بغداد/ المدىأكد رئيس الجمهورية جلال طالباني جاهزية القوات العراقية لحفظ الأمن الداخلي، داعيا دول المنطقة إلى التعاون الوثيق لتعزيز قدرة تلك القوات على حماية الحدود ومنع تسلل المسلحين، فيما حذر من استغلال الجماعات المسلحة للتحولات التي تشهدها المنطقة لزعزعة الأمن وتأجيج العداءات القومية والدينية والمذهبية.
وقال طالباني خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في العاصمة الإيرانية طهران، إن "الإرهاب آفة عالمية أصبحت خطراً يهدد الجنس البشري ويقوض الاقتصاد العالمي ويعيق حوار الحضارات الذي صار شرطاً لابد منه في عالم غدا قرية كبيرة بفعل وسائل الاتصال الحديثة".وشدد على ضرورة "تشخيص دقيق للإرهاب من أجل القضاء عليه فضلا عن إزالة الحيف والإقرار بحقوق الإنسان واعتماد مبادئ الديمقراطية باعتبارها عوامل أساسية في محاصرة الفكر الإرهابي وإسقاط ذرائعه".ودعا طالباني إلى "تعبئة الشعوب ضد التطرف الذي يتبرقع أحيانا ببراقع دينية ويرتكب أبشع الجرائم باسم الدين"، مشيرا إلى أن "موجة الانتفاضات التي تشهدها المنطقة هي تعبير عن الرغبة في التغيير والحاجة إلى الإصلاح وتجسيد لطموح الشعوب بأن تكون صانعة مصيرها وشريكة في صياغة مستقبلها، كما إنها تعبير عن طموح كل مواطن إلى حياة كريمة تحفظ في ظلها حقوق الإنسان وتكفل حرياته".واستعرض طالباني في المؤتمر "معاناة العراق بسبب الإرهاب والدعم الخارجي له والذي جعله يقر دستورا يلزم فيه نفسه بان لا يكون منطلقا لأي تهديد إرهابي من أراضيه على جيرانه ودول العالم"، مؤكدا في الوقت نفسه على "جاهزية القوات العراقية لحفظ الأمن الداخلي".ودعا الرئيس إلى "التعاون الوثيق مع الدول لتعزيز قدرتها على حماية الحدود ومنع تسلل الإرهابيين وردع أي اعتداء محتمل".وحذرطالباني في ختام كلمته من حجم التحولات التي تشهدها المنطقة"، لافتا إلى أن "تحولات بهذا الحجم يمكن أن تخلق بؤر فراغ وعدم استقرار قد تسعى الزمر والعصابات الإرهابية إلى استغلالها لهدف زعزعة الأمن وتأجيج العداءات القومية والدينية والمذهبية والدفع نحو الاحتراب الأهلي". وكانت فعاليات المؤتمر‌الدولي لمكافحة الإرهاب الذي يستغرق يومين، قد بدأت، امس الاول، في وزارة الخارجية الإيرانية في العاصمة طهران، تحت شعار "العالم بدون إرهاب".وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فأن رؤساء جمهوريات ومسؤولين من 80 دولة في العالم ومندوبين عن منظمات دولية يشاركون في المؤتمر، لبحث الجذور والأبعاد المختلفة للإرهاب والتعاون الدولي ودور المنظمات الدولية والإقليمية في مكافحة الإرهاب وآراء الأديان بهذا الصدد.وأثار المؤتمر استغراب وحفيظة بعض السياسيين العراقيين، وفيما دعا قيادي كردستاني إيران إلى حل مشاكلها مع العراق أولا قبل أن تدعوه لحضور مؤتمر شكلي في طهران، أكدت القائمة العراقية أن المؤتمر بلا مصداقية لأن النظام الإيراني من اكبر الأنظمة الداعمة للإرهاب في العالم، في حين أعتبر قيادي في دولة القانون أن المؤتمر إعلامي 100%، كما أشار خبير في القاعدة إلى وجود الكثير من القرائن لاتهام طهران التي تحاول عبر المؤتمر نقل صورة مغايرة عنها. وكانت طهران استضافت مؤتمر"التحالف العالمي لمكافحة الإرهاب من أجل السلام العادل" يومي 15 و16 أيار الماضي والذي ناقش سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب على المستوى الدولي. يذكر أن أمين المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بهمن طاهريان مباركة وهو مستشار الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قال، في 12 حزيران الجاري، أن دراسة جذور وأبعاد الإرهاب المختلفة والتعاون الدولي في موضوع مكافحة الإرهاب وتعزيز سبل مكافحته وتناول وجهات نظر الأديان الإلهية حول ضرورة مكافحة الإرهاب من أهم المواضيع التي سيتناولها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عقد في طهران بمشاركة وفود من 80 بلداً ومنظمة دولية وإقليمية يومي 25 و26 حزيران الجاري.
طالباني: العراق قادر على حماية أمنه الداخلي.. وعلى الجيران مراقبة الحدود
نشر في: 26 يونيو, 2011: 05:15 م