حاورته في أربيل: ماجدة محسن يرى الاديب والشاعر الكردي دلشاد عبدالله ، أنّ العلاقة بين الادب الكردي والعربي ليست علاقة بين أدبين لقوميتين مختلفتين ، بقدر ما هي علاقة تتعلق بالمشاعر والمواقف ، اذ يجمع الطرفين تاريخ طويل من المعاناة والهموم المشتركة،
معاتباً الأدباء العرب العراقيين لعدم إلمامهم بالأدب الكردي ، في الوقت الذي ليس هناك فيه أديب كردي واحد لم يقرأ اكثـر من عشرين ديوانا لشعراء عرب ، مشيراً إلى ان هناك منطقة تتراجع فيها القوميات أمام الهموم الشعرية الإنسانية وحسب . وأشار عبد الله الى وجود عامين مؤثرين في حياته هما 1974و1978 و أن الواقع الثقافي في العراق عموماً يستحق الرثاء ، ملمّحاً إلى غياب النقد الاكاديمي والاهتمام بالإبداع والمبدعين، بالرغم من وفرة المطبوعات الثقافية ، وحرية النشر. جاء ذلك في الحوار الذي أجريناه مع الشاعر دلشاد عبد الله في أربيل .rn*كيف استسلمت أول مرة لغواية الشعر ؟ ومن استهواك من الشعراء الكبار؟- بدأت كتابة الشعرحين كنت طالباً في المرحلة الإعدادية ، وفي هذه المرحلة رحت أقرأ دواوين الشعراء الكلاسيكيين الكرد وكنت أحفظ ما اقرأه، وبعد ذلك بدأت بقراءة للشعراء العرب ، بدر شاكر السياب وبالاخص ديوانه أنشودة المطر ، ثم قرأت للجيل الثاني من الشعراء ، أامثال حسب الشيخ جعفر، وفاضل العزاوي ، وصلاح فايق وجماعة مجلة شعر. وفي أواسط السبعينيات قرأت لتوفيق الصايغ وأدونيس الذي أعجبت كثيراً بديوانه "مفرد بصيغة الجمع" .rn* تبلورت شخصيتك الادبية في الثمانينيات من القرن الماضي، ماالذي حدث في تلك الفترة؟-خلال مرحلة الثمانينيات أعدت قراءة التراث الكردي ، فوجدت فيه أشياء غريبة وبالأخص في مجال اللغة والخيال الخصب للشعب الذي أبدع أروع القصص،ثم قرأت ماترجم الى العربية من أعمال لوركا، ومايكوفسكي. وتعرفت على قصائد تي اس إليوت ، وبالأخص رائعته أرض الخراب التي فتحت امامي آفاقاً جديدة للقراءة والكتابة ، ثم قرأت لجيمس فريزر، وسقوط الحضارة الاوربية لشبلنغر، وبعض اعمال يونغ.rn*وما هي مرجعياتك الشعرية والأدبية ؟-مرجعياتي متشعبة ، كنت ميالاً لليسار ، وكنت ومازلت مع الجديد ،إلا ان هذا لايمنعني من قراءة التراث الكلاسيكي الكردي وامامي الآن ديوان الشاعر كوران ، ودواوين اُخر لشعراء كلاسيكيين .rn*صدر لك حتى الآن 16 كتاباً بعضها قصائد طويلة وأخرى قصيرة ، هل تهتم بتنوع قصائدك أم ان لحظة الإلهام هي التي تملي عليك ما تكتب ؟-أنا أهتم كثيراً بالتنوع في الكتابة ، ولي قصائد مكونة من ديوان كامل ، وأخرى من سطر واحد أو سطرين .rn*ما هي القصيدة التي لم تكتبها بعد؟-القصيدة التي لم أكتبها بعد هي الحلم.rn*ما هي مشاريعك المستقبلية ؟-كتبت الجزء الاول من كتاب (به فرموك) أي الثلوج الناعمة ، وهو بين المذكرات والرؤيا عن تجربة الطفولة ، وبعضاً من تجارب مرحلة الشباب وتصوراتي في تلك المرحلة ، وفي نيتي كتابة الجزء الثاني من الكتاب .أما في مجال الشعر فأنا أكتب دوماً ومنذ عام 2000 وأنا أصدر ديواناً كل عام ،وديواني الجديد تحت الطبع.rn*هل كتبت للمسرح ؟-منذ أكثر من عشرين عاما ، أي في الثمانينيات من القرن الماضي، كتبت نصا مسرحيا ، ومنذ تلك المرحلة ، وأنا أميل إلى قراءة المسرح وفي النية كتابة بعض النصوص المسرحية.rn *هل أنت راض عن أعمالك الأدبية ؟ - لست راضيا عن نفسي وكل ماكتبته متواضع، إلا ان المسألة الجوهرية هي انني املك اللغة الخاصة بي .انا ناقد دائم لنفسي أقرأ دوما وبعد كل تجربة أعود لأقيم ما كتبته ، وأرصد الخلل فيه،الأمر الذي وفر لي العديد من الكتب والمصادر . فعلى سبيل المثال قصيدة (ليالي آميتا بطول بابل ) التي تدور حول علاقة الجسد والارض في الحب والسلطة ،وعلاقة الشعوب في هذا الشرق الملهم ، والتاريخ والجسد . قرأت مرة اخرى الاناشيد البابلية والحكايا الميدية ، والقصص المتوفرة عن الآلهة السومرية ، وشخصية سميراميس، والتفاصيل الحياتية للملك سنحاريب. وحين كتبت قصيدة عن (فقي طيران) الشاعر الكردي الذي عاش في القرن السابع عشر ، قرأت عن الطيور وطباعها وحياتها.rn*وماذا تعني لك القصيدة ؟- أنا لا أتعامل مع القصيدة بشكل عشوائي فهي بالنسبة لي نوع من التأسيس والبحث والكشف .rn*وماذا يعني لك الشعر ؟ -الشعر نوع من الدين الحيران ، يعبد فيه الإنسان ، حتى الإله يسجد للإنسان فيه،لاشيء غير الحب ،حتى الموت فيه هو الوجه الثاني للحب ،الكلمة سيدة الكائنات الشعر صبح الوجود ، وكلما طال الليل ، كان الصباح أجمل.rn*وكيف تّقيم العلاقة بين الادب الكردي والعربي ، هل تعتقد ان ثمة فجوة بين الأدبين ؟- إن علاقة الأدبين الكردي والعربي ليست علاقة ادبية بين قوميتين مختلفتين ، بقدر ماهي علاقة مشاعر ومواقف ، إلا إني اعتب على الادباء العراقيين العرب لعدم إلمامهم بالأدب الكردي ، في الوقت الذي لانجد اديبا كرديا واحدا لم يقرأ اكثر من عشرين ديوانا لشعراء عرب ، وعتابي هو عتاب
الشاعر دلشاد عبد الله:العلاقة بين الأدب العربي والكردي تتعلّق بالمشاعر والمواقف
نشر في: 4 يوليو, 2011: 05:42 م