يبدي سائقو المركبات في العاصمة بغداد امتعاضهم من تطبيق إجراءات عدّت بالـ"جائرة" من قبل رجال المرور المنتشرين في الشوارع باحتساب غرامات لارتكابهم مخالفات أثناء قيادتهم، ففيما يؤكد آخرون أن عناصر المرور يتصدرون ارتكاب المخالفات أكثر من غيرهم، طالبوا بوجود جهة رقابية لهذه العناصر.وبهذا الصدد قامت (شفق) بجولة في شوارع بغداد الجديدة رصدت فيها سيطرة أقامتها مفارز المرور لمحاسبة المخالفين قرب قاطع مرور المنطقة المذكورة، حيث أبدى عدد من المواطنين تذمرهم من الأساليب التي يتبعها رجال المرور لـ"تغريم" و"حجز" المركبات المخالفة.
سيارة شرطي المرور .. بلا لوحات ويقول سائق الأجرة حيدر رحيم لـ(شفق) إن "قاطع مرور بغداد الجديدة قام بتغريمه مبلغا قدره 30 ألف دينار، على اعتبار انه يسير بمركبة لا تحمل أرقاما"، متسائلا عن سبب هذه الغرامة التي عدها بالـ"الظالمة"؟، إذ يؤكد أنه اشترى سيارته من الشركة العامة للسيارات في الإسكندرية، والأخيرة لم تزوده بلوحات الأرقام، بالرغم من مراجعته لدائرة المرور منذ أكثر من شهرين.ويكشف رحيم عن انه "رأى بأم عينيه" أحد منتسبي قاطع مرور بغداد الجديدة يسير بسيارته (أفيو أجرة) من دون لوحات أرقام!! متسائلاً "من الجهة التي تحاسب رجال المرور إن خالفوا قواعد السير؟"."رجل المرور فوق قانون حزام الأمان" وفي القاطع نفسه (بغداد الجديدة) يقول (أبو مريم 58 سنة) لـ(شفق) وهو يقود عجلته التي بدت متهالكة ويضع على رقبته مقوما للفقرات العنقية، دون ربطه لحزام الأمان "أنا مضطر للعمل بهذه العجلة كسائق أجرة، وليس لي من يعينني، ومن الاستحالة أن أربط حزام الأمان أثناء قيادتي بسبب آلام الرقبة والصدر، مما ولد لي الأمر مصادمات مع رجال المرور بسبب غرامات وضع حزام الأمان".ويرى أبو مريم أن رجال المرور "هم أكثر من يرتكب المخالفات في الشارع"، حيث يتساءل "هل رأيتم يوما رجل مرور رابطا حزام الأمان أثناء قيادته السيارة؟، ثم أين هي الشوارع الفسيحة والسريعة في العاصمة بغداد لتجعلنا نربط حزام الأمان خوفا من السرعة؟".ويطالب بوجود جهة رقابية لعمل رجال المرور في الشارع، كي يسري القانون على الجميع، وفق قوله.ايرادات يومية مطلوبةفيما يكشف سائق حافلة صغيرة لنقل الركاب (كيا) ويدعى أبو أمير لـ(شفق) عن انه سأل موظف الغرامات في قاطع مرور بغداد الجديدة عن سبب التشدد من قبل رجال المرور في تطبيق إجراءات السلامة وهذا الكم الهائل من الغرامات المفروضة على سائقي المركبات، فأجاب منتسب المرور بأنها "ايرادات يومية مطلوبة" من جهات مسؤولة في مديرية المرور العامة!غرامات استخدام الموبايل .. "ناس وناس" من جهتها ترى المواطنة إخلاص علي في حديثها لـ(شفق) ان جهاز الموبايل أضاف "باباً نفعياً جديداً" لرجال المرور من خلال الغرامات المفروضة على سائقي المركبات عند استخدامهم الهاتف المحمول أثناء القيادة، موضحة "إننا نرى العديد من رجال المرور يتحدثون بالموبايل أثناء تأدية واجبهم من دون محاسبة!!"، مبينة انه "يبدو إن الغرامات تفرض على أناس معينين، وتغض الطرف عن آخرين!!".هذا وحاولت (شفق) الاتصال بمدير المرور العامة أو بمكتب إعلام المرور العامة لبيان رأيه حول الموضوع، إلا إن جميع المحاولات لم يكتب لها النجاح.