TOP

جريدة المدى > محليات > أزمة المياه تتفاقم في الانبار ووعود حكومية بإيجاد الحلول

أزمة المياه تتفاقم في الانبار ووعود حكومية بإيجاد الحلول

نشر في: 26 يونيو, 2011: 04:55 م

 متابعة/ المدىلمسافة كيلو مترين تقريبا تحمل ام محمد دلو ماء صغير على كتفها لتصل به الى منزلها في احدى قرى محافظة الانبار. فقريتها الصغيرة "المختار" احدى قرى الفلوجة تفتقر الى المياه الصالحة للشرب ما اضطر سكانها للجوء الى الآبار.
اذاعة العراق الحر التقت أم محمد وهي تقف في طابور طويل بانتظار وصول التيار الكهربائي لكي تملأ بالماء لتذهب به الى اطفالها. كيلومترات قليلة تفصل قرية المختار عن مدينة الفلوجة احدى اهم مدن الانبار، لكنك ما ان تدخل هذه القرية حتى ينتابك شعور بان السكان هنا مازالوا يعيشون في القرون الوسطى فلا كهرباء، ولا ماء ولا حياة مدنية، انها بالفعل منطقة منسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.الحاج عمر الدليمي وجاسم خلف تساءلا عن الوعود التي قطعها مسؤولون على انفسهم اثناء زيارتهم للقرية إبان الحملة الانتخابية العام الماضي .ليس سكان قرية المختار وحدهم من يعانون من انعدام المياه الصالحة للشرب، إذ ان 300 الف قروي، يعيشون حسب احصاءات منظمات غير حكومية في قرى محافظة الانبار التي تشكل ثلث مساحة العراق، محرومون من مياه الشرب.اما الحلول فلم تصل الى ما هو مطلوب. نائب رئيس مجلس محافظة الانبار سعدون شعلان اكد أن خطة اعادة الاعمار لهذا العام ستشمل انشاء مشاريع مياه جديدة في المناطق النائية ومنها قرية المختار.وكان خبراء ومتخصصون عراقيون أشاروا الى خطورة شحة المياه التي ستستمر في العراق إن لم تجد الحكومة الحلول المناسبة لها بعد مواصلة تركيا اقامة السدود وعدم سماعها للنداءات العراقية بضرورة زيادة كمية الماء في نهري دجلة والفرات داخل العراق ، فضلا عن الروافد التي كانت تدخل الاراضي العراقية من ايران والتي قامت هذه الأخيرة بغلقها ، فلم يعد هنالك من وجود للأنهار والماء على الجهة الشرقية.هذا التحذير يأتي متواصلا مع الآراء التي  راحت تشير الى ان العراق مقبل على سنين قد لا يجد فيها ماء صالحا للشرب ولا للزراعة ، بعد زيادة نسبة الملوحة وزيادة المياه الاسنة التي تنزل في هذين النهرين ، فضلا عن الروافد التي تدخل العراق من ايران والتي قامت ايران بغلقها وهو ما جعل المنطقة الشرقية من العراق بلا ماء   ما أدى إلى غياب الزراعة.يذكر ان وزير الدولة لشؤون الناطقية علي الدباغ كشف في وقت سابق عن ايقاف اتفاقية المياه مع تركيا لعدم التزام الاخيرة بحصص العراق من المياه واشار الخبراء إلى ضرورة توقيع اتفاقيات مع هذه الدول او ان تشمل كل اتفاقية على مختلف الأصعدة خاصة حول المياه.حيث يقول عون ذياب عبد الله مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية: سيكون هناك نقص حــــاد في الموارد المائية في العراق مـــع تردي نوعية مياه الفرات بعد استكمال تركيا مشاريعها الإروائية وكذلك قيام سوريا بتطوير مشاريعـــــها الاروائية، لــــذا تقـوم وزارة المــــوارد المائية عـــن طريق المركز الوطني لإدارة الموارد المائية  بتحديث الموازنة المائية للعراق وعلى ضوء نتائج دراسة  أعدت لهذا الغرض سيتم وضـــع السياسات الخاصة بإدارة واستثمار الموارد المائية والاراضي بالشكل الامثــل  علـى الصعيد الداخلي للعراق ،امـــا على الصعيد  الخارجي فإنه يتطلب التحرك الدبلوماسي وبصورة مكثفة مـــــــــع دول الجـوار (تركيا ,ايران و سوريا) لغرض الحصول على حقــوق العراق المائية المكتسبة والتوصل الى اتفاقيات ومعاهدات ثابتــة للوصول الــى قسمة عادلـــة للمياه تضمن تقليــــل الاضرار الناتجة من شحة المياه.في حين يرى الباحث الاقتصادي علي حسين : إن من اهم المشاكل التي ادت الى وجود شحَّة المياه بالعراق وجود السدود ومستودعات المياه في تركيا وسورية على مجرى نهري دجلة والفرات، ما يقلل من كَمية المياه الدَّاخلة للعراق عبر مَجرى هذَين النَّهرين، فتدنت مناسيبُ المياه في النَهرين اللذين ينحدران من البلدين المجاورين بأكثر من 60% على مدى عشرين عامًا الماضية، وان نسبة العَجْز في مياه الأنهار المُشتركة الواصلة إلى العراق من هذه الدُّول ستصل إلى أكثرَ من 33 بليون متر مكعب سنويًّا، بحلول عام 2015، إذا لم تتوصل الأطراف المعنية إلى اقتسامها في شكل عادل.من جهته اشار الاكاديمي عبد الحسين الحكيم الى انه حاليا نحن نتصور انه قد تقف تركيا امام مشروع (الكاب) والموضوع ينتهي ، ولكن باعتقادي على المدى البعيد الطويل قد تفكر ايضا في استغلال مياه اخرى زراعيا او لانتاج الكهرباء، ايران اكثر من 48 رافدا من الروافد التي كانت تدخل العراق اغلقتها، وحولت الى روافد ايرانية وحاليا ان لم يأتنا مطر وروافدنا الداخلية تمتلئ بهذه الامطار فهذه المناطق ستعاني مستقبلا معاناة كبيرة وحاليا نحن لدينا مثال محافظة ديالى التي انحسرت فيها الزراعة بشكل كبير لان نهر ديالى لم تأته الموارد المائية الكافية من اجل زراعة سليمة ، فالمياه المتوفرة في ديالى حاليا هي للشرب والبساتين فقط بالدرجة الاولى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

أزقة الموصل القديمة تتعرض لتخسفات ومنازل مهددة بالسقوط
محليات

أزقة الموصل القديمة تتعرض لتخسفات ومنازل مهددة بالسقوط

الموصل/ سيف الدين العبيدي تعاني أزقة الموصل القديمة، في الجانب الأيمن من المدينة، من تدهور كبير في بنيتها التحتية، التي ازدادت سوءاً خلال السنوات الأخيرة بعد معارك التحرير. هذه الأضرار طالت المنازل المبنية من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram