حازم مبيضين من المؤكد أن الثوار الليبيين الذين يقاتلون طلباً للحرية والتخلص من نظام العقيد المهووس بجمع الألقاب ليسوا هواة حرب والمؤكد أن كتائب القذافي هي من أجبرتهم على حمل السلاح دفاعاً عن أرواحهم ولم يكن منطقياً أن يتلقوا الضربات بمجرد إطلاق هتافات تطالب بتنحي ملك ملوك إفريقيا ومغادرته موقع الزعامة الذي يشغله بغير جدارة
منذ أكثر من أربعين عاماً مطلقاً مشاريعه الوهمية. ومؤكد جداً أن الثوار مستعدون لوقف القتال إذا ما تنحى ومستعدون للدخول في مرحلة مفاوضات حتى مع المسؤولين الذين ما يزالون حول عقيد آخر زمن.لايعني هذا الاستعداد للتفاوض أن الوضع العسكري بالنسبة لمناوئي العقيد سيئ فقواتهم تتقدم من كل الجهات، وباتت إمكانية سقوط طرابلس بين أيديهم واضحة وجلية وليس بينهم من يفكر بالتراجع وهم يدركون أن حصر القذافي في محيط العاصمة سيدفعه للتنازل خصوصاً وهو يعيش اليوم معزولاً في ملجئه وغير قادر على التنقل، وهو لم يعتد هذه الطريقة في الحياة, والمهم عملياً أن يظل الثوار مستعدين لكل الاحتمالات سواء جاء الحل سياسياً أو عسكرياً، على أن يكون عنوان هذا الحل رحيل القذافي.بالتزامن مع تصاعد وتيرة العمليات القتالية على الأرض تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار بشكل فوري, والسماح بوصول فرق الإغاثة الإنسانية, لكن ذلك يجب أن يرتبط ببدء عملية انتقالية تتضمن إجراء انتخابات ديموقراطية بإشراف دولي تنقل البلاد إلى دولة مدنية ليس فيها متسع لدكتاتور يحكم طول العمر ويورث السلطة من بعده لأولاده, وإذا كان مفهوما القلق المصري من التصعيد القتالي بعد تلقي الثوار مساعدات عسكرية من فرنسا فان جهود القاهرة التي تنصب على البحث عن حل سلمي مفهومة أيضاً لكنها يجب أن تبدأ بالاتصال بالقذافي لإقناعه بترك السلطة هو وأولاده والسماح للشعب الليبي باختيار حكومته.نتابع ما يجري في قمة الاتحاد الإفريقي ونلاحظ الغياب العربي ونعترف بضرورة منح الدبلوماسية دوراً لتؤديه وبضرورة إفساح المجال أمام حل سياسي بهدف وقف الخسائر في صفوف المدنيين, لكن ذلك كله يجب أن يكون مقدمة لرحيل القذافي وخاتمة لسنوات تحكمه في مصائر الشعب الليبي, وبدون الدخول في التفاصيل التي تقود إلى تفاصيل يتدخل فيها سيف الإسلام وعائشة وما لا نعرف من أبناء القذافي, فان التفاوض يجب أن ينصب على كيفية رحيل الرجل وليس إن كان ممكناً أن يشارك في صياغة الوجه الجديد للبلاد, فقد انتهى دوره منذ أطلقت كتائبه أول طلقة ضد الشعب الأعزل وفي اللحظة التي سقط فيها أول شهداء ثورة الحرية.نتجاوز عن الأوصاف التي أطلقتها عائشة على والدها حين قالت إنه رمز ومرشد وسألت أين تريدون منه الذهاب كما نتجاوز عن وصفها الثوار بأنهم شياطين ولسنا بصدد مقولتها بأن النزاع وحد عائلتها، ولا نفيها وجود أي انقسام أو خلاف بين أفراد العائلة الحاكمة, وفقط نريد أن يتذكر الجميع أن العقيد انتهى من حياة الليبيين مرةً واحدةً وإلى الأبد.
القذافي انتهى والثوار ليسوا هواة حروب

نشر في: 1 يوليو, 2011: 08:41 م







