الكتاب: البحث عن الأمن يهدد حرياتناتأليف: ديفيد ك. شيبلرترجمة:المدىمرّ المؤلف شيبلر في صباح يوم 9/11، وفي الساعة الحادية عشرة "بلحظة من الوضوح، حيث تسمر معظم الأمريكيين أمام شاشات التلفزيون. وسعى شيبلر إلى مجال تفكير آخر، مستعيداً التعديلات العشر للدستور الوطني، التي تتناول الحريات المدنية. وكانت نتيجة أفكاره تلك صدر هذا الكتاب، "حقوق الشعب"، ومن المؤمل صدور جزء ثان منه في العام القادم. وهو شأن المؤلفين الآخرين الذين تناولوا ذلك الحدث، يدركون مدى تآكل الحريات التي نصّ عليها الدستور بعد ذلك الحدث المهم. إن هذا الموضوع مُخز ٍ،
ولكن الحريات قد لا تشبه السلع التي يروّجها التلفزيون في إعلاناته. ومع بعض الاستثناءات الملحوظة، فإن معظم تلك الكتب التي نشرت حول"تآكل الحريات" قد أُبعدت عن أماكنها الأمامية إلى الرفوف الخلفية في المكتبات وذلك قبل وصولها إلى مستقرّها الأخير في قعر المخزن.لقد فاز ديفيد ك. شيلبر بجائزة البوليتزر لأفضل كتاب أمريكي في عام 1987، عن مؤلفه،"عرب ويهود"، وهو سيحاول الحيلولة دون إهماله عمداً. وقد عمل شيبلر مراسلاً خارجياً لنيويورك تايمز، وقدم موضوعات متميزة في ذلك المجال. وهو ملم جيد بالتاريخ، ويتذكر جدياً المناسبات التي فيها التجاوز على الدستور في التاريخ الأمريكي.ويبدو واضحاً من الصفحات الأولى لـ"حقوق الشعب"إن هذا الكتاب سيكون مختلفاً عن"عرب ويهود"، وكتابه"العمال الفقراء"، وهو هنا يبدو اقل فضولاً عما كان عليه سابقاً ككاتب افتتاحيات للصحيفة. وهو على العكس من ذلك يتميز بميل للتغاضي بإفراط عن أمور حدثت سواء في عهد جورج بوش الابن. أو باراك اوباما.وبالنسبة لعامة الناس فإن"أفظع ما حدث بعد 9/11، لم يكن الإرهاب الذي زرع الخوف فيهم، بل احتمال أن يتخلى الأمريكيون عن حقوقهم في ملاحقة حلم لا يمكن تحقيقه وهو حقوقهم.ويبدو واقعاً، تآكل بعض الحريات الفردية في أزمنة الحرب، ونظرة إلى الخلف تبين لنا ذلك. فمنذ عام 1798، تعرضت بعض بنود حرية الرأي إلى الهجوم عليها، في خلال الحرب البحرية غير المعلنة مع فرنسا، وحتى إلى مرحلة التحقيقات التي تمت مع المتعاونين الذين اتهموا بالانخراط في الحزب الشيوعي الأمريكي او تقديم مساعدات له وما رافق ذلك من اضطهاد. وكما يكتب شيبلر:"في كل حرب تقريباً، تشارك السلطة، فإن الخوف يعم ويسود قانون المطلق. ومنذ 9/11، كما يقول لم يصحح نفسه. فقد تم انتزاع الحرية المطلقة منه ولم تعاد إليه.لقد تعددت التجاوزات على الدستور، وفي هذا الجزء من الكتاب يركز على التعديل الرابع له وهو المبدأ الذي يحمي المواطنين ممن اعتقال أو تفتيش، بلا سبب أ، مبرّر. وهذا الأمر يحدث الآن"، كما شاهده في شوارع واشنطن(العاصمة)، حيث يتعامل رجال الشرطة بعنف مع المواطنين، غير مبالين بحقوقهم التي أقرّها الدستور.كما إن المؤلف يهاجم مراقبة الاستخبارات للرسائل، ووثائق أجهزة الحاسوب والمكتبات العامة. كما حدث مع براندون مايفيلد، المحامي المتطوع في الجيش الأمريكي، والذي تم تفتيش منزله ومكتبه، بعد الشك باشتراكه في حادث انفجار قطار في مدريد عام 2004.ويناقش شيبلر العديد من بنود الدستور وكيف يتم تجاوزها اليوم، والتعدي على الحريات المدنية وانتهاكها وهو كمراسل سابق للنيويورك تايمز في روسيا، لا يجد فرقاً بين ما حصل من انتهاكات في زمن بوش وتلك التي جرت في روسيا السوفيتية.ويختتم شيبلر كتابه بهذه الجملة الأخيرة:"إن حقوق أدنى المجرمين لا تخصه فقط، لأنها تخصنا جميعاً".عن/ النيويورك تايمز
الدستور الأمريكي بعد 9/11 وحقوق الشعب
نشر في: 20 يونيو, 2011: 06:03 م