عن: نيويورك تايمز في الظلام وهم يرتدون السواد، يتجول فدائيو العمليات الخاصة الاميركان والعراقيون في إحدى مناطق بغداد المكتظة ويقتربون من منزل يعتقدون انه مخبأ لأثنين من الأشقاء المتهمين بتنفيذ عمليات اغتيال وهجمات بعبوات ناسفة.وبينما يفجر العراقيون باب المنزل،
يتعالى الصراخ وصوت تهشم الزجاج ليخترق سكون الليل. أما الاميركان – الذين كانوا يقومون بهذه المهمة على مدى السنوات الماضية – فكانوا ينتظرون في الخارج حتى تم تأمين المنزل.بعد انتهاء الغارة، قال عريف اميركي، طلب ذكر رتبته فقط التزاما بالضوابط التي تمنع تحدث القوات الخاصة مع المراسلين، بان الشيء المهم هو إن العراقيين هم الذين يقودون هذه العملية. إلا أن القادة العراقيين والاميركان قلقون من أن تسلم المهام العسكرية قد تكون له مخاطر الآن بسبب انسحاب الاميركان هذا العام بموجب الاتفاقية بين البلدين.يقول الاميركان إن قوات العمليات الخاصة العراقية، التي تضم الطوائف والأعراق كافة في البلاد، هي أكثر اقتدارا من الجيش العراقي وقد تكون حاسمة في منع اندلاع حرب أهلية طائفية. رغم إن القليل من السياسيين العراقيين يعلنون حاجتهم إلى المساعدة الاميركية بشكل علني، فان الجنود العراقيين يقولون بان القطعات الاميركية يجب أن تبقى مدة أطول للاستمرار بالتدريب وتقديم المشورة.يقول العميد فاضل البرواري، قائد قوات العمليات الخاصة العراقية، "نحن بحاجة إلى بقاء الاميركان لأننا لا نستطيع السيطرة على حدودنا". يشكل الفدائيون نسيجا منسجما حيث العلاقات بين العراقيين والاميركان قوية جدا ويقومون بدوريات مشتركة. يقول الكولونيل سكوت براور، قائد قوات العمليات الخاصة المشتركة في شبه الجزيرة العربية، "نأمل الحفاظ على علاقة قوية بعد أن قضينا ثماني سنوات في العراق ونحن نتشارك في الدم والعرق و الدموع ونموت إلى جانب بعضنا البعض".لقد نصح القادة العسكريون العراقيون رئيس الوزراء نوري المالكي بضرورة طلب بقاء بعض القوات الاميركية، وقال المسؤولون الاميركان بأنهم سيوافقون على مثل هذا الطلب. ورغم إعلان انتهاء القتال رسميا، فلازالت وحدات العمليات الخاصة تنظر إلى العراق على انه ميدان حرب. يقول احد ضباط القوات الخاصة الاميركان "ما دام المقاتل يعبئ سلاحه و يخرج في منتصف الليل بطائرة هليكوبتر فانه في حالة حرب، رغم انخفاض نسبة المخاطر بشكل كبير".وبينما كان الضابط يتحدث في قاعدة النصر قرب مطار بغداد، أقلعت عدة طائرات هليكوبتر أميركية وهي تنقل فريقا من القوات الخاصة العراقية والأميركية، في طريقهم إلى اعتقال احد المسلحين المتهمين بإطلاق صواريخ على قاعدة أميركية.في الغارة الليلية المنظمة لاعتقال الشقيقين، لم يعثر الفدائيون على المطلوبين، لكنهم في معظم غاراتهم ينجحون في القبض على المتهمين، ومن النادر أن يستخدموا النيران في هذه العمليات. هناك حوالي ستة مقاتلين عراقيين مقابل اميركي واحد في كل مهمة، يرتدون جميعا نفس البدلات السوداء. بعد أن تم تأمين المنزل صعد عدد من أعضاء الفريق إلى السطح، حيث بحث احدهم عن المتفجرات في المخزن العلوي، أما الباقون فكانوا يراقبون سطوح المنازل المجاورة.كان هناك احد عشر شخصا من سكان المنزل ما عدا المشتبه بهما.وعند سؤالهم عن المشتبه بهم، كل منهم أجاب جوابا مختلفا عن الآخر. وأخيرا خاطب الضابط الاميركي المسؤول فريقه "لا بأس بكم في هذه الليلة". ترجمة عبدالخالق علي
القوات الخاصة الأميركية: العراق لا يزال في حالة حرب

نشر في: 3 يوليو, 2011: 08:40 م









