بغداد/ متابعة المدىتحول موضوعُ انسحاب القوات الأمريكية من العراق المقرر نهاية العام الجاري، الى عنصر شدّ ٍ وجذب بين القوى السياسية التي لم تفصح حتى الآن عن موقف حاسم تجاه تمديد بقاء تلك القوات من عدمه،
ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة نوري المالكي قبل أسابيع انه لن يحدد موقفه من مسألة بقاء قوات أمريكية في العراق الا بعد أن تتفق الكتل السياسية على موقف وطني موحد، شدد نائب الرئيس العراقي والقيادي في ائتلاف العراقية طارق الهاشمي، في تصريحات لوكالة رويترز مؤخرا، على أن مسؤولية تحديد الحاجة لبقاء قوات أمريكية في العراق بعد عام 2011 من عدمه تقع على عاتق رئيس الوزراء نوري المالكي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، ونفى الهاشمي الحاجة الى عقد حوارات بين الكتل السياسية للبت في الأمر..باستثناء الكتلة الصدرية المعارضة لتواجد القوات الأمريكية، ومواقف بعض القياديين الكرد التي تدعم تمديد وجود تلك القوات في العراق، فان موضوع الانسحاب الأمريكي تحول الى كرة تتبادل القوى السياسية رميها في ملعب بعضها البعض. المتحدث باسم القائمة العراقية النائب شاكر كتاب اعترف بان إعطاء رأي بتمديد التواجد الأمريكي مسالة حساسة جدا وفيها مجازفة لأي طرف سياسي، فالجميع -بحسب كتاب في حديث لاذاعة العراق الحر - متخوفٌ من انعكاساتها وتحمل المسؤولية أمام الشعب العراقي، ويعتقد المتحدث باسم العراقية أن على رئيس الحكومة نوري المالكي، تقييم لقدرات القوات العراقية، وعرضه على القوى السياسية ليتسنى للأخيرة اتخاذ مواقفها، بشان الأمر.لكن النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد صيهود يلفت الى حساسية الموقف من قضية كالانسحاب الأمريكي، وتأثيره الوطني، بما لا يقبل معه اختزال القرار على كتلة واحدة، او شخص واحد حتى لو كان رئيس الحكومة، صيهود شدد في حديثه لاذاعة العراق الحر على ان تعطي جميع القوى المشاركة في الحكومة رأيها ولا تتنصل من المسؤولية بحسب تعبير صيهود الذي حذر من أن تمديد وجود القوات الأمريكية في العراق، سيعطي مبررات للجهات المقاوِمة لتصعيد المواجهة المسلحة، ما سينعكس سلبا على حياة العراقيين.من جهته ينتقد القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان القوى السياسية العراقية التي تعودت على الاختلاف فيما بينها والتنصل من المسؤولية، في القضايا المصيرية تحسبا من ردود الافعال المضادة بحسب عثمان الذي تمنى أن يتوصل اجتماع مرتقب لقادة الكتل السياسية يحضره القادة الامنيون، الى قرار موضوعي بخصوص استكمال انسحاب القوات الامريكية نهاية العام الحالي، أو الطلب بتمديد بقائها بحسب الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة.رئيس مجلس النواب القيادي في الكتلة العراقية أسامة النجيفي، ذكر خلال لقائه مؤخرا وفدا من "معهد الأميركي للسلام" أن أي قرار بشأن اتفاقية امنية جديدة مع الولايات المتحدة سيكون صعبا في ظل الوضع السياسي المعقد في البلاد، مشيرا الى أن هكذا قرار لن يعتمد على حاجة العراق فقط، وإنما على حاجة كل طرف سياسي لوجود القوات الأميركية من عدمه.ويشخص معاون عميد كلية العلوم السياسية بجامعة تستغل ورقة الانسحاب الأمريكي كوسيلة ضغط متبادلة، من اجل الحصول على مكاسب سياسية وانتخابية. وهو يخشى من مواقف أغلب تلك القوى لا تستند الى قراءة موضوعية تأخذ بالحسبان المصالح العليا للبلاد ومستقبلها.
وجود القوات الأميركية يتحوّل الى ورقة ضغط سياسي
نشر في: 28 يونيو, 2011: 05:53 م