متابعة/ المدىتزداد معدلات السمنة بين العراقيين بشكل ملحوظ، ليس بين كبار السن فحسب، بل في أوساط الشباب، وفي صفوف الأطفال والمراهقين، حيث وصلت إلى مستويات مرتفعة، تؤشر إلى منحى خطر، يوضح حجم الاختلال بين الغذاء المتوازن والجسم السليم في سلوكيات الفرد العراقي الغذائية والصحية.
وفي إشارة إلى الأخطاء الغذائية في الحياة اليومية العراقية يشير الدكتور كاظم بهية إلى أن نسبة السكريّات تتجاوز الحدود المسموح بها في إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد العراقي يوميًا بسبب إتباع عادات غذائية غير صحية يعززها نقص الوعي الصحي وغياب الإعلام الصحي المرشد والموجه، سواء في وسائل الميديا المسموعة والمرئية أو الصحف المجلات، إضافة إلى عزوف عن ممارسة النشاط البدني والرياضة، والاستعاضة عنها بأدوية النحافة التي تتوافر بكثرة في الصيدليات والدكاكين، لاسيما بين النساء اللواتي يجدن في ممارسة الرياضة، لاسيما خارج البيت جرأة لا تتوافر لديهن.يقول الباحث الاجتماعي كريم حسين إن غالبية النخب السياسية والإدارية العراقية تعاني ترهلاً وسمنة. ويضيف.. لديّ دراسة حول السمنة بين النواب والسياسيين العراقيين، حيث تشير إحصائيتي إلى أنها تتجاوز التسعين في المئة.ويتابع "الأمر ليس اختراعًا، فإذا تابعت الظاهرة على شاشات التلفزيون فسترى مدى صحة الاستنتاج. ويطالب حسين النخب العراقية أن تكون مثالاً يحتذى به في الجسم السليم والرشاقة البدنية، وان يمارسوا الرياضة بدلاً من الإكثار من الولائم، التي زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.يقول كريم العماري، وهو مدرس رياضة عراقي وخبير في مجال اللياقة البدنية، في تفسير يثير الانتباه ما مفاده أن العراقي يهتم بالسياسة أكثر مما يهتم بصحته. ويضيف: ثمة عادات غير عملية في مجتمعنا، فالفرد منا يجلس ساعات يتحدث في السياسة، ويحلل في الأحداث من دون ان يفكر في استعادة لياقة جسمه، حتى ولو لبضع دقائق.وبحسب تخمينات، فإن أكثر البالغين في العمر يعانون السمنة، وما تسببه من أمراض، كارتفاع ضغط الدم والسكّري وارتفاع مستوى الكولسترول، لكن الظاهرة تبرز بين أوساط الشباب أيضًا. وفي تحليل لا يخلو من المزحة، يشكو أحمد الأمير، وهو متخرج جامعة أهلية، من أن سمنته تعود إلى البطالة، فهو من دون عمل منذ تخرجه في 2007. وبحسب معاينات وتجارب ميدانية، يشير سعد القريشي، وهو باحث في مجال التغذية وتأثيراتها على الجسم في جامعة بابل، إلى أن السمنة بين العراقيين تنتشر في النسبة الأكبر منها بين كبار السن، لاسيما النساء، وبين أصحاب المصالح الخاصة من بقالين وقصابين وأصحاب دكاكين، لاسيما بين المستويات ذات التحصيل العلمي المتدني، وتنخفض النسبة بين أوساط الشباب.ويشير القريشي إلى أن السمنة سمة بارزة بين العراقيات، وتصل النسبة إلى الثلاثين بالمئة بينهن، وهي نسبة كبيرة جدًا، تشير إلى مجتمع غير صحي.بحسب القريشي، فإن تناول الزيوت من قبل الفرد ارتفع منذ سبعينيات القرن الماضي، بسبب استيراد المواد الغذائية، واتجاه الفرد العراقي إلى الاستهلاك من السوق بدلاً من الزراعة، حيث قلّ تناول الفاكهة والخضر بالكميّة المطلوبة في اليوم. الجدير بالذكر أن وزارة الصحة العراقية أطلقت في نيسان الماضي خطة لزيادة الوعي الغذائي بين أبناء المجتمع العراقي بغية الوقاية من السمنة وتجنب الأمراض الناجمة منها.
النخب السياسية والإدارية تعاني من السمنة والترهل
نشر في: 7 يوليو, 2011: 06:53 م