اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > من مسرحية الملك لير

من مسرحية الملك لير

نشر في: 20 يونيو, 2011: 06:16 م

صلاح نيازيحَرَمَ الملك لير ابنته كورديليا من إرثها الطبيعي، حين وزع مملكته بين بناته الثلاث، لأنها عبّرتْ له عن حبّها بكلمات قليلة. يبدو أن الصدق لا يمكن التعبير عنه إلا بكلمات قليلة. استزاد منها ولكنها لم تزِدْ، فتنكر لها.  تزوجت كورديليا، رغم خلوّ يدها، من ملك فرنسا واغتربتْ. أختاها اللتان أغدق لير على كلّ واحدة منهما ثلث المملكة، خذلتاه. أذلّتاه. تنافستا إلى حدّ السمّ بينهما، على حبّ أدموند الشرير وهما متزوجتان.
حاولت كورديليا عن طريق القوات الفرنسية، إعادة والدها إلى العرش. اندحرت الحملة ووقعتْ أسيرة، وأُلْقِيَ القبض على والدها الذي كان مختبئاً.النصّ الذي اخترناه أدناه يتحدّث عن هذا اللقاء الفريد بين الملك وكورديليا. لم يلتقيا منذ أن حرمها من الإرث، ناكراً عليها حتى صلة الرحم بينهما.أُودِعتْ كورديليا السجن مع والدها.( أمر أدموند برسالة خطية سرية بإعدامهما، وهما لا يدريان).السجن!مَنْ كان يظنّ أنّ السجن جنّة نزلت من السماء على لير بالذات. يلتقي بكورديليا لأول مرة، يختلي بها لأوّل مرة، ويكفّر عن خطاياه.في هذا السجن تكشفتْ طبقات عاطفية أبوية مندثرة. ظهرتْ من باطن العقل لغة مطمورة تنتسب إلى الطفولة وانبهاراتها البريئة. ولأوّل مرّة تلتقي لغة الأرضين بلغة السماوات.حاولت كورديليا قبل أن يدخلا السجن تلطيف الجوّ المشحون. قالت:"لَسْنا أوّل مَنْ جلبا على نفسيهماأسوأ العواقب مع أفضل المزايامن أجلك أيها الملك المقهورقهرتني ربّةُ الحظّ في المعركةوإلاّ لبذذتُ بتقطيبي، تقطيبها الغادرهل لنا أن نقابل هاتيْن الابنتيْن، هاتيْن الاختيْن"؟حاولتْ كورديليا بقولها :"لسنا أوّل مَنْ جلبا" أن تهوّن الأمر، أوّلاً ربما إشارة إلى الرسالة الأولى من بطرس:1-19 "بل بالدم الكريم، دم المسيح، حمل الفداء الذي بلا لوم ولا عيب". وكأن الأمر مقدَّر عليهما، وثانياً لأنّ ما حدث لهما شئ عام، لم يخصّهما وحدَهما، وإلا لكانت المصيبة أعظم. الشئ بالشئ يذكر؛ هذا شبيه بما شعرت به الخنساء :"ولولا كثرة الباكين حولي".يعتقد بعض النقاد أنّ كورديليا إنما اقترحتْ لقاء أختيها لدفع الأمور بالتي هي أحسن.ولكنْ ما أن سمع ليرعن لقاء ابنتيه حتى انتفض بكلمة: "لا"، وكررها أربع مرات وكأنها طرقُ مطرقةٍ لمَنْ لم يسمع: لا، لا، لا، لا، تعاليْ  لنذهب للسجن                 وحيديْنِ سنغنّي مثل طيور في قفص                 وحين تطلبين مني أن أبارككِ، سأركع            وأطلبُ منكِ المغفرة، هكذا سنحيا،                     ونصلّي، ونغنّي، ونروي حكايات الدهور السالفة،  ونضحكُ مع حاشية الملك الزاهين مثلَ الفراشات، ونسمعالأشقياءَ المساكين يتحدثون عن أنباء البلاط            ونتحدّثُ معهم أيضا                                          مَن آندحرَ ومَنْ انتصر، مَنْ قُرّبَ ومَنْ أُبعد           ونتظاهر أننا نفهم أسرارَ الوجود البشري الغامضة،كأننا رُسُل الآلهة: وستطول حياتنا                        داخل السجن، أكثر من أعمارعلية القوم فئاتٍ وأحزاباً هؤلاء الذين يصعدون وينحسرون                         كالمدّ والجزر اللذيْن يتحكّم بهما القمر              أدموند: خذوهما بعيداً.   لير:  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram