 أربيل/ سالي جودت واجه المجتمع الكردستاني ومنذ عام 1991 وهي الفترة التي تحررت فيها مناطق الإقليم  من سيطرة النظام السابق، ظواهر اجتماعية متعددة، يعزوها البعض الى التحولات السريعة التي شهدها المجتمع وانتشار شبكة الاتصالات .
 وكانت النظرة للمرأة من اهم التحديات الكبيرة في هذا الجانب، حيث ما زال المجتمع الكردستاني يعاني من إفرازات قيم متخلفة وتتنافى مع كل قيم السماء ومنها المفاهيم الإنسانية للدين الإسلامي للمرأة.ورغم ما اتخذته الحكومة ومنظمات المجتمع المدني من خطوات في مجال حقوق المرأة الكردستانية فان  استمرار ظاهرة الانتحار ما زالت تشكل تحدياً كبيراً خاصة للمنظمات العاملة في مجال المرأة حيث وقعت 4190 محاولة انتحار من النساء في المحافظات الكردية الثلاث توفيت على أثرها 2680 امرأة.ومن المعروف ان  من ابرز أسباب انتشار هذه الظاهرة يعود كما اشرنا  الى التحولات السريعة في بنية المجتمع ونمو شبكات الاتصالات العالمية والانترنت و بقاء جذور بنية مجتمعية متخلفة تمارس الضغوط الاجتماعية والتقاليد والأعراف والزواج الإجباري فضلا عن انتشار ظاهرة قتل النساء بدافع الشرف، حيث لقيت أكثر من عشرين امرأة   حتفها قتلاً عام 2008 بتهمة غسل العار في حين انخفض العدد الى 17 حالة قتل عام 2009 ولكن حالات الانتحار حرقا ارتفعت من 119 في عام 2008 الى 245  في العام.ومن الإجراءات التي ارتأت حكومة إقليم كردستان اتخاذها في محاولة للحد من عملية العنف ومكافحته تأسيس مراكز خاصة للاهتمام بقضايا المرأة.ومن اجل الاطلاع على ابرز أنشطة هذه المراكز زارت المدى إحداها والتقت بالسيدة نرجس عبد الرزاق سعيد لتحدثنا قائلة: تأسس مركز خاتون زين لشؤون وقضايا المرأة الكردية سنة 2000 بهدف  تعريف المرأة بحقوقها وحل مشاكلها وذلك بتنظيم حملات التوعية الاجتماعية وإدراج مادة حقوق الإنسان في المقررات التعليمية وحث رجال الدين على التنديد بهذه الظواهر باعتبارها تتنافى مع التعاليم الإسلامية واستحداث المديرية العامة لمكافحة العنف ضد النساء وإيجاد الملاذات الآمنة للنساء المعنفات التي شكلت الشراكة الأولية بين حكومة الإقليم ومنظمات المجتمع المدني كمنظمة حماية المرأة وشخصيات ناشطة في مجال حقوق المرأة.وأضافت: لقد عملت مراكز المرأة على إقامة   وإعداد دورات تدريبية لتمكين المرأة بالعمل كالخياطة وتعليم الكومبيوتر فضلا عن وجود إذاعة خاصة بالمرأة تطرح من خلالها قضايا عديدة وفي جميع المجالات كالمشاكل الزوجية واستخدام العنف وكيفية اختيار الزوج وأيضاً قضايا صحية حيث يتم استضافة قضاة وطبيبات وباحثات إضافة لعلماء دين للإجابة عن الأسئلة وإيجاد الحلول لها كما تصدر مجلة شهرية خاصة بالمرأة  تدعو الى توعية وتثقيف المرأة.* هل هناك تجاوب من قبل النساء المعنفات؟-في بداية الأمر كان هناك إقبال قليل من قبل النساء ولكن بعدما زدنا من عملية التوعية والحملات الإعلامية زاد العدد فأخذت تأتي النساء المعنفات لرفع الدعاوى،وطرح قضاياهن، ففي حالة ان المشكلة قابلة للحل عن طريق المصالحة تقوم الباحثات الاجتماعيات بهذا الدور التصالحي وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، اما اذا كانت غير قابلة للحل او المصالحة، فيتم تحويلها الى مركز الشرطة حسب الموقع الجغرافي،وفي حالة حساسية بعض القضايا المتعلقة بالعنف المنزلي والأسري فيتم التحقيق في المديرية العامة وقد تم فتح الاتصال بشكل مباشر مع المجتمع عبر شبكات الاتصال للإخبار عن أية عملية عنف تحدث في المنطقة او الأحياء السكانية حيث يتم إرسال مفارز من الشرطة لمعالجة الأمر واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسبب في العنف ونقل المرأة المعنفة الى المستشفى لأخذ تقرير طبي وهناك تعاون كبير من المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني مع أجهزة حماية النساء.أما بشأن الدور الخاصة التي تحتضن النساء المعنفات فقالت: يلجأ الى هذه الدور النساء او الفتيات اللواتي يهددن بالقتل من قبل أسرهن، وتقوم هذه الدور باحتضانهن ومحاولة معالجة قضاياهن بشكل سلمي وتختلف فترة مكوث كل واحدة في هذه الدار بحسب نوع العنف والتهديد فالبعض منهن يبقين مدة شهر وأخريات يمكثن سنتين او أكثر.اما عما يشاع من تعرض بعض المعنفات الى حالات الاغتصاب من قبل المكلفين بحماية هذه الدور فقالت: سمعنا سابقا عن بعض حالات من الاغتصاب وما شابه ذلك وذلك يعود الى سوء اختيار المعنيين الا ان حكومة الإقليم اتخذت إجراءات حازمة بخصوص هؤلاء بمعاقبتهم اشد العقوبات، اما اليوم  فقد تغيرت الصورة و تعد الملاجئ او الملاذات الآمنة جزءا من الحلول القانونية والمدنية وتوصف بانها مراكز حماية وتأهيل عبر تفعيل دور الباحثين الاجتماعيين والخبراء .*ما هي الأسباب التي جعلت ظاهرة العنف تظهر بشكل واضح في إقليم كردستان؟ - لم يقتصر وجود العنف على  الإقليم فقط انما موجود في كل المجتمعات البشرية بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص سواء كان في الجنوب او الوسط او الشمال وهناك نساء في بغداد والمحافظات الجن