متابعة/ المدىنظمت محافظة المثنى في المدينة الأثرية في الوركاء تظاهرة ثقافية كبيرة تحت مسمى "مهرجان أوروك الثقافي"، وتضمّن المهرجان معارض للصور الفوتوغرافية والبوستر السياسي وكتب لمؤلفين من المحافظة، بالإضافة الى عرض بعض القطع الأثرية وعرض للحرف الشعبية.
ومن داخل البيت الذي كان قد بناه المنقبون الألمان، انتقل الجمهور الى مكان أسفل الزقورة، حيث منصة جميلة صممها الفنان رائد الصراف أقيمت عليها احتفالية المهرجان، وشهدت ألقاء كلمات للنائب الأول للمحافظ، والنائب الأول لرئيس مجلس المحافظة، ومدير الآثار ورئيس لجنة الآثار في مجلس المحافظة الذي ربط بين "خمبابا" الوحش في ملحمة كلكامش والإرهاب والمفسدين الذين أبتلي العراق بهم، مشدداً على أن ضربات كلكامش تشبه ضربات أبناء العراق لسحق الإرهاب، وان خمبابا يعادله المفسدون والإرهابيون.الطفلة (شوق) في مهرجان أوروك الثقافيوبعد أن قدمت أناشيد تتغنى بأوروك لفرقة خالد بركات، قدمت نقابة الفنانين مسرحية أعدها وأخرجها فيصل جابر عوضا عن ترجمة طه باقر لملحمة كلكامش ليخلط الأحداث بوقائع معاصرة.ويقول الناطق باسم المحافظة أحمد المطوكي أن اليوم الثاني للمهرجان سيشهد قراءات شعرية لشعراء المحافظة، وعبر عن سعادته لنجاح اليوم الأول. من معرض الحرف الشعبية في مهرجان أوروك الثقافيوغاب عن افتتاح المهرجان المحافظ ورئيس مجلس المحافظة وأقتصر على عدد قليل من المسؤولين والإعلاميين وأبناء قرية آل توبة المحاذية للآثار، وكان يمكن أن يكون مهرجاناً ثقافياً وطنياً كبيراً لو أحسن إعداده.وكان سياح أجانب من جنسيات متعددة اقدموا منتصف الشهر الحالي على سرقة قطعة أثرية وتهشميها بعد زيارتهم آثار مدينة الوركاء في محافظة المثنى. وكشف مصدر مسؤول في الهيئة العامة للآثار والسياحة في المحافظة " أن عدداً من السياح الاجانب وصلوا إلى مدينة الوركاء الاثرية في محافظة المثنى برفقة حماية حكومية مزودين بكتاب معنون إلى هيئة آثار المثنى لتسهيل مهمتهم إلا أنهم لم يزوروا الهيئة نهائياً "وأوضح: "بعد دخولهم إلى المنطقة الاثرية عقب إبراز الكتاب إلى قوة حماية الأثار التي رافقتهم في الجولة، قام أحد رجال الحماية بتفتيش حقيبة أحد السائحين ليكتشف أنه قد قام بسرقة جرة أثرية كانت في المنطقة، وبعد مشادة كلامية قام السائح بإخراج تلك الجرة وتهشيمها بالأرض وسحقها بقدمه " وأضاف المصدر: " إن هذه العملية تعد إعتداءً واضحاً وسافراً من قبل السياح على تاريخ العراق ومكانة الوركاء المهمة في تاريخ الانسانية جمعاء " داعيا في الوقت ذاته "إلى ضرورة وجود موقف رسمي وشعبي أمام هذه الحالة التي توصف بالجريمة "وكان مدير مختبر الأبحاث في متحف برلين، ستيفن سايمون،افاد في وقت سابق إن 'سرقة الآثار تحدث كل يوم تقريبا، والسوق السوداء الخاصة بها تسهل على التجار عملية بيعها'.أوضح سايمون، خلال ورشة عمل عقدت باسم 'خطة الاستجابة لسرقة الآثار' التي أقامتها دائرة الآثار العامة أمس أن 'نحو 99% من الآثار المفقودة والمتداولة بين تجار الآثار أخذت بطريقة غير مشروعة'.وتأتي هذه الورشة في ضوء ما يشهده الوطن العربي من أحداث والمخاطر التي تهدد ممتلكاته الثقافية لتصبح مسألة حمايتها والمحافظة عليها من أهم الأولويات.وحضر الورشة، التي تقام على مدى يومين، مديرو وأمناء المتاحف والقائمون على حمايتها من الوطن العربي، وهي مخصصة لبحث مخاطر النهب والسرقة للممتلكات الثقافية، ووضع تصوّر لخطة عمل عملية لمنع سرقة ونهب الممتلكات الثقافية. وتعقد هذه الورشة تحت إطار البرنامج الثقافي الممول من قبل الاتحاد الأوروبي 'شاهد على الماضي: برنامج تعليمي للعامة ولخبراء التراث الحضاري بشأن التهريب غير القانوني للآثار'.الى ذلك، قال سايمون إن متحف برلين لا يُتم فحص أي قطعة آثار تصل إليه إلا في حال وجود سجل رسمي لهذه القطعة، الأمر الذي يصعب على تجار الآثار عملية البيع غير المشروعة.وتطرق سايمون، في الورشة الى السرقات التي تحدث أوقات الحروب وخاصة في العراق حيث تم نهب تاريخ البلد بسرقة مقتنيات متحف بغداد.وقال إن أكثر من 13.5 ألف قطعة آثار مفقودة في العراق، مشيرا الى أن في القانون العراقي توجد عقوبات شديد متعلقة بسرقة الآثار.من جانبه، قال العين عقل بلتاجي إن التراث أمانة في أعناقنا والامتلاك الشخصي له لا يجوز وإنما هو ملك للمواطنين كافة.أوضح بلتاجي أنه كما يوجد للإنسان حقوق فإن للتراث والآثار حقوقاً هي الأخرى وهي حق للأمة، لافتا الى أن تاريخ الأردن يمتد لنحو 12 ألف عام من عين غزال الى رأس العين.وطالب من يقتنون القطع الأثرية في بيوتهم بالقيام بتسجيل تلك القطع رسميا في وقت يستطيعون الاحتفاظ بها بشكل شرعي.
المثنى: "مهرجان أوروك الثقافي" تظاهرة كبيرة في المدينة التاريخية
نشر في: 27 يونيو, 2011: 05:28 م