اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > متى تنهض جدارية "وطني" للفنان الكبير محمود صبري؟

متى تنهض جدارية "وطني" للفنان الكبير محمود صبري؟

نشر في: 21 يونيو, 2011: 08:18 م

فيصل لعيبي صاحي تتردد الأنباء عن نية أمانة   بغداد القيام بتكليف شركة إيطالية لصيانة نصب الحرية لفناننا الخالد جواد سليم، وهذا شيء مفرح، بعد أن تعرض هذا النصب العظيم الى إهمال متعمد وغير متعمد، من قبل سائر السلطات التي تعاقبت على الحكم بعد انقلاب 8 شباط الدموي عام 1963،
وهذا أيضاً يحسب لصالح أمانة بغداد، التي يبدو إنها أخذت تنتبه الى جمال بغداد وتحسين هيئتها العامة.لقد كان نصب الحرية، رمزاً لنضال شعبنا منذ بداية الحكم الوطني، وابتداءً من ثورة العشرين وحتى ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 المجيدة.ان هذا السِفر المجيد، الذي أبدعه جواد سليم، سيبقى مفخرة العراق الفنية ومأثرة ثورة تموز في المجال الثقافي والسياسي، حيث تضمن المفاهيم الأساسية للقيم الفكرية والاجتماعية لعراق ما بعد الثورة.لست بصدد شرح هذا المعلم الكبير، إذ قام من هو أجدر مني في تفسير مفاصله المختلفة، لكني أود الإشارة الى جدارية قد تم تكليف الفنان الكبير محمود صبري بتنفيذها، أيام ثورة تموز، وقد سمعت من بعض الأصدقاء، حول استعداد وتحمس السيد صابر العيساوي، أمين محافظة بغداد لإقامة هذه الجدارية في مكانها الذي خصص لها خلف جدارية  نصب الحرية نفسها منذ تلك الأيام، ولا تزال تلك المساحة متروكة ومهملة، بينما ترقد مخطوطات الجدارية في ملفات الفنان الكبير، الذي انتظر، حتى هذه اللحظة ما يقارب النصف قرن من الزمان. فهل  ستتكحل عيوننا بهذه الجدارية وعيون مواطني بغداد البهية وهي  في مكانها الطبيعي، الذي طال انتظاره لها؟تحكي هذه الجدارية نضال شعبنا وهي تكمل نصب الحرية وجدارية الثورة للكبير فائق حسن والتي تقع في ساحة الطيران، وتجمعهما ساحة التحرير، قلب بغداد النابض.صور الفنان محمود بأسلوب تعبيري مدهش وعميق الدلالة، مآسي عراقنا وقدم في جداريته مختلف فئات الشعب وقومياته وطبقاته المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية والسلام، فهناك الفلاحون والعمال والعرب من أبناء الجنوب والوسط والكرد وغيرهم،ملحمة فنية وتاريخية مذهلة.هنا تسمع قرع الطبول في يوم الحرية وأفراح الشعب بيوم الثورة، وهناك تشاهد الشهداء وهم يتساقطون أمام عسف السلطات الجائرة، هنا المرأة الجنوبية المناضلة التي تحزمت بعباءتها لتقف مع أخيها الرجل، لمواصلة الكفاح وهناك المثقف والمناضل وهو يصر على تحدي الطغيان. إنها ملحمة كبيرة عن صراع العراقيين مع كل أنواع البطش والاستبداد.مرة أخرى أدعو من بيده القدرة على اتخاذ الخطوة الجريئة في المباشرة في تنفيذ هذه الجدارية،  لتتكحل أيضاً، عينا فناننا الكبير محمود صبري وهو في الرابعة والثمانين من عمره المديد، المليء بالمفاخر الثقافية والوطنية المشهودة، حيث تصدر كوكبة الذين فضحوا مجازر 8/شباط عالمياً وكتب دراسته المهمة في تحليل الفاشية وأصولها الفكرية والاجتماعية التي كانت تزرع الرعب في ربوع عراقنا  آنذاك.كان محمود صبري ولا يزال واحداً من عمالقة الفن والثقافة العراقية وبطلاً من أبطال شعبنا البواسل، ووطنياً من طراز فريد، وتنفيذ النصب يعني أول ما يعني هو الوفاء لهذا الفنان الكبير، وهو في نفس الوقت تحقيق طفرة في إثراء فضاء بغداد بما يليق بها من مكانة ودور، منتظر لها في الأيام المقبلة.فهل ستبادر أمانة بغداد  ويقرر أمينها السيد صابر العيساوي المباشرة في تنفيذ بناء الجدارية، ويزيد من مساحة الإبداع، ويسجل بهذا موقفاً ستذكره له الأجيال القادمة ما حييت بغداد وأهلها، أهل السلام والمعرفة والجمال؟لندن في 18/6/2011

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram