TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > العراق ومنظمات الأمم المتحدة في روما

العراق ومنظمات الأمم المتحدة في روما

نشر في: 6 يوليو, 2011: 05:42 م

حسن الجنابيتأسس النظام الحديث للأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد كان العراق من الدول المؤسسة للعديد من المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة، وتميز بدوره الايجابي والفاعل في النظام الأممي باعتباره دولة مسؤولة عليها التزامات ومسؤوليات ولديها حقوق.
لكن العلاقة بالأمم المتحدة أصبحت ملتبسة وشائكة نتيجة لاستخفاف النظام السابق بالمعايير والالتزامات الدولية، ثم انقلبت الى عداء ومواجهة بعد احتلال الكويت، مما أدى إلى إصدار مجلس الأمن الدولي عشرات القرارات الملزِمة للعراق والمكبِلة في بعض الحالات لسيادته، وما يزال العراق يرزح تحت طائلة بعض بنود ميثاق الأمم المتحدة على رغم مرور عشرين عاما على اجتياح الكويت.تتوزع منظمات ووكالات الأمم المتحدة على مدن وعواصم عديدة منها: نيويورك، وباريس وجنيف، وفيينا، ونيروبي وغيرها.  أما العاصمة الايطالية روما فهي تستضيف عددا من المنظمات الأممية أهمها المنظمات الشقيقة الثلاث المعنية بالأغذية والزراعة، وهي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي (دبليو أف بي) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد)، وللعراق تمثيل عالي المستوى لدى هذه المنظمات أسوة بالعديد من الدول الأعضاء.rn1. منظمة الأغذية والزراعة (فاو):وهي أكبر منظمة اختصاصية في الامم المتحدة تأسست في نهاية عام 1945 وذلك لقيادة الجهود الدولية الرامية إلى دحر الجوع والقضاء على الفقر، يرتكز عملها على تقديم الخدمات الفنية للدول الاعضاء، وتوفير منتدى محايد للمجموعة الدولية للتفاوض وعقد الاتفاقات ومناقشة السياسات الكونية والاقليمية ذات العلاقة بمكافحة الفقر وتحقيق الأمن الغذائي العالمي. تلتقي البلدان في منظمة الفاو على قدم المساواة وفق مبدأ صوت واحد لكل دولة بغض النظر عن حجم الدولة او قواها العسكرية والاقتصادية، وهي تعقد مؤتمراتها كل عامين، وتتيح آلية عملها درجة مشاركة عالية للدول الاعضاء واشراف مباشر على تنفيذ برامجها. تمثل الفاو مصدراً للمعلومات وخزينا هائلا للمعارف المتراكمة للأمم والشعوب، وهي توظف خيرة الخبراء الدوليين في شؤون الأمن الغذائي والزراعة والغابات والاسماك ومكافحة الآفات والاوبئة  النباتية والحيوانية وغيرها، وتولي اهتماماً خاصا بالمناطق الريفية النامية، حيث يعيش (70%) من فقراء وجياع العالم، وتعمل المنظمة تحت شعارها الشهير "من اجل عالم متحرر من الجوع".rnالعراق ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو):العراق عضو مؤسس في المنظمة وقد سمحت له إمكاناته المالية والفكرية والدبلوماسية بأن يكون دولة مانحة قادرة على تقديم المساعدات الإنسانية او تمويل المشاريع التنموية في مناطق مختلفة، وقد تميزت علاقته بالمنظمة بكونها علاقة تعاون وتنسيق، حيث أسهمت المنظمة بتنفيذ مشاريع تنموية عديدة في العراق بتمويل عراقي، حتى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات. وقد استمر التعاون أثناء الحرب العراقية – الإيرانية بأشكال متعددة، إلا أن اجتياح الكويت والحرب التي تلت، وما نجم عنها من مقاطعة اقتصادية طويلة الأمد، أحدث تغييرا نوعيا في طبيعة العلاقة بين العراق والمنظمة.  فقد لعبت المنظمة دورا أساسياً في تفعيل برنامجها الإغاثي في العراق في الفترة الأولى من أعوام المقاطعة الاقتصادية، وخاصة في كردستان العراق، بعد تطبيق الحظر الجوي آنذاك شمال خط العرض 36 في العراق.أما في المرحلة التي أعقبت قبول العراق بالقرار الأممي رقم 986 والمعروف ببرنامج النفط مقابل الغذاء، والقاضي بالسماح للعراق ببيع ما مقداره مليار دولار أمريكي من النفط كل ثلاثة أشهر، واستخدام العائدات في شراء المواد الغذائية، فقد تعاظم دور منظمة الفاو ولعبت دورا مهما، لأن كافة مشتريات العراق من المواد الغذائية كانت تتم بواسطة المنظمة او تحت إشرافها. وبغض النظر عن مدى القناعة بالبرنامج، او بكفاءته في المساعدة على حصول العراقيين على كفايتهم من الغذاء، فقد مكّن المنظمة من لعب دور في غاية الحساسية في العراق، وأثمر عن وصول إمدادات غذائية وضرورية للعراق لم تكن لتصل لولا منظمة الفاو، الى ان تسلمت الأمم المتحدة في نيويورك البرنامج ومتعلقاته بعد إسقاط نظام الحكم السابق، وبناء على قرار سلطة التحالف المؤقتة في آب عام 2003.  يبلغ عدد أعضاء منظمة الفاو (192) عضواً، بعد ان انضمت إليها مؤخرا منظمة الاتحاد الأوربي، وتزيد ميزانيتها على المليار دولار سنويا، ولها بالإضافة إلى مقرها الرئيسي في روما مكاتب إقليمية وقطرية في القارات والمناطق المختلفة.انتقل مقر المكتب القطري للفاو المتخصص بالعراق إلى عمّان منذ الاعتداء على مقر الامم المتحدة في بغداد في شهر آب عام 2003 والذي قتل فيه ممثل الامين العام للامم المتحدة سيرجيو دي ميلو. ولكن ذلك لم يمنع المنظمة من متابعة العمل في العراق حيث يحتفظ المكتب القطري بحضور مستمر في بغداد، الى ان تتم تسوية شروط العودة النهائية الى بغداد وهي قضية خاضعة لتقديرات مجلس الأمن الدولي.يستفيد العراق من جملة من المشاريع الفنية في مجالات مختلفة منها في تنمية الثروة السمكية، والصناعات الغذائية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram