ميسان /  رعد الرسام   "مجموعة من العمال السريلانكيين العاملين في إحدى الشركات العربية التي تنفذ مشروعا أسكانيا في جنوب مدينة العمارة حاولوا الانتحار بعد يأسهم من الحصول على رواتبهم لسنتين خلتا من الشركة" .  خبر مقتضب تناقلته بعض وسائل الإعلام قبل أيام ، بدورها "المدى "  حاولت الوقوف على تفاصيل الخبر
 فقامت بدءا بالاستفسار من رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس المحافظة  يسرى الساعدي  التي أكدت علمها بالخبر وجهلها بتفاصيله ، لكنها أبدت المساعدة عبر مهاتفة مدير مكتب حقوق الإنسان التابع لوزارة حقوق الإنسان في المحافظة  لتعلمنا إثر المكالمة  بوجود ملف خاص حول هذه القضية في الوزارة  ، و توجهنا لهناك والتقينا بالمدير أحمد ستوري ، الذي أطلعنا على تفاصيل المخاطبات الخاصة بالملف واتفقنا على زيارة موقع الحدث في اليوم التالي .شركات مفلسة  وهكذا قامت المدى بزيارة إلى موقع الشركة التي تقع في منطقة نائية ضمن ناحية الخير التابعة لقضاء المجر الكبير (45 كم جنوب مدينة العمارة ، مركز محافظة ميسان) برفقة فريق من مكتب حقوق الإنسان في المحافظة لنخرج بحصيلة من المعلومات مفادها ان الشركة تقع في منطقة نائية ، يعملون على قمة برج "خباطة" الخرسانة الشاهق، إذ تعصف رياح السموم في صيف حزيران اللاهب حتى تصل درجة الحرارة في الظل لأكثر من 45 درجة مئوية ، وعلى أثرها حاولت مجموعة من الحراس الأمنيين الأجانب قبل عدة ايام الانتحار شنقا بحبال أعدوها لهذا الهدف إثر شعورهم باليأس من الحصول على مستحقاتهم المتأخرة لدى إحدى شركات المقاولات اللبنانية المسماة ( شركة طلعت حسام الدين للمقاولات العامة ) التي تنفذ مشروع بناء 3 آلاف وحدة سكنية  لصالح وزارة إنعاش الأهوار ضمن ناحية نهر الخير ، هذا ما أفادنا به أحد المسؤولين من كادر الشركة في موقعها الميداني الذي رفض ذكر اسمه. مضيفا أن عدد الحراس الأمنيين يبلغ 41 فردا ، يتواجد 10 منهم في احد مواقع الشركة في المنطقة الخضراء ببغداد والباقي 31 يعملون هنا بصفة حراس أمنيين جلبتهم أحدى الشركات الأمنية عبر عقد مع شركة طلعت حسام الدين . وعن جنسياتهم أوضح أن 2 منهم من الهند و2  من بنغلاديش والبقية سريلانكيون. متابعا " قمنا إثر ذلك بالاتصال بالجهات الحكومية في ناحية الخير والمحافظة وقد حضر بعض المسؤولين واستطاعوا إقناع الحراس بالعدول عن الانتحار ووعدوهم بحل مشكلتهم  وتم منح كل حارس مبلغ 250 ألف دينار من المحافظة  مع إعطائهم  عدد من كارتات شحن رصيد لهواتفهم النقالة ليتصلوا بذويهم   ، والمشكلة الآن تتمثل بقيام مجموعة من هؤلاء بالاعتصام فوق وتحت برج الخباطة الخرسانية العائدة للمشروع مع إضراب قسم منهم عن الطعام منذ ثلاثة أيام وقد استطعنا أمس إقناعهم بتناول وجبة طعام واحدة كما قامت دائرة صحة ميسان بنقل أثنين منهم الى مستشفيات المحافظة لتلقي العلاج بعد أن ساءت أوضاعهم الصحية نتيجة الإضراب عن الطعام وتمت معالجتهم. وعن أسباب امتناع الشركة عن دفع مستحقات الحراس أوضح المسؤول إن أعمال الشركة توقفت قبل عدة أشهر بعد حصول تلكؤ في العمل وإننا نقوم الان بأعمال الجرد وتصفية الحسابات مع الجهات الحكومية ولا تملك الشركة في الوقت الراهن أموالا لدفع مستحقات الحراس !!محبطون من المماطلة بعدم دفع مرتباتهم  ما علمناه من المسؤولين هنا  أن المضربين عن الطعام  ليسوا عمالا بل حراس أمنيون تم  جلبهم بعد التعاقد بين الشركة المنفذة للمشروع مع إحدى الشركات الأمنية على أن تدفع الشركة المنفذة رواتبهم الشهرية ،ولكن ما حدث إن الشركة لم تدفع أجور هؤلاء الحراس إلا خلال الأشهر الأولى مع بقائهم يمارسون واجباتهم الأمنية في حماية الشركة طيلة سنتين قبل توقف أعمال الشركة التي تماطل بدفع مستحقاتهم خلال هذه المدة ما دفع الحراس للاعتصام ومن ثم الإضراب عن الطعام ومحاولة الانتحار . الحراس المعتصمون انقسموا الى مجموعتين :المجموعة الأولى في أعلى برج الخباطة المركزية  حيث أفترش 9 من الحراس السريلانكيين سطح البرج الفولاذي الساخن  واتقوا لهيب الشمس بقماشة خيمة معتصمين ومضربين عن الطعام منذ عدة ايام وقد علقوا في هيكل البرج مجموعة من اللافتات المكتوبة باللغة الانكليزية والعربية تعبر عن إحباطهم وشعورهم باليأس والمطالبة بحل مشكلتهم مع الشركة  جاء في بعضها ( أين وعودكم ؟ ) ( مر عامان على وعودكم ) ( نحن نستعد للموت ) كما قاموا بتعليق دمية  مشنوقة البسوها ملابس الحرس التي كانوا يرتدونها خلال عملهم هنا قي إشارة الى نيتهم الانتحار إن لم تحل مشكلتهم. أما المجموعة الثانية من الحراس فقد افترشوا  موقعا في أسفل مجمع الحزام الناقل للخباطة . وقد حاورت المدى بعض هؤلاء بوساطة أحد المترجمين حيث أكدوا  انهم  حاولوا الانتحار ومن ثم قاموا بالإضراب عن الطعام بعد ان ملوا وعود الشركة التي كانت تماطل في دفع رواتبهم منذ بداية عملهم معها قبل عامين ولم تدفع لهم خلال هذه المدة س