اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مراجعات :تمظهر التابو الذكوري فـي "مسامات الكلمات" للشاعرة ليلى كوركيس

مراجعات :تمظهر التابو الذكوري فـي "مسامات الكلمات" للشاعرة ليلى كوركيس

نشر في: 12 يونيو, 2011: 08:03 م

قراءة: شاكرمجيد سيفو تحتفي الشاعرة ليلى كوركيس بنداءاتها نحو الآخر في حضور الموجّه الأسلوبي المتمثل في قصيدتها ـــ مسامات الكلمات ـــ بالمرآة الذكوريةـــ صورتك ــ حيث تتعرض لشخصيتها في تماس من التبنين، بشبكة من الصور الحاملة لنداءات خطاب الشاعرة. تستهل الشاعرة ليلى نصّها الشعري الجذاب والمتميز ضمن منظومة من النصوص التي نشرتها الشاعرة،
 إلى مقاربة شعرية تحمل خطاب الأنوثة في أشارته الرمزية وحساسيته الإشكالية  التي تتوافر على رؤى كونية تراجيدية، تتداخل  وتتعارض في سياقات النص، فالفاعلية الشعرية تتمظهر في الرؤى الخاصة للفاعل الشعري مستندة إلى رؤية شخصية تفترض حياة ما، حياة تتداخل وتتقاطع فيها الرؤى الذاتية والرؤى الأخرى للإنسان والعالم والأشياء.إذ تتمتع شخصية الذات الشاعرة بشخصانية قوية تعيد بوصلة الذكورة إلى نقطة الصراع في المعادلة الحياتية المصيرية ، فهي تعبر عن حمولات الدال وجغرافيا الذات وجذورهما وبدايتها ثم انفتاحها ومديات حضورها، وبهذه الإشكالية يمكن التوجه بالخطاب الشعري إلى تقصّي منطقة العلاقة الجدلية بين الأنا الشاعرة والآخر في سطوعات الدلالة الكلية التي تزحر بها تعبيرات الشاعرة سميائياً وعمقياً، حتى النموذج السوسيو ثقافي الأنثوي فيها، وفي السياق ذاته، ترى القراءة الناقدة إلى سطوة الدال الشخصي وإحالة مكنوناته إلى فاعل حسّي للأنا العليا أو للكوجيتو الديكارتي" أنا أفكر، إذن أنا موجود"، في رصفها العبارة المؤنثة بكل صفاتها في مستهل الجملة الشعرية، إذ يتحرر المعنى من حلميته المفترضة  إلى صياغته التأويلية الوجودية، فالمعنى لا يختفي هنا في الخزين الذاكراتي، بل يسبح في فضاء وجودي فلسفي تخييلي تاريخي، ومن هنا تجتهد الشاعرة على تحريره واكتشافه في مستوى من مستويات الحضارة الشعرية  للخطاب الشعري الباث في النص ، أن مستويات العلاقة النصية من مستهل النص يتمظهر في  إقامة معادلة نصية يشتغل فيها الوعي الشعري على الرغبة في الأنوجاد الشخصي والحضور الفاعل في توجيه الخطاب الشعري من منطقة الحلم والذاكرة إلى الوجود الفلسفي والعاطفي والحضاري. إن إدراك الفعل الشعري في نصّ ــ مسامات الكلمات ــــ يحيلنا إلى قوة فاعلية الرؤى الوجودية وهي استجابة لقرائن محتويات الخطاب الشعري ، اذ يتمكن الوعي الشعري من الوصول إلى مناطق مجهولة تتوارى خلف سياقات نصّية بالغة الحساسية الشعرية حين تقترح الرؤية الشعرية للشاعرة ليلى كوركيس مستويات صياغية تحمل في نبرتها اللغوية التحدث بالضمير الأنثوي الدال الذي يسعى إلى اختزال عالم التصوير الشعري والإبانة والبوح والجدل في حساسيته الشعرية العالية وحيوية المفردة وقوتها الشعرية الإيحائية: ( مربكة هي صورتُك / تبكيني أحيانا / وفي أحيان أخرى تضحكني / فتغافلني ألوانها / لتصبح داكنة السواد...). يعمل ضمير المتكلم الشخصي على بثّ الصور الدالة ، في صيغ دلالية تنحو بمعناها الشعري بخصوصية بالغة الحساسية، في إقامتها هذه العلاقة الشديدة في تصويرها الشعري وبنيتها اللغوية، إن قوة التضاد تتمظهر في هذا الفيض الإشاري اللساني للصورة الشعرية المتمثل في ( تبكيني ــ تضحكني )، تفترض إشارات النص المحاورة الجوانية للذات الشاعرة والآخر في استرسالها الصوري وتوالدات البنيات النصّية ( مريبة هي أشياؤك / أرمقها مثل مُحقق / يبحث عن دليل / لإدانة يقين ما.....) تتمرأى الصفات الشعرية من بنية الاستهلالية إلى جسد النص في شكل متواليات نصية وتتمركز قوة الصفة في التوجه للدال الذكوري ،حيث  يتماهى خطاب الأنثى في هيمنته على الصور التخييرية بانفتاح الحكاية الشعرية على كل آفاق العالم ( بعيدة مسافاتنا / أصبّحُ عليك في المساء / وأمسيّك في الصباح / لا نلتقي.... تماما مثل الليل والنهار ) إن استحضار الوقت هنا واختلالاته يُسهم في انفتاح حراك الفضاء الشعري باتجاه انبْجاسات الفعل الشعري وارتباط المعنى بتعبيرات الفعل الأنوي وانفتاح الصور  الشعرية نحو مساحات تقترح لها مديات ضمن قوس هيمنة الذكورة على مشهدية النص وحكايته وأفعال التحدي فيه تارة واخرى حضور صورة الانكسار ( بالغة هي إصابتي بك / روحٌ مثقوبة برصاص سام وجسد متشقق أهلكته السياط / وكلمات كلمات كلمات / تستحمّ مساماتها بالهذيان.) تتمظهر صور الهزيمة والحروب والانكسار في مشهدية الصور النصية بتتابع الجهاز الأشاري للفظة ومخيالها الشخصي ، فالشاعرة تسدل الستار على انتصاراتها وحكايتها خارج تابوات البدء ومملكة الجسد والأرض: ( وافرة هي انتصاراتي / مخجلة قصتي معك / تهّيأ لي أنّك وطنٌ / فكنت أرضا محتلة / مطعونة برايات للنهايات ) تُنبئ الملفوظات الدالة في تشعيرها وصياغتها الدلالية إلى تفكّك الحال الشخصي المتماهية مع الآخر ، اذ تؤول كينونتها إلى مقتربات لنهايات مفتوحة حين يتلقّى الراوي الأنثوي صدماتها في هذه المنشورات النصّية الدالة على الاتقاد والانتهاء (...ويتراءى لي / أنّ التاريخ ما عاد يُسجّلنا / بل يمحونا قطرة قطرة / فوق مسامات الكلمات ) إن الشاعرة ليلى كوركيس أطبقت على حركة التاريخ في قبضتها الشعرية عبر هذا النص الممتلئ والمدهش والجميل في حركاته المتواترة...ـــــــــــــــــــــــــــ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram