عن: نيويورك تايمز جيل نشأ مع سفك الدماء والحروب يجد صوته في بلد تغيرت تركيبته في ثماني سنوات من الحرب. في عمارة سكنية متصدعة في العاصمة بغداد، ومرورا بأنابيب الماء المتهرئة والسلم الكئيب تصدح ثورة بالألوان الزيتية والاكريليك. في ورشة ليس فيها غير مصباح فلوريسنت واحد، يرسم الشاب احمد قاسم –34 عاما - صورا عن الحرب والألم، وهو نوع من الفنون غير المألوفة في العراق قبل سقوط النظام السابق ونادرا ما كنا نراه. خطوط سوداء تتقاطع
عبر قماش الجنفاص الذي تعمه الفوضى.وجوه تصرخ، أيدٍ شبحية تمسك بشيء غير مرئي. يقول السيد قاسم "لقد اعتدت على رسم الحياة السعيدة – الطبيعة والزهور وما شابه كي اشعر بالسعادة. كنت اعتقد أن بانتظاري حياة مليئة بالجمال. لكن البيئة التي تحيط بك تجبرك على التغيّر". نشأ هذا الجيل في ظل حكم صدام حسين، وبقي في العراق خلال مدة القتل والتهجير التي شتتت مئات الفنانين العراقيين البارزين في أوربا والأردن وأميركا.يقول محمد الكناني رئيس اللجنة العليا للفنون "باستطاعة الشباب العراقي خلق نوع جديد من الرسم لملء هذا الفراغ. إنهم نافذة على العالم". تم افتتاح ثلاث كليات جديدة للفنون على الأقل في شمال وجنوب العراق خلال السنوات القليلة الماضية. وقد ارتفعت نسبة التقديم إلى كليات الفنون في بغداد بنسبة 25 % منذ عام 2008. الفنانون الشباب يقومون بإنشاء استوديوهات في المناطق التي مارس فيها المسلحون عمليات الخطف والقتل في يوم من الأيام. لكنهم يناضلون ضد القوى نفسها التي خنقت حركة احتجاج الشباب بداية هذا العام.ورغم إن سقوط صدام أعطى الفنانين حرية جديدة لرسم ما يشاؤون – مثل المواضيع السياسية التي كانت ممنوعة – فإنهم لازالوا يتعرضون للملامة وأحيانا للتهديد من قبل المؤسسات الفنية والسياسية بسبب تعبيرهم عن الرؤية القاسية للعراق.إن الضغط باتجاه الامتثال لقائمة الممنوعات لا يعتبر مفاجئا في بلد خرج من سنوات الحرب. يقول الفنانون إن من الصعب عليهم العثور على عمل يوفر لهم المال الكافي.الكناني، الذي يشرف على حوالي 2000 طالب في إحدى كليات بغداد الفنية، قال إنه حاول أن يبعد تلامذته عن مواضيع مثل الموت والصراع، واخبرهم أن هذا النوع من الفنون لا ينفع ولا جدوى مادية منه، فلماذا التركيز على القتل؟. ترجمة عبدالخالق علي
رسامون شباب: السلطة تواجه فرشاتنا بالقمع والترهيب
نشر في: 19 يونيو, 2011: 10:32 م