اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > خارج المكان ..إنهم يعتدون على الشعراء والشرفاء من الناس

خارج المكان ..إنهم يعتدون على الشعراء والشرفاء من الناس

نشر في: 17 يونيو, 2011: 07:36 م

رياض النعماني ليس له غير برهة التعب ليس له  إلاغفلة الحياة هذه إنه المبدع منذ ما لا يُرى ، والى ما لا يُرى ... طائر الأناقة الذي يُغرقه الأبيض الإلهي .. قد يختار ضفة التعب لقلبه الذي لا يزال يبحث عن المعنى في عبث السياسة ، والحلم في اللاشيء
 .. هو الآن في الأعالي يواصل صعوداً ضوئياًـ تحفّه أصوات ضفاف العالم الأخرى ـ يدخل في قوة العناصر ، ويتداخل معها ، ونراه مرتفعاً في البرق ، يُشعل بيده صوت الرعد ويقود المطر من موضع المسك الى كأس من النشوة العليا التي يجد جمالا فريداً للفقه في سفوحها ويرى رجال الفقه إنها أم الكبائر ، والفساد ليس فساداً إلا إذا كان فيه شيء منها . أين يمضي هذا الذي يحمل في كفه اليمنى بحراً من اللازورد ، وبحراً من العسجد في كفه اليسرى. انه يهمس لعمق العالم ـ أريد ببحر اللازورد أن أطفئ النار ، وببحر العسجد أطفئ الجنة ، وإني لأرمي من وراء ذلك إلى تحرير العقل من قوة القمع والشروط التي تزيد من حشود الظلام التي تسعى الى حجبه وإلغائه وسجنه في غياهب ( الأمر والنهي ) و (الحلال والحرام ) .. وكل ما يروّع روح الكائن النبيل ( الإنسان ) الذي تجاوز حدود العذاب في عذابه . في هذا المناخ السادي من مصادرة حياة الناستضطر البداهة إلى التقدم نحو أول المشهد الممزق لتقول ـ من أي طين خلق الله ذئاباً كهذه تفتك ببشر أتعبهم سلام قلوبهم النيّرة وبياض سريرتهم العميم فجاءوا الى هذه الزاوية التي هرّبتها الحياة الى ضوء نصف معتم ، ونصفه الآخر نصف معتم علّهم يسرقون من وقت سرق منهم حياتهم وجميع المسرات شيئاً من شيء قد يعيد اليهم شيئاً مما ابتعد عنهم فتركهم رماداً لا يذر ... ومجالاً مفتوحاً للهباء. كيف يمكننا أن ننظر أو نقيم واقعاً ترسمه ، وتمليه ممارسات منحطّة وسلوكيات مشينة تنتمي الى فضاء قرون ما قبل التخلف .. تهين وتعتدي على كرامات الناس في أبسط حقوقهم ـ كبشر ـ وأكثر شؤون حياتهم خصوصية وحرمة .. فيدخلون الى قاعات اختارت لموقعها زاوية قصية من كآبة الوقت والكائنات لتوزع كؤوساَ يملؤها البياض الذي يستدرج القلب المذعور ـ من وحشية هذه الضواري ـ الى لحظة نشوة قد تجعله يعيش في وهج هو أقرب للفرح من النار ... فيوجهون الى الحاضرين كل ما في حفر قذاراتهم من وساخة عبارات تعتدي ـ بكلمات صراخ ـ على شعراء وفنانين وصحفيين وشرفاء الناس وبسطاء لم يشهروا حتى تعب الأغنية لأن جمال الغناء ممنوع بأمر من سلطة تُفضل صرخة جنود المحتل ( GO )أو سلوك  (العصابجي) على عذوبة الغناء ، وتركلهم خارج مكان لا يريد ، ولم يتعود إلا مناخ دفئهم وعذوبة تعاملهم ولغتهم الطيبة النقية .  إن نظاماً يسمح لذئاب عاشت وقدست رائحة الجريمة بأن تمارس وبرهاوة عالية إهانة المبدعين ، وبسطاء الشعب دون أي رادع ولا مساءلة تماماَ مثلما تفعل العصابات التي تسرق وتخطف وتقتحم بيوت المواطنين لتفعل كل شيء ، وكما تريد لها مشيئتها المجرمة لهو نظام ينبغي أن يُساق بقضّه وقضيضه الى قاعات وأقفاص المحاكم .وبغير هذا القصاص الذي ينبغي أن ينال هؤلاء اللصوص ، ورؤوس الفساد الذين ضيّعوا بلاداَ جميلة كالعراق .إن لطخة العار ينبغي أن تكون أشبه بالصرخة في أعلى جبين الزمان والتاريخ والإنسان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram