اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > محمد أركون.. مراثي العقلانية وأنسنة التأويل

محمد أركون.. مراثي العقلانية وأنسنة التأويل

نشر في: 5 يوليو, 2011: 05:14 م

علي حسن الفواز قد يبدو الحديث عن العقلانية العربية الإسلامية بأنه نوع من الرثاء العلني لما تداعى من عقلانية الخطاب السياسي الذي اسهم في تغريب السؤال العقلاني، مثلما اسهم في عطالة المؤسسة العقلانية، مقابل ما استشرى في العقود الاخيرة من تنام خطير لنزعات وتوجهات وضعت الخطاب العقلاني الإسلامي وسط  فضاء عارم من التقاطعات التي استشرت فيها نزعات التفكير والغلو والعدمية، والتي افترضت إعادة فحص الجهاز المفاهيمي للاتجاهات العقلانية
 التي فقدت قدرتها الاستعمالية واتجاهاتها التقويمية. من هذا المنطلق نضع كتابات محمد أركون الأخيرة بمثابة الباعث على اثارة المزيد من الاسئلة المفارقة، خاصة ما يتعلق بإشكالات التعاطي مع التاريخ والنص والتأويل، والذي كان يسعى من خلاله الى انسنة الاتجاه العقلي من خلال انسنة انماط التفكير، وانسنة البنى المؤسسية الحافظة لشرعة التفكير وقوتها وبواعث مصادرها التي تواجه ازمات الخطاب السياسي الغارق في مثيولوجياته، والاغترابي عن واقع بات سريع التغاير، ومفتوحاً على صراعات عميقة تلامس الهوية والمعنى واللغة والنص، ولعل  ازمة مواجهة تداعيات مابعد الحادي عشر من ايلول 2001، ومالحقها من صراعات وحروب بدأت باسقاط نظام طالبان الاسلاموي، واحتلال العراق، وليس انتهاء بعاصفة الصراعات التي تعيشها العلاقات والحوارات بين الحضارات والثقافات، والتي تمثل في اساسها الرهان على قوة العقلانية وعمق اتجاهاتها في مواجهة ازمة اللاعقلانية التي باتت تفرضها الكثير من الجماعات على معطى الأفكار.. إزاء اتساع ظاهرة الصراع والجدل، وانهيار نماذج التفكير التقليدي، تنطلق الكثير من الرؤى المغايرة ازاء مايجري في الواقع العربي الإسلامي، والتي تمثل منطلقا للحديث عن سمات مفارقة لانهيار انماط الحكم القديم، اذ بدأت تتصاعد اتجاهات تختط فيها الطروحات والشعارات الثورية غير واضحة المعالم والتي تستعير الكثير من متون الخطاب الاسلاموي، مع الكثير من النزعات المسكونة باللاعقلانية، والتي تروّج لأنماط من ثقافات مغايرة، اذ تستدعي مراجعة اتجاهات الثقافة العقلانية التي كانت تستشرف فكرة الوعي بالحقوق والحريات، في سياق البحث عن خطوط مراجعة لقراءة مايجري حولنا، ومن هنا فان إعادة قراءة ملفات  الباحث العقلاني الراحل  محمد أركون تمثل وجها اكثر اشراقا لاستقراء سمات  الوجوه الباعثة على إنتاج المزيد من الأسئلة، والدافعة نحو اثارة المزيد من الاشكالات التي تخص ظواهر قراءة الفكر الإسلامي، وأزمات اشتغالاته على مستوى النص والسنّة وعلم الكلام والتاريخ والعقل، اذ تضعنا تلك الأسئلة ودافعيتها أمام مواجهة ما يتداعى منها من معطيات باتت هي خط المواجهة إزاء صعود خطاب الاسلام السياسي واصوليات الغلو عند بعض اتجاهات التفكير الديني بنزعاتها المؤدلجة، وبعض طرائقها الدوغمائية، والتي باتت تبحث لها عن مواقع ومهيمنات في البيئات السياسية والحزبية العربية، مثلما باتت في الموقع المهدد لقيم الثقافات المدنية القرينة بشيوع ظواهر التنوع والتعدد في المجتمعات العربية والاسلامية، بما فيها التعدد والتنوع الاثني والطائفي، فضلا عن التنوع والاختلاف في النظر الى  قضايا  النص الديني  والتراث ومفاهيم الدولة والشرع والتأويل ومستويات النظر الى ما يشتبك معها اشكاليا في اطار النظر الى اركولوجيا المقدس في الفكر والتابو في الحلال والحرام والدنس والجنس وغيرها. كتاب(الأنسنة والتأويل في فكر محمد أركون)لمؤلفه الباحث الجزائري كحيل مصطفى، والصادر حديثا عن منشورات الدار العربية ناشرون ومنشورات اختلاف- الجزائر، يمثل واحدا من هذه المراجعات، لانه يتضمن جملة من المقاربات المعرفية التي تعالج بعض مضامين ألاتجاهات الإنسانية في الخطاب العقلاني التنويري والتعاطي مع  تصوراته وتعقيداته المفاهيمية، مثلما يسعى اساسا الى التعريف بالمناهج التي اشتغل عليها اركون بدءا من اللسانيات والانثربولوجيا، وانتهاء بتوظيفه الإجرائي لاركولوجيا فوكو(في تحليل الأفق المعرفي والابستمولوجي لمجال بحثه الخاص وهو الاسلامولوجيا) كما يقول د.علاء مهيبل، فضلا عن استشرافه لطروحات الاستشراق عبر تبنيه النزعة الاستشراقية المنهجية وطروحاتها الاشكالية، والتي اجتهد فيها أركون من خلال توظيفه لمفاهيم نقد الموروث الاستشراقي، وكذلك اكتناه محمولاتها على مستوى ما يؤسس له هذا الفكر من معطيات وعلائق وابستميات، اذ كثيرا ما لجأ إليها اركون في قراءاته المنهجية التي يتموضع فيها داخل الفكر الغربي لما يسميه بـ(الاسلامولوجيا) والتي يدخل النص الديني القرآني في سياقها، فضلا عن مكاشفاته لتجليات المسكوت عنه في العديد من مظاهر الانسداد المعرفي التي وقفت ازاء اشتغالات طروحات(الاسلاميات الكلاسيكية)، تلك التي قادته لاستكشاف العديد من الفاعليات السردية الحاضنة للتخيلات والاسطرة والمرواتية الشفاهية، وكذلك تمثله الى جوانب معرفية تحيله الى اجراءات نقدية، كثيرا ما كان يعمد اليها اركون ازاء مواجهته لمضمون النزعات المغالية والمتطرفة للذهنية الاسلاموية التقليدية التي تحاول ان تضع مقصدية أنسنتها وشرعنتها على وفق ظاهر النص، وعلى وفق قراءاته الراديكالية الفقهية التي تتمثل الى مرجعيات قوة الإجماع..أركون يضع نفسه دائما في سياق توصيفي لظاهرة المثقف النقدي الذي ي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram