تاريخ واضح المعالم عن الحجاب تأليف: ليلى احمدترجمة: هاجر العاني في عام 1955 نشر مؤرخ من جامعة اوكسفورد يدعى ألبرت حوراني مقالة بعنوان " الحجاب المتلاشي" متنبئـاً بأن عـُـرف عمره الممتد لقرون سرعان ما كان سيختفي من المجتمعات الإسلامية ، وطوال نصف القرن الماضي كانت النساء في الدول العربية شرق البحر المتوسط بقيادة مصر قد تخلين عن أغطيتهن التقليدية ، وفي حينها استنجد شخص منعزل تواق إلى الماضي بجمال عبد الناصر في اجتماع حاشد لإثارة الحماسة الجماعية عام 1962 طالباً منه إعادة الحجاب إلى وضعه السابق واستطاع الرئيس المصري ان يصرفه بمواربة مفادها بانه لم تكن لديه الرغبة في "الاشتباك" في معركة مع (25) مليون نسمة" – وهو تعداد سكان مصر في حينها .
وبعد أكثر من (50) عاماً تكون أشكال الحجاب (او الغطاء الإسلامي) الكثيرة في نهوض في كل من العالم الإسلامي والغرب – وكذلك هي محاولات الدول العقيمة لاحتوائها ، وقد دخل قانون حظر الأغطية التي تغطي الوجه في الأماكن العامة حيز التنفيذ مؤخراً في فرنسا ،وألمانيا لديها حظر جزئي على أوشحة الرأس للمدرسات وقد حظرت تركيا الأغطية الإسلامية في الجامعات وقد أبطلت سوريا مؤخراً حظراً على أغطية الوجه لمعلمات المدارس الابتدائية. أما بريطانيا فـرفضت "حظر برقع" مقترح في عام 2010 إلا ان اللباس الإسلامي يظل مصدراً يعول عليه للجدال ، من مجلس العموم إلى صحيفة الديلي ميل (" طالبان : تهديدات بالقتل لنساء لا يرتدين الحجاب " كان عنواناً رئيسياً مؤخراً) .في (ثورة هادئة) تعرض بروفسورة اللاهوت من جامعة هارفارد ليلى احمد خلفية هذا الانقلاب اللافت للنظر والمناقشات الحامية التي تحيط به ، وأحمد – التي نشأت في القاهرة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كانت واحدة من المسلمات اللواتي مضيهن في طريقهن دون حجاب ، وهن عبارة عن معيار كان يحمل علاقة واهية بمستوى التزامهن الديني ، وبسبرها غور المواقف المتغيرة نحو لباس المرأة في مصر ، مهد كل من حركة إماطة الحجاب وعودته ، طوال القرن العشرين تعالج الكاتبة بعض المسائل التي يـعاملها بخشونة الصحفيون والسياسيون . لماذا عاود الحجاب الظهور بين المتعلمات الجامعيات والمحترفات ؟ هل حقاً هو رمز الاضطهاد النسائي؟ وهل انه يدل على نبذ الغرب ؟ ولماذا باستطاعته ان يوحي بمثل هذه الخشية والاشمئزاز؟والفصول الأكثر سحراً ووضوحا تبحث جذور هذه المسائل في الصلات الحميمة (العميقة) بين الحجاب والاستعمارية. في كتابه الصادر عام 1908 (مصر الحديثة) قارن اللورد كرومر – القنصل العام السابق للبلاد – ممارسات كهذه مع حريات الغرب ، وقد فكر ملياً بشكل ممتاز فكتب " القيود الوحيدة المفروضة على حركة (المرأة البريطانية) هي تلك التي يمليها عليها حسها باللياقة" ، (وفي الوقت ذاته وفي وطنه بوظيفته كرئيس لعصبة الرجال لأجل معارضة حق اقتراع النساء انفجر كرومر ضد الاشمئزاز الشديد من " النساء فاقدات الأنوثة اللواتي يزرن حجيرة الاقتراع" ، أما في مصر فقد أوقف التعليم الحكومي الابتدائي المجاني لكلا الجنسين ورفض رصد الأموال للمدرسة الوحيدة في البلاد المخصصة للطبيبات .وحكايات كهذه تبين مدى ضآلة تحرك الخطابات الغربية حول الحجاب ، وفي الجدالات على الحظر الفرنسي وصف نيكولا ساركوزي اغطية الوجه بأنها "اشارة إلى الاستعباد والحط من القدر" واعتبرها وزير الهجرة الأسبق ايريك بيسون بأنها " أكفان سائرة على الأرض" ، وفي الوقت الحاضر كما في حينها يتم استخدام الزي الإسلامي لخدمة النفعية السياسية ، وفي الأسابيع التي أعقبت غزو التحالف لأفغانستان عام 2001 ألقت لورا بوش خطاباً في الإذاعة عن " الوحشية ضد النساء والأطفال من جانب شبكة إرهابيي القاعدة والنظام الذي تدعمه في أفغانستان "- الذي بالنسبة لها أصبح البرقع اختزالاً أخلاقياً – في حين أضافت شيري بلير بأن البرقع كان "واحداً من الحواجز العصيبة التي تواجهها (الأفغانيات) " ، وما يزال الحجاب موضوع صراع إيديولوجي عنيف – كما تعبر عنه احمد "إشارة الى توتر متعذر الحل والمواجهة بين الإسلام والغرب" ومنذ عشرينيات القرن الماضي الى ستينياته كانت إماطة الحجاب رمزاً لرغبة مصر في محاكاة النجاح العلمي والسياسي والاقتصادي الغربي – كما تشير أحمد الى ان أغلبية المصريين كانوا قد تقبلوا النظرة الغربية عن الحجاب بأنه "غير متحضر" – ويقدم (ثورة هادئة) موجزاً واضحاً ومثيراً عن التغييرات التي أدت إلى عودته وهي انحدار الاشتراكية العربية بعد عام 1967 والتأثير التوسعي للإسلام السعودي المسرف في المحافظة والإخوة الإسلامية وإخفاق السياسات الاقتصادية المناصرة للغرب، وبحلول سبعينيات القرن الماضي كان الطلبة والمحترفون خائبو الآمال يتحولون إلى إسلام ناشط – الإسلامية (التطرف الإسلامي) – كان يعد بالتجديد الاجتماعي والأخلاقي والسياسي ، وأصبحت مراقبة الزي المتزمت إحدى وسائل إظهار مبادئ المساواة وإبلاغ قوة مرتدي الزي وسلطته . من كونه رمز التجريد من منح السلطة أصبح الحجاب الآن ، بالنسبة للبعض، علامة على التحرر .وطوال العقود التالية استقطب الحجاب طيفاً من المعاني الجديدة وهي : من كونه تعبيرا عن الإيمان الشخصي والتضامن مع فلسطين او الشيشان او العراق او الولاء للأمة الى كونه إجراء وقائيا ضد التحرش او تصريحا بالأزياء السائدة او نقدا لـ "الت
تغييرات في الصراع الثقافي بين الإسلام والغرب
نشر في: 13 يونيو, 2011: 05:36 م