حاوره / عباس الغالبي شغل منصب  وزير المواد المائية لأكثـر من سبع سنين وكلف بمهام عدة بكفاءة في إدارة الملف المائي في ظل ظروف غاية في التعقيد، واستطاع أن يحقق إنجازات مهمة في التخطيط وتنفيذ الخطط الساعية إلى تحقيق تنمية مستدامة في ميدان الموارد المائية والزراعة .
ولم يكن خبيراً دولياً بشؤون المياه بمحض الصدفة ، بل اشتغل في بواكير عمله المهني في تنفيذ وإدارة مشاريع الري والتنمية في بلدان عديدة ، وامتلك خبرة دولية أخرى في مشاريع زراعية وتغذوية ، وعمل في منظمات دولية كثيرة.دخل حالياً ميدان المنافسة لتبوؤ منصب المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) التابعة للامم المتحدة بترشيح من الحكومة العراقية ، ذلك هو الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد .(المدى) أجرت معه هذا الحوار حول برنامج عمله المستقبلي، وآفاق تطور منظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو). ما المهام التي تضطلع بها منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو)، وما دور العراق فيها ؟تعد منظمة الاغذية والزراعة أكبر وكالة متخصصة في الأمم المتحدة والتي تعمل على تحسين المستوى المعيشي في جميع أنحاء العالم ، وتعنى بمكافحة الجوع والفقر وهي اكبر منظمة اختصاصية في النظام الدولي والتي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية ويعتبر العراق من مؤسسي هذه المنظمة .وتعمل على ايجاد السبل الكفيلة للحد من الجوع والفقر والقضاء عليهما وتحقيق الأمن الغذائي .ومن الأنشطة الأساسية  الأخرى التي تنفذها المنظمة من قبل اللجان التي تعمل فيها هي الزراعة وحماية المستهلك والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثروة السمكية وتنمية الأحياء المائية والغابات والموارد الطبيعية والبيئية والتعاون التقني.ولقد لعبت المنظمة في العراق الحديث دوراً مهماً، حيث أشرفت على أهم برنامج لإيصال الغذاء إلى الشعب العراقي ضمن ماكان يعرف بـ(النفط مقابل الغذاء ) إبان تسعينيات القرن الماضي . كونك مرشحاً لمنصب مدير عام المنظمة (الفاو)، ما الرؤية المستقبلية لكم، وماهو برنامج العمل في حال فوزكم بهذا المنصب؟لاشك في أن الزيادة المضطردة لعدد سكان الارض تمثل عامل ضغط على مواردها الأمر الذي يوجب توفير الغذاء للمليارات الاضافية من السكان ، وهذا دور المنظمة في مساعدة البشرية على التغلب على آفة الجوع المتفشية وخاصة في الدول النامية.حيث اننا ندرك بأن منظمة الفاو لاتملك حلولاً سحرية ولكن لديها أفضل ما توصلت اليه المعرفة البشرية في هذا الميدان ،فهي خزين كبير للمعارف والحلول الفنية والعلمية للمشكلات الزراعية والغذائية ، كما تراكمت لديها خبرة واسعة في تعزيز قدرات الشعوب على مكافحة الجوع ، كما انها تضم كادراً من افضل الخبراء الدوليين التواقين لجعل خبراتهم تحت تصرف الدول الاعضاء ضمن أشكال التعاون المتنوع المتاح .ولقد اكدت عملية المراجعة التي أجرتها المنظمة وتحت إشراف كامل من الدول الاعضاء على اهمية المنظمة بالنسبة للعالم ككل وخاصة بالنسبة للدول النامية في ظل أزمات متكررة وكوارث غير مسبوقة سواء أكانت حالات جفاف او فيضانات مما له علاقة بالتغيرات المناخية ولذلك فإن عملية الإصلاح الجارية في الوقت الحالي هي ضرورة ملحة ويجب العمل على تعضيدها وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذها وضمان أنها مستمرة وليست مؤقتة .وإنني أعتقد وانطلاقاً من خبراتي الشخصية في العمل لدى هذه المنظمة كمدير مشروع في مناطق عدة بأن ما تقدمه للعالم لايمكن الاستغناء عنه وخاصة في البلدان النامية وهي مؤهلة لتأدية دورها من خلال الانشطة الاساسية للمنظمة وكذلك التي تؤدي الدول الاعضاء من خلالها دورها الإشرافي والرقابي على عمل المنظمة .كما أن الوجود الميداني للمنظمة في قارات العالم كافة يهدف الى تأمين سهولة الحصول على المعلومات والخدمات الفنية ،وأن رغبة الدول الاعضاء في المزيد من الاستقلالية واللامركزية هي مطلب شرعي وسنعمل على تحقيق ذلك بما يحقق المرونة الكبيرة في تنفيذ المشاريع مع التأكيد على تأمين سلامة القاعدة المعرفية للمنظمة وأقسامها المختلفة والتي يجب ان تبقى متماسكة وغير مجزأة لأنها سر بقاء منظمة الفاو وقدرتها على تقديم الخدمات للدول الاعضاء  لذا سنعمل على أن يبقى الجسم الاساسي للقاعدة المعرفية لمنظمة الفاو متماسكاً ومتكاملا ًوصلباً.كما أنني أجد من الضروري الإشارة إلى أن الظروف المادية والثقافية والسياسية تختلف من قارة الى أخرى ومن بلد الى آخر ،وبالتالي لاتوجد وصفة عالمية جاهزة صالحة لجميع الظروف السائدة ، وسأبذل قصارى جهدي لدعم لجنة الأمن الغذائي في المنظمة من خلال سعيها لتطبيق برنامجها الذي اقرته  الدول الاعضاء أثناء المشاورات التي أدت إلى إصلاح اللجنة .ولهذا فإن القضاء على الفقر واستئصال الجوع تعد من المهمات الأولى للدول الأعضاء ويجب أن لاتكون هناك أية أوهام حول هذا الامر ، وبالتالي فإنني سأسعى إلى جعل منظمة الفاو شريكا أساسياً مع الدول الاعضاء للمساهمة في دعم القدرات الوطنية في خلق الشروط المناسبة لدى الدول الاعضاء في هذا الميدان الحيوي ، بل ستبقى شريكا فاعلاً في تقديم النصح ودعم السياسات الهادفة الى زيادة الانتا