 الموصل/ نوزت شمدين ناقش مجلس محافظة نينوى المسودة الثانية لمشروع قانون يلزم طالبي الزواج في نينوى بإجراء الفحص الخاص بمرض الثلاسيميا، وأكد نائب رئيس مجلس المحافظة دلدار الزيباري، خلال اجتماع عقد بهذا الخصوص، أهمية تعريف المواطنين في المحافظة بمخاطر هذا المرض وتأثيره الكبير على حياتهم، ومصير أبنائهم، من خلال بيان طرق الوقاية منه، إضافة الى تقديم العون للمصابين به.
وأضاف الزيباري: أن مستشفيات المحافظة تفتقر الى الأجهزة الكافية، نسبة الى أعداد المتقدمين للفحص، وهي من الأمور التي ينبغي معالجتها قبل إصدار قانون يلزم الفحص. من جهته ذكر د. محمد شاكر الغنام رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس نينوى، أن مرض الثلاسيميا مرض وراثي غير معد ٍ، سببه الرئيسي الزواج بين الأقارب، لذا فان المجلس يسعى الى تشريع قانون لحماية المجتمع من هذا المرض، وذلك من خلال إحالة طرفي عقد الزواج الى المؤسسات الصحية لإجراء فحص الدم، للتأكد من عدم الإصابة بالمرض، وفي حال التأكد من أن الطرفين يحملون المرض، يوصون بعدم إبرام عقد الزواج، لان احتمال ظهور المرض في أبنائهم يصل الى 25%، وبطبيعة الحال فان ظهور المرض عند الطفل، سيشكل عبئا كبيراً على الأبوين، وعلى المجتمع.  وقال الغنام ان مشروع القانون سيضم فقرات عديدة، ومنها إلزام إجراء الفحص، وفي حال ظهور الإصابة عند الطرفين وأصرا على الزواج، سيتوجب عليهما او على الزوج تنظيم تعهد رسمي بتحمل نحو 50% من تكاليف علاج طفله المصاب بالمرض، واستدرك الغنام، مازال الأمر في طور البحث والمناقشة،  وان المشروع سيعرض للمصادقة عليه في المجلس خلال الفترة القريبة المقبلة.رئيس جمعية الثلاسيميا ثائر إبراهيم الطائي، أكد وجود 1200 إصابة مسجلة بالمرض في محافظة نينوى، وان مئة إصابة تسجل كل عام تقريباً، والسبب الرئيسي وراء ازدياد حالات الإصابة بالمرض، هو الزواج بين الأقارب، إذ يشكل هذا السبب وبحسب الخبراء المختصين أكثر من 86% من نسبة الإصابة المرض. وتابع رئيس الجمعية : " علاج مريض الثلاسيميا مكلف جدا كونه يحتاج الى أدوية تخصصية وبشكل يومي، إضافة الى احتياجه المستمر الى التزود بالدم، فضلاً عن الفحوص الدورية، والمشاكل الصحية التي تنشأ بسبب مرض الثلاسيميا مثل عجز القلب وتليف الكبد بسبب ارتفاع نسبة الحديد كناتج عرضي عن تكسر كريات الدم الحمراء المستمر واخذ الدم الخارجي المستمر، مع إصابات الكبد الفايروسية الناشئة عن عمليات اخذ الدم هذه، إضافة الى مشكلات صحية أخرى كثيرة معظمها يؤدي للوفاة.  ويذكر ان جمعية الثلاسيما في نينوى، نجحت خلال الأعوام الماضية، وفي ظل عدم وجود مراكز متخصصة لزراعة نخاع العظم، في إرسال عدد من المصابين بالمرض للعلاج في ايطاليا، وتخلصوا من المرض بشكل نهائي من خلال إجراء عملية التبرع بنخاع العظم، وهي من العمليات المعقدة والمكلفة، التي تصل تكاليفها الى نحو 150 الف يورو.وتنشط هذه الجمعية باستمرار في توعية المجتمع حول المرض، وقدمت مشروعا متكاملاً للمسؤولين في الحكومتين المحلية والمركزية للقضاء على المرض، ونجحت مؤخرا في إقناع  حكومة نينوى المحلية  بدراسة مشروع للحد من انتشار المرض من خلال أجراء فحوصات ما قبل الزواج.