اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > أطفال منتصف الليل الآخرون

أطفال منتصف الليل الآخرون

نشر في: 19 يونيو, 2011: 06:37 م

إسحق جوتنر ترجمة: نجاح الجبيلي في ربيع عام 1997 نشرت المجلة الفصلية "غرانتا" عدداً مكرساً إلى اليوبيل الذهبي للهند. كانت النغمة حذرة لكنها احتفالية: على الغلاف طبع اسم البلد بالحروف الحمر المشرقة تليه علامة تعجب. وبعد خمسين سنة من التقسيم سرعان ما رسخت الهند نفسها كقوة عالمية. ويتكون العدد بصورة كبيرة من المساهمات من كتابات الهنود الأصليين بالإنكليزية
ويعد ميثاقاً لكل من الغنى الفكري والفني الرائع للبلد ولأحد التراثات القليلة من الكولونيالية البريطانية التي يمكن أن يحتفي بها القراء على نحو جلي في جنوب آسيا والغرب: لغة مشتركة. وبعد 17 سنة من طلاق سلمان رشدي روايته "أطفال منتصف الليل" ثمة جيل جديد من الكتاب الهنود كان ، حسب عبارة مجلة "غرانتا"،"يماثل هزة الهند الجديدة مع هزته".  في السنوات التالية كانت الشهية الأميركية للثقافة الهندية تزداد. العديد من الكتاب الذين وصلوا إلى المشهد في الثمانينات والتسعينات – فيكرام سته، أروندهاتي روي ( التي نشرت روايتها الناجحة "إله الأشياء الصغيرة" بصورة متسلسلة في مجلة "غرانتا")، أميت شودوري – الذي استمر بنشر الرواية والريبورتاج وموجة جديدة من الروائيين بضمنهم كيران ديساي وأرافند أديغا، ذهبت لتكتب روايات حصلت على جوائز ووضعت على قائمة أحسن المبيعات. قراء روي وديساي أو أديغا- إذا ما تغاضينا النظر عن المشاهدين الذين اندفعوا لرؤية فيلم "المليونير المتشرد"- لم يستغنوا عن صور الحياة الهندية التعسة ( تهميش المنبوذين والفقر المدقع). لكن الجوانب الفولكلورية والإفتدائية للقصص كانت مألوفة من قبل بفضل الواقعية السحرية لرشدي والفهم الرومانتيكي للهندوسية المتعلق بـ"كاما سوترا" قد رسّخت الرؤية الوردية للغرب تجاه الهند. هذه الكتب والأفلام كمّلت أعمال الكتاب مثل "جومبا لاهيري" التي ولدت في لندن ونشأت في رود آيلاند وكتبت بنشاط حول الأميركان من أصل هندي. على أن التجربة الهندية مهما كانت أجنبية أصبحت جزءاً من التجربة الأميركية.  والآن جمعت مجلة غرانتا عددا آخر مكرسا إلى شبه القارة لكن في هذه المرة الموضوع هو باكستان طفلة التقسيم الأخرى( غرانتا العدد 112: باكستان). في السنوات القليلة الماضية وجه الإطراء لعدد من الكتاب الباكستانيين لأعمالهم الروائية بضمنهم "محمد حنيف" و "نديم إسلام" و "دانيال ميونودين " و"كميلة شمسي" الذين كانوا مساهمين في مشروع مجلة غرانتا. تقول فاطمة بوتو وهي مساهمة أخرى في هذا العدد :" اعتقد أن الجميع كانوا بانتظار الأدب الباكستاني كي يتفجر. أنه كان هناك دائماً ومع ذلك لم يستغل لحد الآن".  لكن لا توجد علامة تعجب على غلاف مجلة غرانتا ذي التصميم الغني بالألوان ( الذي ألهمته الباصات والشاحنات المصبوغة في باكستان) وتفتقد المجموعة  الغرابة التي يطابقها الأمريكان بصورة تبسيطية مع الهند. إن باكستان في (غرانتا) هي بلد الجهاديين الذين يحملون العداء للأميركان والأشكال القاسية المتزايدة المعادية للنساء في الإسلام. مثلاً القصة القصيرة المصقولة لـ"محسن حميد" هي حكاية بضمير الأنا عن الذبح؛ وتنتهي بوصف السارد " صوت دمه وهو يشخب".  مثل هذا الموضوع بالكاد يفاجئ الجمهور الأمريكي. من المستحيل التقاط جريدة دون قراءة خبر عن حرب باكستان مع الأصوليين وفسادها ورغبتها ( أو عدم رغبتها) لمساعدة العسكريين الأمريكان في أفغانستان. "لقد انتبهنا. إنها لحظة الباكستانيين" قال "دانيال ميونودين التي حصلت مجموعته القصصية الجديدة على إطراءات كثيرة السنة الأخيرة. لكن هذا العدد من (غرانتا) يطرح مواجهة قريبة قلقة مع السياسة الأمريكية الخارجية والاستياء التي تثيرها حقاً أم باطلاً. تعكس المجموعة أيضاً الجدل حول الدرجة التي يمكن للمسلمين أن يستوعبوا بها الغرب وهو الجدل الذي عبر الأطلنطي مع الجدل حول المركز الإسلامي المزمع إقامته. وبينما يعتقد المهاجرون الهنود بأنهم يصلون إلى الولايات المتحدة حاملين معهم التقاليد النابضة بالحياة إلا أن الأميركان ما بعد حادثة 11 / 9 قلقون من أن الباكستانيين المنتقلين يحملون اعتقادات أصولية وإيديولوجية متطرفة. وبفضل مساهمي مجلة (غرانتا) فإنهم يتجنبون هذه الحقائق لكن ما مدى تشوق القراء الأميركان لمواجهتهم حقاً؟ إن الكتاب الهنود مثل روي ورشدي بالكاد يمكن اتهامهم بإخفاء وضع المرأة في الهند. لكن المساهمين الباكستانيين في مجلة (غرانتا) يتناغمون بشكل خاص مع كره النساء الذي هو في مركز الجدل الدائر حول الاسلام. فمستهل الرواية القصيرة لنديم إ سلام "ليلى في البرية" يتركز على امرأة باكستانية تتعرض للإذلال والمهانة جسدياً وعقلياً لأنها غير قادرة على إنجاب ولد ذكر له. وقصة "بت وبهاتي" لمحمد حنيف قاسية في تصويرها للعلاقات الجنوسية إذ أن بطلها الذكر غير قادر على فصل الرومانس عن العنف. أما قصة "خطايا الام" لجميل أحمد فهي بحث مرتبك وتسرد القصة محاولات زوجين للفرار من عائلتيهما و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram