 أربيل / (PNA) تبدأ هيئة التعليم التقني في أربيل، اليوم  الخميس، شوطاً جديداً من المباحثات مع الجانب الألماني للارتقاء بمستوى تعاونهما المشترك، بنحو يعزز من توجهات قطاع التعليم المهني العراقي والايفاء بمتطلبات سوق العمل واعمار البلاد وإشاعة السلام والاستقرار في ربوعها، وذلك بعد نحو 48 ساعة من إطلاق برنامج الاتحاد الأوربي لدعمها بنحو 3.5 مليون يورو.
وقال رئيس الهيئة أ.د.محمود شاكر الملا خلف، إن عاصمة إقليم كردستان "تحتضن اليوم الخميس  اجتماعات الهيئة مع الجانب الألماني لتعزيز توجهات قطاع التعليم التقني والمهني العراقي (TVET) بما في ذلك تشكيلاته في إقليم كردستان، للإيفاء بمتطلبات سوق العمل، وإعادة اعمار العراق بنحو يحقق ازدهاره ويشيع السلام والاستقرار في ربوعه"، مشيراً إلى أن المشروع الجديد "يحظى بدعم مباشر من قبل وزارة الخارجية الألمانية، وسينفذ من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ".وأضاف أن اللقاءات التي "ستتواصل على مدى ثلاثة أيام، ستشهد استذكاراً للدروس المستنبطة من التعاون العراقي الألماني المتواصل منذ عام 2004 وحتى الآن، علاوة على نتائج التعاون مع الجهات الدولية الأخرى لاسيما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والاتحاد الأوربي والمجلس الثقافي البريطاني British Council، للاستفادة من ايجابياتها وتجاوز سلبياتها"، مبيناً أن اللقاءات "ستسفر عن وضع أهداف مشروع التعاون المشترك والمخطط الخاص به وتحديد التزامات كل طرف والشركاء المعنيين وما سيتم تنفيذه خلال المدة المقبلة علاوة على آليات التنفيذ".وشدد على أن الهيئة "تدرك جيداً أن دورها يتجاوز كثيراً أسوار كلياتها ومعاهدها، وأنها تشكل حجر الزاوية في الجهود الرامية لإعادة بناء العراق وتقدمه"، لافتاً إلى أنها "عمدت على مدى السنوات الماضية، على انتهاج سياسة من شأنها الانفتاح على المجتمع والسعي لخدمته من خلال تقديم الخبرات أو تدريب ملاكات القطاعين العام والخاص أو تأهيل العاطلين عن العمل وعناصر الميليشيات والمفرج عنهم من السجون والمعتقلات".وذكر أن جهود الهيئة في هذا الشأن "تتناغم مع توجهات الدول الراغبة في معاونه العراق وتمكينه من استعادة عافيته"، مشدداً على أن "كبريات الشركات العالمية لن تأت إلى العراق بنحو واسع، إلا إذا توافرت فيه ملاكات مؤهلة علمياً وتقنياً يمكن أن تستند في نشاطها".  وأوضح رئيس الهيئة، أن النشاطات الرئيسة لتحقيق أهداف هذا التعاون، تتمثل بـ"جمع المعطيات الخاصة بسوق العمل وتحليل اتجاهاتها كأساس لتحديد متطلبات التدريب في مجالات مختارة، تطوير المستوى التقني وتوجيه التدريب نحو مجالات تلبي متطلبات سوق العمل بالتعاون الوثيق مع الجهات المستفيدة سواء كانت في القطاع العام أم الخاص، علاوة على الغرف التجارية والصناعية، ووضع أطر رصينة للتعاون المستمر بين صناع القرار ومؤسسات التعليم التقني والمهني وسوق العمل، تحسين جودة التعليم والتدريب التقني والمهني، الارتقاء بمستوى الهياكل الإدارية في القطاع، تعزيز الشراكة بين مؤسسات التقنية والمهنية العراقية ونظيراتها الألمانية ودعم إعادة هيكلة قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني".وتابع رئيس الهيئة، أن "اتفاقاً تم مع الجانب الألماني على أن تكون إدارة المشروع في العراق بعد أن كانت في العاصمة المصرية القاهرة"، وأردف أن الجانب الصديق "وافق على أن تكون إدارة المشروع في أربيل". يذكر أن هيئة التعليم التقني سبق ان حصلت على دعم الجانب الألماني، وأبرمت معه اتفاقية منذ خمس سنوات، لبناء قدرات منتسبيها تم من خلالها تدريبهم في دورات متخصصة كانت تقام في مصر.   وكانت هيئة التعليم التقني، احتفلت الاثنين الماضي (السادس من حزيران الحالي)، بإطلاق الاتحاد الأوربي، برنامجه الذي رصد له نحو 3.5 ملايين يور، لدعم قطاع التعليم التقني والمهني في العراق، بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني والحكومة العراقية، في إطار برنامج أكبر ينطوي على ثلاثة مجالات تعاون، تتضمن المدارس والنشاطات الرياضية، علاوة على التعليم التقني والمهني، ورصد له (الاتحاد) مبلغاً قدره 27 مليون يورو.