عن:نيويورك تايمزفي الأعماق، تحت ورش صياغة الذهب في بغداد، يقضي العاطلون أيامهم وهم يفتشون منظومة مجاري المياه في المدينة بحثا عن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوفر لهم المال وهو حبيبات الذهب. فخلال الشهر الواحد ينزل الرجال اليائسون، الذين فقدوا الأمل بالحصول على مورد، عدة مرات إلى عمق 15 قدما في الظلام بحثا عن الحلي وهم يحملون المصابيح ويرتدون الأقنعة لمساعدتهم على تحمّل الرائحة الكريهة، يقضون الساعات في فرز القاذورات بأيديهم من اجل بريق الذهب.
يقول هؤلاء الرجال إنهم في اليوم الجيد يجمعون ما يكفي لكسب 20 دولارا من الصاغة الذين يقومون بإذابة الذهب ثم يعيدون صياغته و يبيعونه مرة أخرى إلى نفس الصاغة الذين تسرّب ذهبهم إلى مجاري المياه.يقول علي محمد فريجي، 30 سنة " لكون هذا العمل قذرا ومقززا، فاني لا اخبر عائلتي عن مهنتي كي لا اشعر بالحرج".فريجي هو واحد من مجموعة رجال يبحثون عن الذهب بشكل يومي. مصيبتهم تكشف المشاكل الكبيرة للاقتصاد العراقي بعد ثماني سنوات من سقوط النظام السابق. ورغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول في محاولة إعادة بناء البنية التحتية للعراق وإنقاذ اقتصاده، فمازالت فرص العمل قليلة، و40 % من القوة العاملة إما عاطلة عن العمل أو تعمل بدوام جزئي. إلا أن منطقة صياغة الذهب هي المكان الوحيد الذي تتسرب منه الثروة إلى الأعماق، أي من ورش صياغة الذهب إلى المجاري.رغم أن سعر الذهب قد ارتفع كثيرا في السنوات الأخيرة، فان هؤلاء الرجال يحصلون على القليل من المال بسبب تأثيرات الحرب والتقدم في تكنولوجيا صناعة الحلي.بعد سقوط النظام عام 2003 وسنوات الحرب الطائفية التي تبعته، هرب معظم صاغة الذهب تاركين فراغا في صناعة الحلي. ترجمة عبدالخالق علي
منجم جديد للذهب والعاطلون يقضون أياما في المجاري بحثاً عن المال
نشر في: 8 يونيو, 2011: 09:59 م