إحسان شمران الياسري تتحدث الأنباء عن موسم حصاد وفير هذهِ السنة، وتصطف الشاحنات طويلاً بانتظار تفريغ حمولتها في صوامع الحبوب. وموسم الحصاد للعراقيين، ولكل الأمم، هو موسم الحياة والرخاء، أو موسم القحط إن سارت مشيئة الله بهذا الاتجاه. ولمّا دبّر رب العزة أن يُصيب مصر القحط، دبّر معها وجود نبيّ يخطّط لمواجهة هذا القحط، ويوفر أسباب اجتياز المحنة الكبرى التي كانت ستقضي على أمة بكاملها.
ومن يومها، وقصة سيدنا (يوسف) عليه السلام، تتردد في آفاق البشرية، وفي صميم عقلها التوثيقي الذي أرّخ لقصة المنهج العلمي في مواجهة الأزمات. ودون الإطالة في هذهِ المقدمة، تتحدث أنباء أخرى عن حصول خرق في عمليات تسويق الحنطة نأمل أن لا تكون صحيحة، وإنها محض افتراءات تهدف إلى إشغالنا عن فرحتنا بهذا الموسـم الجيد.. ومع ذلك، يتطلـب الأمر إثـارة الانتبــاه لها، ومواجهـة أمثالهـا مسـتقبلاً. يقــول (غير الثُقاة) إن بعض الحنطة التي تم تسويقها للصوامع، هي الحنطة التي تسلمتها بعض المطاحن لغرض طحنها، فعادت لتسويقها إلى الدولة للحصول على فروقات الأسعار الكبيرة.. وإن المطاحن (إياها) قامت بشراء الطحين من الأسواق المحلية وسلمته للجماهير (الكادحة).. ومثل تلك الأفعال (الشيطانية) يمكن أن تنطلي على مؤسسات الدولة ولن يسعها اكتشافها إلا من خلال تواتر الأنباء.. فإذا كان شيء من هذا حصل على أضيق نطاق، فهو مؤشر على تدني الضمير الذي أباح لنفسه هذا، وهو مؤشر أيضاً على نقص المعلومات لدى مؤسسات الدولة ذات الصلة.. فلو كانت المساحة التي زرعها الفلاح قد تم إحصاؤها من قبل دائرة الزراعة، وتم تقدير معدل غلة الدونم لها بشكل معقول، وتم إرسال قاعـدة المعلومات إلى الجهة التي تتسـلم الحاصل، فإن فلاحاً له (50) دونماً، بمعـدل غلّة (نصف طن) للدونم، لا يمكن أن يسوّق (100) طن، إلا إذا كان هناك تلاعب في الموضوع.. فإذا كانت القضية عن آلاف الأطنان، فالأمر لا يخلو من نقص في الرَشادة والحكمة في إدارة معلومات الموسم الزراعي..على أية حال.. أرجو أن تكون تلك المعلومات غير دقيقة، أو على نطاق ضيق لا يؤثر على فرحتنا بالموسم الحالي. وأرجو أيضاً أن تُدقّق الجهات ذات الصلة بتلك الادعاءات وتتأكد من بطلانها بعون الله تعالى.
على هامش الصراحة :تسويق الحنطة
نشر في: 2 يوليو, 2011: 05:36 م