TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الأقاليم والدستور ومخاوف البعض

الأقاليم والدستور ومخاوف البعض

نشر في: 2 يوليو, 2011: 05:35 م

إيمان محسن جاسم كيف يمكن أن ننظر لتصريحات أسامة النجيفي حول الدعوة لإقامة إقليم للسُنة العرب في العراق ؟ وهل يمثل هذا طموح العرب السُنة ؟ البعض من المراقبين للحدث السياسي في العراق أعلن استغرابه من هذه التصريحات وربما تفاجأ بها،ولم يدرك هؤلاء بأن الصراع بين القوى السياسية في البلد وصل لمرحلة كشف الأوراق بما فيها الأوراق
 التي احترقت ومنها الورقة الطائفية التي دائماً ما كان البعض يستخدمها كلما اقتضت مصلحته الشخصية ، وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مسألة الأقاليم وفق عناوين طائفية حيث سبق وأن طرح مشروع فدرالية الجنوب ولم يجد صدى له في الشارع الشيعي بصورة خاصة والشارع العراقي بصورة عامة،وتكررت الحالة ثانية في إقليم البصرة الذي رفضه أبناء البصرة رفضا يدلل على تمسكهم بوحدة العراق .وبالتأكيد فإن تصريحات النجيفي وهو يشغل منصب رئيس مجلس النواب وهو أعلى سلطة تشريعية في البلد، تمثل هذه التصريحات  ابتعادا عن قيمة المنصب السيادي الذي يشغله ومن واجبه الحفاظ على وحدة العراق ودستوره أولاً،وثانيا تكشف عن حقيقة مهمة تتمثل بأن البعض ما زال لا يجد نفسه سوى في حدود طائفته أو منطقته على الرغم من أنه يشغل منصباً سيادياً مهماً وحيوياً،والأهم من هذا وذلك فإن تصريحاته الأخيرة تتناقض كلياً مع ما قاله أمام الشعب العراقي في جلسة البرلمان الأولى والتي شهدت انتخاب رئيس للمجلس ونواب له ورئيس للجمهورية عندما انسحبت القائمة العراقية وبقي هو لكونه يمثل العراقيين وليس القائمة العراقية كما قال في قاعة البرلمان .لكنني اليوم أجد بأن تصريحاته جاءت بتوقيتات لا يتمناها أي سياسي بل لا يحلم بها حتى أعداء الديمقراطية في العراق من حيث إنها توحي ليس للعراقيين فقط بل حتى للأمريكان والرأي العام العالمي بأن التناحر الطائفي ما زال موجوداً على الأقل في العقلية السياسية العراقية وصُناع القرار في البلد الذين ما زال بعضهم كما قلنا لا يستطيع أن يجد نفسه خارج إطار حدود الطائفة أو المنطقة الجغرافية التي يقطنها أو يمثلها .والعزف على وتر الأقاليم بلغة التهديد يمثل هو الآخر عدم استيعاب للدستور العراقي وأظن بل أجزم بأن الكثير من سياسيي البلد لا يعرفون بأن الدستور شجع على إقامة الأقاليم بآليات دستورية معروفة للجميع،وفكرة الأقاليم ليست خروجاً عن الدستور إن لم تكن تهدف لتقسيم العراق وفق مسميات فرعية وهويات طائفية .لهذا فإن تصريحات السيد النجيفي لا تعدو كونها مجرد تصريحات الغاية منها صناعة أزمة أو الخروج من أزمة التجاذبات السياسية بين دولة القانون والعراقية التي أخذت أبعاداً طائفية أكثر مما هي سياسية أو اختلافات في وجهات النظر . ومع أن هذه التصريحات تم استنكارها من قبل محافظات وشخصيات عديدة سواء في الأنباراو صلاح الدين أو نينوى أو حتى من قبل أعضاء في القائمة العراقية وبالتالي فإنها لا تمثل سوى رأي النجيفي ولا يمكن أن تكون ذات خطورة كالتي يتصورها البعض بحكم أن لا تأثير ملموساً للسيد أسامة النجيفي في الشارع ( السُني العراقي ) لكونه في أي حال من الأحوال لا يمثل السُنة ولا يمكن أن يمثلهم .لهذا أجد بأن اختيار هذا التوقيت للإدلاء بهكذا تصريحات يراد منه الإبقاء على القوات الأمريكية في البلد ، خاصة وإن هذا التصريحات تعبر بشكل أو بآخر عن مخاوف عديدة تنتاب الكثير من المشاركين بالعملية السياسية في البلد من انفراد فئة معينة أو حزب معين بالسلطة في حال انسحاب الأمريكان،أو على أقل احتمال السعي لتشكيل حكومة أغلبية سياسية  تبتعد كثيراً عن مفهوم المحاصصة الطائفية التي أوصلت من أوصلتهم للسلطة  لكونهم يمثلون هذه الفئة أو تلك .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram