عن: الميدل ايست حتى بعد أن أنهى الجيش الاميركي حرب الثماني سنوات في العراق، فان القادة الاميركان يخشون اخطر المهمات المتبقية وهي إخراج آخر القطعات من العراق بأمان. لقد اتضح التهديد المسلح يوم الاثنين عندما ضربت مجموعة من الصواريخ قاعدة عسكرية أميركية شرق بغداد ما أدى إلى مقتل ستة من رجال الخدمة
في أسوأ أيام القوات العسكرية الاميركية في العراق منذ 2009.في الأسابيع الأخيرة تبنت الجماعات المسلحة ستراتيجية تكثيف الجهود لقتل أفراد القوات الاميركية بهدف الضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها وعدم ترك أية قطعات في العراق، وبهدف كسب التأييد الشعبي من خلال الادعاء بأنها هي التي أجبرت الاميركان على الانسحاب.يقول القادة الاميركان إن من اخطر التهديدات التي يواجهها الـ 46،000 جندي، المتبقين في العراق، هي إنهم قد يصبحون أهدافا سهلة للمسلحين عند بدء انسحابهم النهائي هذا الصيف والتوجه إلى الحدود على طريق يبلغ طوله 160 ميلا يقطع الصحراء إلى الكويت. يقول الكولونيل دوكلاس كريسمان المسؤول عن القوات الاميركية في أربع محافظات جنوب العراق "تعرضت قواتنا للهجوم اليوم ونحن لازلنا هنا، فماذا سيحدث عندما تصطف شاحناتنا على الطريق لمغادرة البلاد؟". ثماني سنوات في العراق علّمت الجيش الاميركي درسا صعبا هو أن القوات الاميركية يستحيل عليها تأمين مناطق واسعة دون مساعدة أبناء البلد. لذا فقد ابتكر القادة الاميركان ستراتيجية للخروج من هذا المأزق وهي أن تستعير عنصرا رئيسيا من حركة الصحوة – وهي برنامج تكتيكي ناجح تم تنفيذه عام 2006 عندما كان العنف يتصاعد-. هذه الستراتيجية جعلت الجيش يدفع ما قيمته 10،000 دولار شهريا لشيوخ العشائر.رسميا، كانت الأموال تدفع لجعل العراقيين ينظفون الطرق من الانقاض، وهو ادعاء ظاهري لأن هناك اتفاقية عراقية – أميركية تمنع الدفع من اجل تأمين الطرق. يحتفظ الشيوخ ببعض المال ويستخدمون الباقي لاستئجار 35 عاملا لتنظيف الطرق. في الواقع ان اعمال التنظيف جعلت من الصعب على المسلحين نصب العبوات. لكن العسكريين يقولون إن هذا العمل يهدف إلى ما هو أكثر من التنظيف. انه يأمل من الناس المساعدة في حماية الطريق والمنطقة، ولتوفير معلومات عن المسلحين.يقول الكولونيل كريسمان "لا يمكنني أن أتواجد في كل الأماكن بوقت واحد. هناك حوافز تجعلهم يحافظون على أمن الطرق".لقد كانت العقود طريقة مكلفة لتحسين أمن القطعات – 100،000 دولار شهريا. نتيجة لذلك انخفضت نسبة العبوات المنفجرة على الجنود الاميركان و العراقيين و كذلك الهجمات الصاروخية على القواعد الاميركية في المناطق التي يسيطر عليها أولئك الشيوخ".يقول احد المسؤولين في الجيش الاميركي إن تلك العقود تكلف اقل بكثير من كل الإجراءات الأخرى التي استخدمها الجيش في العراق لضمان الأمن، و يقوم الشيوخ بتقديم أسماء العاملين لغرض صرف صكوكهم. ويضيف الكولونيل كريسمان "ان كلفة العجلة المدرعة التي تعطب نتيجة الانفجار هي 400،000 دولار، هذا عدا الخسائر بالأرواح. فاذا ما نظرنا الى الأموال التي صرفناها في العراق، فان مبلغ 100،000 دولار شهريا لتأمين الطرق الخارجية السريعة يبدو صغيرا خاصة إذا عرفنا أهمية الطريق السريع في الانسحاب".في أحيان كثيرة يمكن رؤية العمال وهم يحملون التجهيزات المعطوبة والإطارات في سيارات البيك - اب.وخلال أيام الأسبوع تحلق الطائرات العسكرية فوق الطرق السريعة للمراقبة. قيمة العقود تتضح في الطرق الخدمية المجاورة للطرق السريعة، وهي التي تجري فيها الهجمات، مما دفع القادة إلى توسيع البرنامج لكي يشمل الطرق الخدمية أيضا. كذلك تساعد الاموال الشيوخ في توحيد ولاء أفرادهم وتمنحهم سلطة توزيع فرص العمل. يقول الجيش ان المليشيات أيضا تعرف تأثير الأموال على شيوخ العشائر، لذلك فهم يحاولون كسب ولائهم والحصول على المعلومات.القيمة الكامنة لعقود تنظيف الطرق السريعة اتضحت الشهر الماضي عندما رافق مراسل نيويورك تايمز العميد روبرت رايت على الغداء مع شيوخ العشائر. حيث دام اللقاء – الذي جرى في خيمة وسط منطقة صحراوية – ثلاث ساعات تناول خلالها الشيوخ والأميركان الرز ولحم العجل في أطباق كبيرة وهم يتحدثون عن عوائلهم وعن السياسة العراقية. وعند العودة إلى القاعدة الاميركية كشف احد الشيوخ معلومات عن مسلحين يجتمعون بشكل منتظم في حقل مكشوف، ثم عرض هذا الشيخ موضوع اجراء عقد لتنظيف الطريق السريع.وفيما يختتم الجيش الأمريكي حرباً استمرت ثماني سنوات في العراق، يستعد قادته لما يخشون أن تكون أخطر المهام المتبقية في الحملة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، ضد نظام صدام عام 2003، ألا وهي الحفاظ على سلامة القوات المتبقية.لقد استهين بالتهديد الذي يمثله عودة المسلحين، عندما أطلقت قذائف على قاعدة عسكرية شرقي بغداد قتل فيه خمسة جنود في أكثر الهجمات دموية في يوم واحد للقوات الأمريكية منذ عام 2009.فلقد صعد المسلحون من جهودهم لقتل الجنود الأمريكيين فيما بدا وكأنها إستراتيجية للضغط على الولايات المتحدة لسحب قواتها في الموعد المحدد.ويقول القادة العسكريون، على ما أور
الانسحاب الأميركي: الجيش يخاف الرحيل على الطريق السريع
نشر في: 7 يونيو, 2011: 09:19 م