اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كركــوك: الأطباء يهربون من الموت.. والحكومة تشك فـي "جهات سياسية"

كركــوك: الأطباء يهربون من الموت.. والحكومة تشك فـي "جهات سياسية"

نشر في: 5 يوليو, 2011: 08:53 م

 كركوك/ سماح صابر اتهمت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية الأجهزة الأمنية بالضعف حيال تهديدات الأطباء في كركوك، فيما تؤكد مصادر في شرطة المحافظة أنها توصلت إلى الخيوط الأولية لمنفذي عمليات الخطف الأخيرة التي طالت عددا من الأطباء. جاء ذلك في وقت شككت فيه دائرة صحة كركوك حول جدية الأجهزة الأمنية بحماية الكفاءات العلمية في المحافظة.
وتعاني كركوك من أزمة أمنية وتهديدات مستمرة للقاعدة باستهدافها وخاصة ذوي الخبرات العلمية. وفي اتصال هاتفي أجرته المدى مع مدير دائرة صحة كركوك صديق عمر بين انه "خلال الأسبوعين الماضيين تم اختطاف طبيبين احدهما متخصص في أمراض الأطفال، والآخر متخصص بطب وجراحة العيون.وفي الوقت ذاته تم تهديد طبيبين آخرين متخصصي باطنية وأيضا تم اختطاف نجل طبيب أسنان ولكن تم تحريره بعد أن دفعت عائلته 50 ألف دولار لخاطفيه.وأوضح "أن هذه الأرقام هي أرقام غير أساسية فهناك عدد من الأطباء تم تهديدهم ولكنهم امتنعوا عن تبليغ السلطات الأمنية لأسباب يحتفظون بها لأنفسهم".وعن أعداد الأطباء الذين غادروا المحافظة خوفا من أن تطولهم عمليات الخطف أكد الدكتور صديق "إن عددا كبيرا من الأطباء الاختصاصيين طلبوا إجازات رسمية الغرض منها مغادرة المدينة حفاظا على حياتهم وحياة ذويهم". واستدرك بالقول "إن التهديدات وعمليات الخطف التي حدثت مؤخرا هدفها الأساس إحداث الفوضى والاضطراب داخل المحافظة وإجبار الأطباء ذوي الكفاءات العلمية على مغادرة المدينة من اجل خلق حالة من التسيب الطبي، فعدم وجود الأطباء الاختصاصيين سيؤدي إلى حدوث مشكلة صحية كبيرة داخل كركوك وهذا هو هدف الإرهاب الأساس". وتزايدت ريبة وشكوك الأطباء حول جدية السلطات الأمنية في الوعود التي قطعتها لهم بالحفاظ على حياتهم، حيث يستطرد الدكتور صديق "يعيش أطباء كركوك حالة من الترقب والشك حول الإجراءات التي جرى الاتفاق عليها مع السلطات المحلية، فنحن أخذنا وعوداً من قبل هذه السلطات بحماية الأطباء وإذا ما كانت هذه الوعود صادقة فنحن بحالة جيدة، أما إذا كان العكس فأننا في هذه الحالة لم نفعل شيئا".وكان الأطباء في كركوك أعلنوا إضراباً عن العمل، في حين قام بعضهم بالامتناع عن العمل في عياداته الخاصة وذلك خوفا من تعرضه للاختطاف على يد مسلحين كما حل بزملاء لهم اختطفوا في الفترة الماضية. ويرى بعض الأطباء أن الاستهداف المنظم لهم سببه المساومات المالية لا أكثر وتقف وراءه مجموعة من المجرمين الذين يسعون خرابا في العراق وان مثل هذه الأعمال ما هي إلا إرهاب من نوع جديد يفرضونه على العراقيين، على حد قولهم.ويذهب بعض أعضاء البرلمان بالقول إلى أن ما يحدث في العراق الآن وخاصة في كركوك سببه ضعف الأجهزة الأمنية.ويبين عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان شوان محمد طه في تصريح للمدى "إن ما يجري الآن في العراق عموما من تردي في الوضع سببه ارتباك العمل الأمني وهذا الارتباك يرجع لعدة عوامل أساسية منها عدم الاستقرار السياسي وعدم كفاءة المنظومة الأمنية في العراق إضافة إلى الفساد الإداري المستشري داخل الأجهزة الأمنية كل ذلك اثر سلبا على أدائها وعلى الواقع الأمني". وقال "إن الأجهزة الاستخباراتية غير قادرة على التصدي للعصابات المسلحة والعمليات الإرهابية لذلك نرى بين الحين والآخر أن الإرهابيين يتنوعون بعملياتهم كالاستهداف بالعبوات الناسفة واللاصقة والاغتيالات بكواتم الصوت وعمليات الخطف والتي كان آخرها اختطاف عدد من الأطباء في محافظة كركوك". وعن طبيعة المجاميع المسلحة التي تقوم بعمليات الخطف، أعرب مدير شرطة محافظة كركوك اللواء جمال طاهر في تصريحه للمدى عن "إن هذه العصابات هدفها المال لا غير وان عمليات الخطف التي يقومون بها لا تقتصر على الأطباء فحسب، بل تمتد إلى اختطاف أطفال ينتمون إلى عوائل غنية بهدف الحصول على المال"، مستدركا "لقد توصلنا للخيوط الأولية لهذه العمليات الإرهابية وقريبا سنقطعها من جذورها، وقمنا أيضاً بعقد عدة اجتماعات مع محافظ كركوك وزيارة المستشفيات"، مؤكدا "أن هناك خطة أمنية مستقبلية محكمة ستقوم بها مديرية شرطة المحافظة لحماية أبنائها ومن اجل عودة المياه إلى مجاريها".بالمقابل لم تستبعد مصادر مقربة من مجلس المحافظة في تصريح للمدى وقوف جهات سياسية وراء حوادث الاختطاف هذه لغرض بث الرعب بين أهالي المدينة لاسيما وان البلد مقبل على انسحاب القوات الاميركية وبالتالي تلجأ هذه الجهات السياسية إلى استخدام عناصر إرهابية تنفذ من خلالها عملياتها على حلقات قد تبدو ضعيفة ولكنها مؤثرة على المشهد وبصورة عامة كالأطباء خصوصا وان العمليات المنظمة ضد شريحة معينة تترك الرهبة أكثر من تلك التي تستهدف أشخاص عاديين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram