميع وتستطيع بإمكاناتها الحالية أن تقلل من مرضانا الذين يسافرون للخارج للعلاج من خلال استقدام الكوادر الطبية الأجنبية بكل الاختصاصات لإجراء العمليات المختلفة وبمبالغ بسيطة من اجل خدمة شعبنا الطيب الذي يستحق كل الخير والله الموفق.المهندس علي البياتي